المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 09 . 02 . 2016 — أدب الطفولة او ادب مرحلة الطفولة أحد الأنواع الأدبية المتجددة في الادب الإنساني، فالطفولة هي الغرس المأمول لبناء مستقبل الامة، والأطفال هم ثروة الحاضر وعدة المستقبل في أي مجتمع يخطط لبناء الانسان الذي يعمر به الأرض لذلك نجد دار ثقافة الأطفال والمركز الثقافي للطفل العراقي في المنصور (الفانوس السحري) يسعون بكل جهد ومثابرة لترجمة هذا الادب عن طريق مطبوعات الدار والمسرحيات التي يتم تقديمها للأطفال.
واليوم تشهد خشبة مسرح الفانوس السحري تدريبات مكثفة لمسرحية (الفيل المغرور) التي قد جسد شخصياتها بعض من منتسبي الدار والمركز الثقافي في المنصور.
وعند حضورنا بروفات التدريب كان لنا لقاء مع بعض القائمين على هذا العمل، وكانت بداياتنا مع الأستاذة زهرة الجبوري مديرة المركز الثقافي في المنصور التي أكدت بان هذا العمل المسرحي من اشراف الدكتورة فاتن الجراح وإخراج الأستاذ يوسف جلوب وتأليف الست وجدان عبد العباس وهو يعد واحد من سلسلة الاعمال التي تقام على خشبة الفانوس السحري لزرع البهجة وترسيخ القيم العراقية الأصيلة في نفوس أطفالنا الأعزاء.
ووجهت الجبوري ان هذه الاعمال والنشاطات التي تقوم بها دار ثقافة الأطفال/ المركز الثقافي للطفل العراقي في المنصور، ما هي الا دعوة لوزارة الثقافة بان يكون هناك تعاون لاستقبال طلبتنا الأعزاء بعد العطلة الربيعية لنشر ثقافة هي جزء من ثقافة المجتمع الا وهي ثقافة الطفل العراقي من خلال عروض مسرحية تحيي في ذاكرة أطفالنا بعض المفاهيم والمضامين التي تعد أساسا لبناء ركيزة المجتمع وإعادة تقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف.
وقالت الدكتورة فاتن الجراح المشرفة الفنية لمسرحية (الفيل المغرور) خلال لقاءنا بها ان اختيار هذا النص دون غيره تم عبر ترشيحه من قبل إدارة الفانوس السحري وقبول النص تم من قبل الدار، المسرحية تحمل في طياتها قيم جميلة كاحترام الاخرين وفي الاتحاد قوة تمثلت في اتحاد النمل ضد الفيل لحماية نفسه، واستطاع ان يشكل خطرا على الفيل لأنه لم يقبل بالمقترحات التي عرضها عليه شيخ حكماء النمل.
وأضافت الجراح: عمليا استندنا الى جذب الطفل عبر تسجيل الصوت والاغاني بشكل يدعم النصوص باستخدام طريقة شائعة في دول العالم لكنها قليلة التنفيذ في بلدنا وهي استعمال فن (خيال الظل الصيني) وجميعها تعتبر عامل جذب للطفل.
أما مؤلفة النص الست وجدان عبد العباس فقد اشارت الى مسرحية (الفيل المغرور) بانها مسرحية بسيطة بحوارها ورقيقة بأغانيها التي تهدف الى إشاعة حب الجار واحترام حقوقه وعدم الاعتداء عليه كذلك تدعو الى التمسك بالدفاع عن الأرض وعدم الرحيل عنها بحدوث أي تهديد، فالفيل بحجمه الكبير وقوته لم يستطع ان يهزم النمل الصغير.
يوسف جلوب مخرج مسرحية (الفيل المغرور) كانت له بعض العراقيل والصعوبات التي واجهته، وخلال لقاءنا معه أشار الى ان هناك صعوبات واجهتنا في أداء هذا العمل لكننا تمكنا من خلال اعتمادنا على طاقاتنا الذاتية من خلال تسجيل الصوت وتجسيد الشخصيات الموجودة في المسرحية وتهيئة كافة مستلزمات النجاح للخروج بعمل يحمل في طياته رسالة واضحة تهدف الى بناء شخصية أطفالنا.
وبعد الانتهاء من هذه اللقاءات البسيطة وجدت دار ثقافة الأطفال والمركز الثقافي للطفل العراقي في المنصور يعملان بشكل دؤوب للارتقاء بواقع أفضل للطفل العراقي.
وأخيرا دعوة محبة لإحياء مسرح الظل في العراق لننطلق معا في (الفيل المغرور).