الرئيسية / الأخبار / زيارة فرنسية واجتماع عاجل للاتحاد… هل تنقذ الجهود الأوروبية الاتفاق النووي؟

زيارة فرنسية واجتماع عاجل للاتحاد… هل تنقذ الجهود الأوروبية الاتفاق النووي؟

السيمر / فيينا / الأربعاء 10 . 07 . 2019

محاولات أوروبية أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي الذي شارف على الانهيار، بعد تصاعد حدة الأزمة النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

لم تنجح كل نداءات الدول الأوروبية في منع طهران من تجاوز الحد الأقصى المسموح به في إنتاج اليورانيوم المخصب، فيما لم تزل الحرب الكلامية مشتعلة بين واشنطن وطهران.

ويواصل الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التحركات الدبلوماسية التي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وطالب الاتحاد بتحديد موعد عاجل لانعقاد لجنة مشتركة بشأن إيران، بالتزامن مع زيارة إيمانويل بون كبير مستشاري الرئيس الفرنسي إلى طهران.

جهود أوروبية

حضّت الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، طهران على العودة عن خرقها للاتفاق النووي، وسط تصاعد التوتر حول هذا الموضوع، وأعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن “قلق بالغ” إزاء تفاقم الأزمة، حسبما أوردت وكالة “فرانس برس”.

ومنذ الانسحاب الأحادي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى وفرضه عقوبات صارمة على طهران، يبذل الاتحاد الأوروبي جهودا لم تنجح حتى الساعة من أجل إنقاذ هذا الاتفاق الرامي إلى كبح الطموحات النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

وجاء في بيان مشترك أن “وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي يعربون عن قلقهم الكبير لمواصلة إيران أنشطة لا تنسجم مع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة”، وهي التسمية الرسمية للاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وتابع البيان أن على إيران “أن تتصرف وفقا لذلك عبر التراجع عن هذه الأنشطة والعودة فورا للالتزام التام بالاتفاق النووي”.

وأشار إلى ضرورة عقد اجتماع “طارئ” للجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق المؤلفة من الدول المشاركة فيه.

زيارة فرنسية

ويجري المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، محادثات في طهران الأربعاء في إطار المساعي المبذولة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والبحث عن وسيلة لتخفيف التوتر بين الجمهورية الإسلامية وواشنطن.

ورحّب متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم، بجهود فرنسا لإنقاذ الاتفاق النووي، فيما يزور كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران لإجراء محادثات، بهدف إنهاء الأزمة.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء “رحب المتحدث (عباس موسوي) بدور فرنسا في تخفيف التوتر وتنفيذ الاتفاق، قائلاً إن الفرنسيين جزء من جهود إبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة”.

وكان ماكرون قد أبلغ نظيره الإيراني، حسن روحاني، هاتفياً، السبت، أنه يحاول إيجاد طريقة بحلول 15 يوليو الجاري لاستئناف الحوار بين إيران وشركائها الغربيين.

جهود لن تفلح

محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، قال إن “من الصعب أن تنجح الجهود الأوروبية التي تبذل في إنقاذ الاتفاق النووي، لأن الدول الأوروبية لا تملك ما تقدمه لإيران في هذا الشأن”.

وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “أوروبا يمكنها أن تؤجل وفاة الاتفاق النووي وفاة كامة، لكنها لم تتمكن من إحيائه ما لم تتنازل إيران عن شرط أساسي وهو إدراج النفط في الآلية الغائية المالية الأوروبية، أو أن تعيد أوروبا الشركات النفطية التي كانت تعمل مع طهران إلى السوق الإيراني”.

 وأكد أن “هذا شبه مستحيل، نظرًا لأن الشركات التي انسحب لها علاقات قوية مع مسؤولين أمريكيين، وتخاف من وطأة العقوبات الأمريكية عليها”، مشيرًا إلى أن “أوروبا لن تنح في إحياء الاتفاق النووي على المديين المتوسط والبعيد”.

مهمة فرنسية صعبة

وفيما يخص دلالات زيارة إيمانويل بون كبير مستشاري الرئيس الفرنسي لطهران، قال أبو النور، إن “المبعوث الفرنسي له علاقات جيدة مع الإيرانيين، ومن الواضح أنه يستهدف خفض سقف الطلبات الإيرانية المتزايدة، والتي لن تتمكن أوروبا من تنفيذها، فهو يريد أن يقنع الإيرانيين أن يكونوا أكثر عقلانية ومنطقية، إذا كانوا جادين في حماية الاتفاق النووي، وعدم الخروج منه كليًا”.

وأشار إلى أن “طهران بهذه الطريقة تخرج من الاتفاق تدريجيا، وتضعف الاتفاق للغاية، ومهمة المبعوث الفرنسي صعبة للغاية في ظل الأوضاع الحالية والتي تزداد سوءًا كل يوم”.

ومضى قائلًا “أمريكا اليوم دعت لتحالف دولي ضد إيران لتأمين ناقلات النفط في الخليج، فيما هدد الحرس الثوري إنه سيضرب القواعد العسكرية الموجودة في الخليج، ما يثير الأمور تعقيدًا، ويصعب من مهمة المبعوث الفرنسي”.

وأنهى أبوالنور حديثه قائلًا “قد ينجح إيمانويل بون في خفض التوتر القائم نوعًا ما، لكنه لم ينجح في إبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة، حيث كل أسباب الوفاة متحققة ومتاحة”.

تحركات إيران

من جانبه قال الإعلامي والمحلل السياسي الإيراني، محمد غروي إن “تحركات إيران النووية ليست خاطئة، فطهران التزمت بالاتفاق النووي لمدة عام كامل بعد الانسحاب الأمريكي منه”.

وأضاف في تصريحات سابقة لـ “سبوتنيك”، أن “إيران لا تريد من الدول الأوروبية الانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أن تهديدات بعض الدول بالانسحاب تبدو غريبة، فلم نسمع عنها حين انسحبت واشنطن”.

وتابع “لا أعلم لماذا هذا الاستنفار الأوروبي تجاه إيران، وكأنها من أخطئت”، مضيفًا: “يحق لإيران بناءً على البند 26 و36 من الاتفاق النووي، اتخاذ أي إجراء للحصول على حقها، وطهران تعمل الآن ضمن إطار هذين البندين”.

وأكد المحلل السياسي الإيراني، أن “إيران وقعت على الاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات، وبيع نفطها وتحقيق انفراجة اقتصادية، وهذا لم يحدث، فطهران لم تستفد من التوقيع، ورغم ذلك لم تغادره”، مستطردًا: “على إيران أن تلبي طموحات الشعب في سيرورة اقتصادية ونفطية”.

وبشان التحركات الإيرانية، أضاف “إيران التزمت بالاتفاق النووي وهذا بشهادة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، والتي أوضحت خلال 14 تقريرًا شهرًا مدى التزام طهران”.

وأنهى حديثه قائلًا “إيران التزمت بالاتفاق، الكرة الآن في ملعب الأوروبيين وعليه أن يلتزموا بالاتفاق النووي، وأن يجعلوا أمريكا تعود للاتفاق النووي وترفع العقوبات على إيران”.

وأعلنت طهران، الأحد، أنها رفعت تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 4.5% على الأقل، أي فوق الحد المسموح بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي في 2015.
إيران تطالب بالافراج عن ناقلة النفط التي تحتجزها بريطانيا والحرس الثوري يهدد بالرد

فيما أكد تقرير مفتشي الطاقة الذرية، الاثنين، خرق إيران لمستوى تخصيب اليورانيوم، مؤكدين أن طهران تخصب اليورانيوم بدرجات محظورة.

وقال المتحدث باسم الوكالة في بيان إن “مفتشي الوكالة تحققوا في الثامن من يوليو من أن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3.67%”.

وذكر تقرير أرسل للدول الأعضاء في الوكالة أن الوكالة تحققت من مستوى تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة على الإنترنت لمراقبة التخصيب مضيفاً أن عينات أخذت أيضا اليوم لفحصها.

قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ “فادحا” بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية.

وأضاف كمالوندي “الانسحاب من الاتفاق كان خطأ فادحا من الأمريكيين… تسبب في هذه المشاكل كلها. حصل (أطراف الاتفاق) الأوروبيون على ما يكفي من الوقت لإنقاذ الاتفاق”.

ووقع الاتفاق النووي في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، التي تضم الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا.

المصدر / سبوتنيك

اترك تعليقاً