أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / لإنّكم فاسدون وفاشلون

لإنّكم فاسدون وفاشلون

السيمر / فيينا / الاربعاء 18 . 03 . 2020

أياد السماوي

لم يكن قرار رئيس الجمهورية برهم صالح بتكليف عدنان الزرفي رئيسا للوزراء وليد اللحظة , أو أنّ قرار التكليف جاء بموجب قائمة قدّمها عدد من النواب طالبوا فيها برهم صالح بهذا التكليف كما أشاعت بذلك بعض وسائل الإعلام .. فالمعلومات المتوّفرة والمؤكدّة تؤكد أنّ قرار التكليف قد تمّ اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية .. وحتى يكون قرار التكليف دستوريا وقانونيا تمّ إشراك المحكمة الاتحادية العليا بهذه المؤامرة الخطيرة على البلد .. ومن أجل أن تمضي هذه المؤامرة وتصبح الرئاسات الثلاث جميعا تحت خيمة الإدارة الأمريكية .. كان لا بدّ من دعم شيعي لهذا التكليف يعطي انطباعا أنّ قرار التكليف قد تمّ بناء على توافق شيعي .. فجاء التأييد والدعم من سائرون والنصر والحكمة التي تراجعت بعد ذلك عن دعمه بعد أن استلم عمار الحكيم رسالة المرجعية الدينية العليا الرافضة لهذا التكليف .. الشارع العراقي يتسائل كيف لتيار سياسي يرفع شعار كلا كلا أمريكا أن يستقتل من أجل ترشيح مرّشح لرئاسة الوزراء لا خلاف مطلقا على تبعيته لأمريكا ؟ وهل يعلم زعيم سائرون أنّ قرار تكليف عدنان الزرفي تقف وراءه الإدارة الأمريكية ؟ ويتسائل الشارع العراقي أيضا هل من المعقول أن يرفض تحالف سائرون المرشحين من قبل اللجنة السباعية محمد شياع السوداني وعلي الشكري ويقبل بالزرفي رئيسا للوزراء ؟ ما هي الصفقة التي عقدها سائرون مع رئيس الجمهورية والمرّشح عدنان الزرفي ؟ وهل لهذه الصفقة علاقة ببيان سائرون الذي خوّل رئيس الجمهورية بتكليف الشخص الذي يراه مناسبا قبل يوم من قرار التكليف ؟ ..

لست معنيا بمواقف سائرون وقراراتهم السياسية , لأني أعرف الدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذه القرارات والمواقف , وإن حاول أتباع سائرون تأطير هذه المواقف بدوافع وطنية .. المشكلة ليست بسائرون الذي لا نعرف لهم موقف ثابت قط .. بل المشكلة بقادة شيعة السلطة الفاسدون والخائبون والفاشلون .. فلولا فساد وفشل وضعف قادة شيعة السلطة , لما استطاع سائرون أن يركبوهم ويذلّوهم ويسحقوا على رؤوسهم بهذه الطريقة المهينة وهم الأكثر فسادا وسوء .. ولأنهم أشباه قادة ولا يجيدون من القيادة غير التفنن بالفساد ونهب المال العام , سلّط الله عليهم سائرون .. ولو كان قادة شيعة السلطة قادة حقيقيون وشجعان ونزيهون ويقدّرون مصلحة البلد في هذا الظرف العصيب الذي يواجه فيه الكوارث الصحيّة والاقتصادية والأمنية , لوقفوا جميعا صفا واحدا أمام هذه الكوارث والمخططات الجهنمية التي تخططها لهم الإدارة الامريكية بالتنسيق مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب .. ولكنّهم قادة فاسدون ولصوص وجبناء انشغلوا بنهب المال العام وتواطئوا مع اللصوص الآخرين من الأكراد والسنّة لنهب ثروات هذا البلد وثروات أجياله القادمة , وجعلوا من بلدهم الغني واحدا من أكثر بلدان العالم تخلّفا وفسادا , وسلّموا رقاب العراقيين إلى أشرّ من خلق الله من الجهلة واللصوص .. في الختام أقول لكلّ قادة شيعة السلطة .. إنّكم فاشلون وفاشلون وفاشلون .. بئسا لكم جميعا ولقيادتكم التي دمرّت البلد .. ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ..

في 18 / 03 / 2020

اترك تعليقاً