السيمر / فيينا / السبت 18 . 05 . 2019
سيف اكثم المظفر
لكل شيء ثمن الا الحرب، فالخاسر الأكبر فيها هي الشعوب، والشباب والاقتصاد، لا نصر في مواجهة بلا أرض ولا جمهور، كل الساحات مفتوحة وكل الاحتمالات متوقعة، وكل الأهداف تحت مرمى النيران. أمريكا تلك الإمبراطورية التي بنت نهضتها على حطام الدول، لتصبح الاقتصاد الأعلى في العالم، كان ذاك سابقا، اما اليوم فقد صارت تعاني عجزا تجاوز 21 ترليون دولار، وهو الأعلى منذ نشأتها، وهذا ينذر بخطر كبير مقابل نمو التنين الصيني، والذي ينافس الاقتصاد الأمريكي وفي بعض الأحيان قد يتجاوزه، وما قاله صاحب موقع علي بابا، الذي رد على الرئيس الامريكي حينها، معلل تراجع الاقتصاد الأمريكي بسبب الحروب وما انفقته أمريكا في ثلاثة العقود الماضية كان كفيلا ان يجعل من امريكا الأكبر اقتصاد في العالم دون منافس. ايران القنوعة، والدولة الطامحة بأدوات ذاتية وأسس بنيوية دقيقة، جعلها في بضع سنين، تنافس عمالقة العالم وتدخل هي ضمن الاقطاب الخمسة المحركة للمنطقة، حيث شهد الشرق الأوسط في العقدين الماضيين.. تغيرات كبيرة وما عرف مؤخراً بالربيع العربي، الذي سبقهم اليه العراق، بعشر سنوات، عاصفة الصحراء، كانت هي شرارة التغيير التي اوقدت انتفاضة 1991.. كادت ان تنهي نظام صدام لولا، دعم امريكا. ما يجري لإيران اليوم، هي سياسة أمريكية عقيمة، لا تنفع مع دولة عقائدية، وهذا لا يفهمه الأمريكان، فمهما اختلفوا داخلياً، فيكونوا جسد واحد امام العدو الخارجية، وسياسة خنق الاقتصاد الإيراني، سترهق إيران لكن تمنحها القدرة على المناورة.. وتنويع مصادر اقتصادها وتقوية اذرعها الممتدة في عمق منطقة. طرف النار.. إسرائيل، تلك البقعة السوداء، في لوح ابيض، تسعى بكل ما تملك من تأثير وسياسة ومكر وخداع، لحرق المنطقة وزعزعة استقرارها، بأموال خليجية وخطط شيطانية، فكانت الداعم الاكبر لداعش، بالتعاون مع السعودية والإمارات- الدول الأكثر إنبطاح للكيان الصهيوني- تعتقد إسرائيل ان استقرار المنطقة ونموها اقتصاديا وعلميا وسياسيا، يجعلها في مرمى الشعوب التي طالما كانت تعتبر القضية الفلسطينية هي الأولى في المنطقة، اما اليوم مع خلق وتشتيت الانظار عنها بخلق اضطرابات لدول المنطقة، بطرق مباشرة وأخرى تكنولوجيا وأخرى بدعم دولي، جعلت من المنطقة العربية مشتتة وممزقة وكل يبكي على ليلاه، تحت قاعدة فرق تسد، وهي ما زالت تغذي النفس الطائفي في المنطقة وتزرعه وتدعم كل ما يفرق بين الشعوب ويخلق فتن. فهذه سياسة توفر لها أمانا أكثر.. طرف ثالث لدق طبول الحرب بين ايران وامريكا.. يسعى بكل ما يحمل من حقد وعفونة واجرام ودموية، من أجل إشعال هذه الحرب، ويدفعها داخل الاراضي العراقية، ليضرب عصفورين بحجر واحد، فالديمقراطي الجديدة في العراق.. ليست على المقاسات الإسرائيلية ولا الأمريكية، التي تفرض نظرياتها على الشعوب وتخضعها لإرادتها تحت قالب الديمقراطية المخادعة، اضعاف العراق وتقسيمه مع ابقاء العنصر الطائفي نشطاً هو ما يسعى له الكيان الصهيوني.. ولا يوفر هذه الأجواء غير الحروب والفوضى.. التي كانت تراها بداعش ودولته المزعومة. لا حرب أمريكية إيرانية، ولكن هناك حرب إعلامية واستنزاف معنوي وتراشق سياسي لخدمة مصالح عاهرة الشرق.. ولو وقعت حرب.. لن يبقى شرق أوسط كما نعرفه اليوم… كواتم الرصاص.. تدق الاجراس.. على لحن الحروب.. شبابنا من سيذوب.