السيمر / فيينا / السبت 21 . 12 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
بيان المرجعية في إجراء الانتخابات المبكرة عامل إيجابي ومهم لكن هل تنحل مشكلة ساسة المكون الشيعي العراقي ويعم الأمن والاستقرار وتعم حياة الرفاهية والسعادة هذا الأمر لم ولن يتم ابدا، واذا كنا اليوم نختلف حول هذه القضية بيننا الايام والأشهر القادمة سوف تكشف لأبناء المكون الشيعي العراقي أصل المشكلة ليست في استبدال رئيس الوزراء الشيعي أو إزاحة الأحزاب الفاسدة والغير مأسوف عليهم ابدا والذين جلبوا لنا العار، مشكلة المكون الشيعي بيئته غير مؤهلة أن تنتخب طبقة سياسية واعية تعي وتفهم حقيقة الصراع الدولي الذي يدور بالساحة العراقية، من سوء حظ الشيعة أنهم مكون أكبر ولو كان الشيعة اقل من النصف لاضطر ساستهم وقياداتهم الدينية إلى التفكير بالمنطق والتحالف مع أقرب مكون لهم، الأكثرية مضرة اذا لم يوجد قادة شجعان للاكثرية بل يصبحون مشروع للذبح والقتل، هناك خطوط حمراء ومقدسة عند عامة الناس لا يمكن لي أن اتجاوزها لأنه يساء الظن بي لكن اقول لجميع الاخوة الكرام لو قرأنا تاريخنا الشيعي منذ مقاومة المحتل البريطاني والوقوف مع الجلاد التركي العثماني وتلاها ثورة العشرين انتهت بقبول مرجعيات الشيعية في استيراد ملك عميل وخائن أحد احذية الاحتلال البريطاني والفرنسي ليكون ملك على العراق، وكان الأولى يطرح مراجع الشيعة ملك من أبناء الشعب العراقي ومن شيوخ وواجهات الفرات الأوسط والجنوب، حرم مراجع الشيعة بالدخول بالحكومة والجيش، سقط النظام الملكي وأصبح عبدالكريم قاسم زعيما وقفت مرجعيات الشيعة ضده والنتيجة قتل عبدالكريم قاسم في شباط عام ١٩٦٣ ودخل الشيعة بالعصر الذهبي والذي تعاقب على حكمهم البعثيين الانجاس وانتهى العصر الذهبي للشيعة يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣، العصر الذهبي للشيعة قتل به ثلاثة ملايين مواطن وهجر مئات آلاف الأشخاص لأسباب طائفية بل وكتب صدام الجرذ على دبابات الحرس الجمهوري في قمع انتفاضة شعبان عام ١٩٩١ شعار لاشيعة بعد هذا اليوم، سقط صدام الجرذ وفوجىء العالم أن الشيعة لا يرغبون في حكم انفسهم وقادوا البلد بعقلية سياسي جبان خنيث وكأنه شخص معارض وليس حاكم مستمد شرعيته من الملايين التي تحدت الإرهاب وصوتت رغم المفخخات إلى نوري المالكي وحيدر العبادي ……الخ ما نراه من تعثر في الوسط الشيعي العراقي حاليا هو نتيجة طبيعية ومتوقعة لكل متابع تابع الأحداث وقرأ تاريخ شيعة العراق منذ مقاومتهم للاستعمار والاحتلال البريطاني ورفضهم حكم انفسهم وقبولهم في استيراد ملك عميل من الحجاز اكيد يكتشف أن مايحدث الآن هو نسخة طبق الأصل لأحداث عام ١٩٢١ ورفض الشيعة العراقيين لحكم انفسهم مرة ثانية، لا يوجد مشروع سياسي لدى مرجعيات وساسة المكون الشيعي العراقي إجراء انتخابات مبكرة واستبدال الطبقة السياسية الشيعية الفاسدة لم يحل المشكلة وإنما يصل طبقة سياسية شيعية جديدة أكثر جهلا من الذين سبقوهم ، نصيحتي توجد مراكز دراسات استراتيجية غربية يمكن دفع أموال لهم وهم يعطون استشارات لمرجعيات وزعامات ساسة أحزاب شيعة العراق في كيفية القيادة .