أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / الرياض لبغداد: انسحاب الأتراك مقابل إدانة إيران؟
صرح فيلسوف آخر زمان الجعفري: «إننا مع الإدانة، ولكن يجب أن نشير إلى المجرم والجاني»

الرياض لبغداد: انسحاب الأتراك مقابل إدانة إيران؟

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 12 . 01 . 2016 — أثار موقف وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، تساؤلات عن حيثياته وتأثيره على العلاقة مع إيران، وذلك بعدما شارك العراق في بيان إدانة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، وهو ما عزاه البعض إلى أنه مرتبط بتفاهمات بين العراق وإيران من جهة، وبين العراق والسعودية من جهة أخرى
هو الموقف الأول من نوعه، الذي يتخذه العراق ضد إيران منذ عام 2003، ويصطف مع الجامعة العربية التي طالما اشتكى منها ومن مواقفها تجاه النظام السياسي الجديد، مؤيّداً موقف دولة اعتبرتها الحكومة السابقة بمثابة «الدولة العدو»، التي أعلنت الحرب على العراق، كما صرّح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
موقف العراق في الجامعة العربية اعتبره مراقبون بمثابة «انعطافة» في تاريخ الدبلوماسية العراقية الحديثة، فقد أثار عدة تساؤلات وسيناريوات. وفي هذا السياق، تشير المعلومات المسربة من خلف الكواليس، إضافة إلى «أسلوب» كتابة البيانات التي صدرت عن وزارة الخارجية والتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، بعد انتهاء الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب، وعند لقائه عدداً من وزراء الخارجية العرب، أمس، إلى وجود تفاهمات بين العراق وإيران من جهة، وبين العراق والسعودية من جهة أخرى.
وكان العراق قد تحفظ على عدة بنود في البيان الختامي للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وقدم ذلك بشكل تحريري إلى إدارة الجامعة العربية، بحسب المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال، ومن بين البنود التي تحفظ عليها العراق إدانة الحكومة الإيرانية بحادثة الاعتداء على السفارة السعودية، وربط حزب الله بالإرهاب.
وقال الجعفري، في تصريحات له نشرها موقعه الرسمي، مساء أمس، «إننا مع الإدانة، ولكن يجب أن نشير إلى المجرم والجاني، وليس من الإنصاف أن نساوي بين هؤلاء المجرمين وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعرّض بعض عناصر شرطتها لإصابات وهم يدافعون عن سفارة وقنصلية السعودية».
الجعفري دعا الجامعة العربية إلى «اتخاذ خطوات عملية للتخفيف من حِدة التوتر بين المملكة العربيّة السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية»، حاثّاً في الوقت ذاته إيران على «تحمّل مسؤوليتها القانونية في ملاحقة مرتكبي الاعتداء على السفارة السعودية وتقديمهم إلى العدالة»، ولافتاً الانتباه إلى أن «هناك عناصر تهدف إلى الإساءة للعلاقات بين البلدين».
في مقابل ذلك، رأى رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إحسان الشمري أن «الجعفري فاتح إيران خلال زيارته الأخيرة لطهران بشأن الموقف الذي سيتخذه العراق خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب»، مشيراً إلى أن «الموقف العراقي في الجامعة يعدّ انعطافة كبيرة في الدبلوماسية العراقية بعد 2003، وفي العلاقات العراقية العربية من جهة، والعلاقات العراقية ــ الإيرانية من جهة أخرى».
الشمري توقّع في حديث إلى «الأخبار» أن «العلاقات العراقية ــ الإيرانية سوف لن تتأثر بهذه الخطوة، خصوصاً إذا نظرنا إلى ردّ الفعل الإيراني رسمياً وإعلامياً، ذلك أنها لم تنتقد موقف الجعفري ولم تتطرق إليه، على عكس تعاملها مع بقية المواقف العربية».
ولكن الشمري لفت إلى أن «العراق حصل على تطمينات ووعود سعودية بشأن لعب دور إزاء الوجود التركي في شمالي العراق، والضغط على أنقرة لسحب قواتها من نينوى مقابل الموقف العراقي في الجامعة لما له من دلالات وأهمية».
وفي السياق، اعتبر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، مثال الألوسي، ما حدث في الجامعة العربية، أول من أمس، بأنه «إهانة» للدبلوماسية العراقية، داعياً إلى إقالة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري. وقال الألوسي، في تصريح صحافي، إن «الجعفري يتصرف وكأن الدولة ملك له، وضمن خيال معيّن وتصورات غير واقعية.. لذلك يجب إقالته من هذا المنصب».

الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً