السيمر / فيينا / السبت 01 . 06 . 2019
د . ماجد احمد الزاملي
الذين حكموا العراق بعد بعد عام 2003 خيبوا آمال العراقيين رغم التغيير الذي يعتبره العراقيون ايجابيا بجوانب كثيره منها ان طريقة الحكم بالعراق اصبحت مختلفة تماما عن كل طرق الحكم الموجوده بالدول العربية وهي طرق حكم مازالت ديكتاتورية استبداديه وحكم عوائل لكن العراق اصبحت له دميقراطية ناشئه (حتى ولو كانت هشه) وحرية صحافة ورأي واصبحت السلطة تتداول بالعراق سلميا بغض النظر عن كفاءة المسؤوليين واعتقد ان العراق ببداية الطريق الصحيح ليصبح دولة ديمقراطية تحترم شعبها في الحرية المطلقة بالتعبير عن ارائهم والاهم قدرتهم على تغيير من يحكمهم متى ماشعروا ان مايقوم به هو ضد العراق . فعندما شعر العراقيزن ان السيد العبادي رغم انجازاته الكبيره طيلة اربع سنوات (تحرير العراق من داعش وانعاش الاقتصاد وعودة علاقات العراق العربية والدولية والحفاظ على وحدة العراق وطمر مشروع التقسيم . قد يكون موقفه لايتوافق مع موقف اغلبية العراقيين فقد تم تغييره بالانتخابات بطريقة سلمية ولذلك لاخوف على العراق فمثلما الحال باي دولة ديمقراطية يخفق المسؤول فيها ويتم استبداله , فأن العراق اصبح نفس الشئ وهذا يعني ان ارادة العراقيين هي من تحكم الان والعراقيين هم من حرروا ارضهم بكافة طوائفهم ومن كان يحارب مع العراقيين من قوات التحالف الدولي هي التحقت تاليا لتكسب شرف محاربة داعش وحتى لاتوجه لها الاتهامات انها كانت في مرحله ما تساعد داعش او على الاقل تغض النظر عن تحركاتهم. السيد العبادي كان رئيس وزراء ناجح وقد ادى ماعليه وسلم سلميا السلطة لغيره وقد يخفق وقد يصيب السيد عبد المهدي في القضايا الداخليه العراقية ولكن الشعب العراقي لم يسمح له ولا لغيره ان يتخلى عن ثروات العراق وثوابته الوطنية والقومية مطلقا , حيث نرى الدول المجاورة تهرول قياداتها وتتسابق لركب قطار التطبيع وشعوبها عبيدا يقطعون رأس حتى من يكتب تغريده تخالف او على الاقل تنتقد جرائم حكامهم ومثال على ذلك قصة خاشقجي. قد يقول قائل وماذا عن الدماء التي سالت والحروب التي حدثت والبنية التي تهدمت , نقول هذا ثمن الحرية والديمقراطية وكل الدول المتقدمه مرت بهذه المراحل ولابد من الدماء للتخلص من اكبر ديكتاتورية بالعالم. العراق بخير لانه لم يتنازل عن اي من الثوابت العربية والاسلامية عكس اشقاءه العرب وكان في حروبه يدافع عن العالم الحر عندما اسقط ما يسمى بخلافة داعش المجرمه واسقط دولتها بالعراق ولو لم يسقط العراق داعش لانتشرت بالوطن العرابي كالنار بالهشيم لوجود حواضن كبيره لها تشاركها نفس الايديولوجية في الوطن العربي وللاسف كان معظم العرب خلف الدواعش عندما احتلت ارض العراق عندما كان يسميهم الاعلام العربي العاهر ثوار عشائر سواء ان كان ذلك عمدا او جهلا. واليوم الرئيس العراقي برهم صالح أتخذ موقفا مسؤلا امام العالم وامام العراقيين اولا وآخرا ورفض وباسم العراق نتائج القمة وبيانها الختامي لانه امتداد للموقف الصهيوامريكي لتمرير صفقة القرن المشؤومة . العراقيون لم ولن يقبلوا لقيادتهم ان تهان مثل بعض القيادات العربية وهي تدفع الجزية صاغرة وتزيد فقر العرب بالتلاعب بسعر البترول. لا والف لا ثروة العراق للعراقيين ولو ان قسم كبير منها الان يذهب الى جيوب الفاسدين ولكنها مسألة وقت حيث ان الشعب العراقي الذي لم يهزم في اي معركة وهو مؤمن بها لقادر على ازاحة هولاء الفاسدين مع الوقت ولكننا بالعراق فرحيين الان لاننا اصبحنا ناس لنا كرامة وعزة نفس ونستطيع ان نعبر عن رأينا ونختار من يحكمنا بنفس الطريقه التي يستطيع المواطن في الدول المتقدمه ان يقوم بها. نشعر اننا انتقلنا الى مرحله جديده متقدمه عن الدول العربية وهذا حال العراق دائما هو في المقدمة. وربما يقول احدا ان هناك دول عربية اقوى من العراق نقول نعم ولكنها دول ديكتاتورية تعامل شعبها كالعبيد وتمتهن كرامتهم وقد مررنا بهذه الفترة طيلة خمس وثلاثين عاما وكنا فيها اقوى من كل الدول ولكن لاكرامة لنا كمواطنين عراقيين ومن يقدم الكرامة وعزة النفس على لقمة العيش بالذل لابد ان يقبل بدولة ديمقراطية وان كانت بها الديمقراطية ديمقراطية بدائية ولكنها في تحسن مستمر. ولو توحّد السياسيون العراقيون واصبحت النوايا صادقة من اجل النهوض بالبلد وكلمتهم سواء وغلّبوا المصالح العامة على مصالحهم لاصبح العراق دولة اقليمية يحسب لها الف حساب لما يتمتع به من ارض شاسعة ونهرين وثروات وطاقات بشرية غير محدودة . العراق الابي صاحب التاريخ العريق والحضارة الضاربة جذورها في اعماق هذا التاريخ ومركز الحضارة الاسلامية يجب ان يحكمه اناس متشبعون بالوطنية اناس لا يقبلون المساومة على مصالح العراق ومستقبل العراقيين فلو كانت تسري في عروق حكام العراق – الجديد – الدماء العراقية النقية لرفضوا رفضا قاطعا التعامل مع امريكا لانها صاحبة اكبر الكوارث والمصائب التي حلت ببلاد الرافدين وشعبه الكريم فامريكا هي من شنت الحرب عليه بعد دخوله الكويت باصرار عربي مشين وهي من فرضت على العراقيين حصارا خانقا قضى خلاله اكثر من مليون عراقي ومن منا لا يتدكر رد سيئة الصيت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة الصهيونية مادلين اولبرايت عندما سئلت عن الضحايا من اطفال العراق الذين يموتون جراء الحصار فردت ودون خجل ولا وجل ولا استحياء ان كان تملكه اصلا ان القضية تستحق الثمن فامريكا طاعون العصر يجب ان تطرد من العراق بدل مسايرتها في سياساتها الهدامة ومشاريعها القاتلة لاجل البقاء في المناصب والحصول على دعمها ومساندتها. فهل اصبح العالم العربي يخلو من الرجال حتى نرى ترامب وهو يوجه الصفعات لحكامنا ودولنا ويجاهر بعدائه الشديد لكل العرب والمسلمين ويعلن بكل صراحة دعمه المطلق للعصابات الصهيونية, لكن كيف يرتدع هدا التاجر المخادع وهو يتعامل مع زبائن شديدي السذاجة والبلادة. لا العبادي ولا عبد المهدي ولا غيرهم يستطيع منح ترامب سنتا واحدا ، لان صرف الاموال في مثل هذه الحالات يقررها مجلس النواب ، وليس رئيس مجلس الوزراء … هذا اولا وثانيا ، ان جولات تراخيص النفط التي طورت الحقول النفطيه العاملة ، منذ عقود ، واصبح انتاج العراق حاليا بحدود خمسة ملايين برميل يوميا ، لم تحصل منه الشركات الامريكية الا فرصة واحدة ، ومشاركه مع شركة اسيوية اخرى ، لتطوير حقل نفط جنوب العراق ، وتملك شركة اكسون موبيل الامريكيه على نسبة اقل من 30% من عقد تطوير الحقل ، ولمده معينه ، كما حصلت امريكا على عقود قليلة من تطوير الكهرباء ، ولكن شراء العراق طائرات مدنية وعسكرية ودبابات ابرامز وطائرات تدريب وهليكوبتر ومعدات عسكرية اخرى.
امريكا لا تريد ان ترى الدول العربيه ذات قيمة ومكتفية ذاتيا ومستقلة فعملت منذ قرون على إشعال الفتن والحروب في هذه الدول وآخرها تنصيب ديكتاتوريين عليها ينهبون ثرواتها ويمزقوا مجتمعاتها لتصبح في ذيل الأمم في العلم والاقتصاد والبنية التحتية والأولى في التسول والفقر والاميه والفساد.