المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاحد 31 . 01 . 2016 — حذر المرجع الديني كاظم الحائري، الأحد، من ظهور بوادر تفتت العراق وتقسيمه، مؤكدا أن وحدة البلد وأمنه وسيادته قيم بالغة لا يمكن لأي جهة تجاهلها أو المهادنة عليها مهما كلّف ذلك، فيما دعا الحكومة الى الكف عن “المواقف الذليلة” تجاه ما يهدد المصالح العليا للبلد، ووصف الأمريكان بأنهم “رأس كل شر وفساد في العالم”.
وقال الحائري في بيان صدر عن مكتبه إن “ما بلغه أمرُ العراق في الظروف الراهنة موجب لحزن أبيكم ولوعته”، موضحا أن “معالم الفتنة تُدخل العراق وأهله حالة التشتت في قواه، والخنوع للأجنبي في سيادته وعزّة أهله، والهبوط عن مكانته وموقعه بين الأمم على مرأى من السياسيين والإعلاميين، وأصحاب القرار والبرلمانيين، وعلى مسمع رجال الحكومة ودراية منهم، ألا وهي الفتنة المتمثلة بالمشروع الأمريكي للمنطقة عموماً وللعراق خصوصاً”.
وأضاف الحائري، أن “بوادر تفتّت العراق وتقسيمه تظهر في حفر الخندق حول المناطق الشماليّة من البلد، وتواجد القوات التركيّة على أرض نينوى، وإعلان الحكومة الإقليمية في الشمال عن طرح مشروع الانفصال على الشعب الكردي، بل وعود الأمريكان بمباركة وتأييد الحكومة الإقليمية في الشمال إذا ما أعلنت انفصالها عن الحكومة المركزية”، مبيناً أن “معالم المشروع الأمريكي تظهر في إضعاف العراق عسكرياً وأمنياً بمشروع تذويب قوات الحشد الشعبي المقدس، وعزل بعض قياداته المخلصة، ليتمكن العدو الأمريكي بعد إضعاف العراق عسكرياً من تمرير مشروعه الذي أعلن سابقاً عنه من إرسال قوات برية أجنبيّة مقاتلة تحمي تنفيذ مخططه الذي يكون تقسيم العراق من أولى أولوياته”.
وتابع الحائري، أن “بعض رجال المشروع الأمريكي يدعون بشكل صريح في تحريض الإخوة السنة في المحافظات الغربية، وتشجيعهم على إعلان وضع مستقل لهم”، مشيرا الى أن “التصريحات الطائفيّة لرجل الأمن السعودي الذي يعمل بصفة سفير في العراق، كانت متضمنة لإثارة الفتنة الطائفية، ومتطاولة على أبنائنا في الحشد الشعبي، وتمثل تدخلاً سافراً في الشأن العراقي”.
وشدد الحائري على، أن “وحدة البلد وأمنه وسيادته وعزة أهله قيم بالغة، ومصالح أساس، ليس لجهة تجاهلها، أو تجاوزها، أو المهادنة عليها مهما كلّف ذلك، والمعنى أولاً بهذا الأمر هي الحكومة، وعليها الكفّ عن المواقف الذليلة تجاه ما يهدد القيم الأساس والمصالح العليا للبلد”، مؤكدا بالقول، “ليحمل رجالاتها نصيحتي هذه على نحو الجدّ تجاه فتنة تقسيم العراق قبل فوات الأوان وضياع العراق بتخاذلكم وتهاونكم تجاه المشروع الأمريكي”.
وتابع الحائري، أن “الأمريكان رأس كل شر وفساد في العالم”، مبينا أن “المتصدين للمسؤوليات بمجموعهم وعلى كل المستويات من السياسية والتنفيذية والبرلمانيّة والقضائية، فشلوا في تحمل الأمانة، وأداء المسؤولية تجاه شعبهم ووطنهم، وأخص بالذكر منهم الحكومة التي اتجهت في مواقفها الوجهة المنفذة للمشروع الأمريكي في البلد”، مؤكدا “ضرورة تصحيح المسير والعودة إلى الصراط القويم”.