المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاثنين 18 . 01 . 2016 — يزداد “فزع” البغداديين يوماً بعد آخر مع استفحال ظاهرة عمليات التسليب والسرقة المنظمة، خصوصاً مع انهيار أسعار النفط والمخاوف من عدم قدرة الحكومة على تسديد وراتب الموظفين والمتقاعدين، الأمر الذي “أفزع” البغداديين، وفيما يحذر محللون أمنيون من “اتساع” عمل تلك العصابات، وفقدان ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية، اتهمت اللجنة الأمنية في مجلس بغداد شخصيات سياسية بالوقوف وراء تلك العمليات.
الخبير الاستراتيجي واثق الهاشمي لا يستغرب حوادث السرقة قائلاً إن “ما يحدث متوقع في ضل أزمة مالية واقتصادية وانفلات أمني ووجود السلاح بشكل منفلت”.
فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية
ويتابع الهاشمي أن “تلك العمليات ستؤثر بشكل كبير وبالغ على الاستقرار الأمني في العراق وستفقد ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية وتخلق حالة من عدم الاستقرار”.
ويحذر الخبير الاستراتيجي من “ازدياد نشاط هذه الجماعات التي لا يجب أن تكون مرتبطة بتنظيم داعش بل قد تكون مرتبطة بأطراف سياسية وأحزاب جماعات مسلحة وعصابات منظمة هي التي تقوم بهذه العمليات”.
ويتساءل “أين دور السيطرات الموجودة في بغداد بأعداد كبيرة لماذا لا يلقى القبض على العصابات التي تمارس يوميا عملياتها من الخطف والسرقة والتعرض لمحال الصيارفة؟”.
اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد اتهمت شخصيات سياسية حزينة على انكسار داعش بالوقوف وراء عمليات التسليب والسرقة، مشددة على ضرورة معاملة الشخص الذي يقوم بهذه العمليات معاملة الإرهابي ويكون مصيره في النهاية الإعدام.
ويقول عضو اللجنة سعد المطلبي في حديث لـ”سكاي برس”، إنه “في الآونة الأخيرة انتشرت عمليات التسليب والسرقة بالأخص على محال الصيارفة وهذا العمل يعد إرهابي ومصيره الإعدام”، مبينا أن “هناك بعض الشخصيات السياسية تقف وراء هذه الظاهرة لحزنها على انكسار داعش”.
فوضى اقتصادية
ويضيف أن “هناك سياسيين عراقيين لا يريدون الخير للبلد فهم يحاولون إثارة الفوضى الاقتصادية من خلال تفعيل العصابات المسلحة التي تسطوا على محال الصيارفة وغيرها”, موضحاً أن “هذا العمل متعلق بالإرهاب وهو يعامل معاملة الإرهابي ويكون مصيره في النهاية الإعدام”.
وفيما يخص سرقة المنازل يبين المطلبي, أن “هناك بعض المناطق الآمنة يتعرض سكانها لحالات سرقة وهذه ظاهرة مقلقة جدا”, لافتا أن “أكثر حالات السرقة تتم في النهار من قبل أبناء المنطقة لان باستطاعتهم مراقبة المنازل الخالية ومعرفة أوقات عدم تواجد أصحاب المنزل”.
ويشير عضو اللجنة الأمنية إلى أن “على ضوء التقارير الأخيرة التي وصلت إلينا قد تم تفعيل بعض الجهود المكثفة في المناطق التي تعتبر أكثر استقرار من غيرها”.
الناشط والصحفي حسن الشنون يؤشر ارتفاع ملحوظ في مستوى الجريمة المنظمة في بغداد، ويعزو ذلك إلى “ضعف” الأجهزة الأمنية في الداخل وتركيز جهدها الاستخباراتي والعسكري على معارك داعش”.
ويضيف أن “الأزمة الاقتصادية تعد سببا رئيسياً في ارتفاع مستوى الجريمة ببغداد لان الجوع قد يدفع بعض ضعفاء النفوس نحو السرقة وإنشاء عصابات مختصة للسلب والنهب”.
استغلال داعشي
ويحذر الشنون من “استغلال عصابات داعش الإرهابية لهذه الفوضى وازدياد الأمور سوءاً أكثر فأكثر”، مشدداً على ضرورة “الحاجة إلى تفعيل الدور الاستخباراتي في بغداد والحرس الليلي”.
أحمد حميد يوضح أن “هذه الحوادث تكررت وستتكرر كثيراً أتمنى على أصحاب محال الصيارفة وكل الذين يحملون مبالغ نقدية الانتباه والحذر”، مضيفاً “يبدوا أن الأزمة المالية ستولد لنا عصابات كثيرة”.
المواطن نصير محمد يوضح أن “الكثير من المناطق تتعرض لحالات سرقة واختطاف وهذا الامر قد تسائب مع الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد”، مضيفا “قد تعرضت لسرقة قبل اسبوعين حيث كنت خارج المنزل انا وافراد عائلتي وعند عودتي في الساعة الثامنة مساءا وجدت باب المنزل مفتوح”.
حوادث في بغداد
ويضيف محمد في حديث لـ “سكاي برس”، إن “السرقة حدثت في نفس يوم بيع سيارتي وكان لدي في المنزل مبلغ من المال يقدر بأكثر من ثلاثة آلاف دولار وهذا يدل على ان السارق من ابناء المنطقة ومتابع جميع هذه الأمور”، لافتا ان “في الشهر الماضي تعرض اخي لحالة سرقة وهو صاحب محل “موبايلات”, وخسر الكثير من الاجهزة الحديثة التي لا تقل سعر الجهاز الواحد عن 400 دولار”.
وأقدم مسلحون مجهولون أمس على اقتحام منزل بمنطقة الوزيرية وقاموا باحتجاز العائلة داخل إحدى الغرف وسرقوا مبلغ قدره ١٠٠ مليون دينار عراقي ولاذوا بالفرار، فيما أقدم آخرون يرتدون الزي العسكري على تسليب صاحب محل للصيرفة مبلغ قدره ١١٠ مليون دينار عراقي أثناء مروره بمنطقة شارع فلسطين.