الرئيسية / مقالات / دونالد ترمب، المنتج الفاسد Donald Trump, The rotten Product

دونالد ترمب، المنتج الفاسد Donald Trump, The rotten Product

السيمر / الأربعاء 01 . 02 . 2017

عبد الصاحب الناصر

كتبت مرة بعد متابعة حملات الرئيس الامريكي ترامب من خلال تصرفاته و متابعة اعماله و حياته كما نشر عنه عالميا ، و بالاخص في امريكا ، كتبت مقالة بعنوان:” لقد فاز ترامب لأن المصوتين جهلاء” . و استلمت ردود افعال و انتقادات ، اخص منها من اتهمني بالجهل، حسننا . نرى اليوم نتيجة انتخاب هذا الرجل و نتيجة جهل من انتخبه . ثمة توضيح لا بد منه . لا يشمئز الانسان الغربي عندما يدعى اي انسان بالجاهل “Ignorante “لا يعني هذا المصطلح في البلدان الغربية المتطورة بانه ” طفل ” او “زعطوط ” و انما تحمل هذه الكلمة معان كثيرة منها مثلاً أنه بسيط او غير واعي لما يدور حوله ،(ignorant, simple, unlettered, unaware, artless, illiterate ).، كما اجهل انا كمهندس معماري كثيرا عن الطب و الادب و علوم الفضاء . إذا انتخب الناس ترامب عن جهل ، و هذا ما حدث في الانتخابات الامريكية الاخيرة ، بالكمال و التمام .و كما نرى النتيجة حية امام العالم .
ان دونالد ترامب هو منتج لمن يسيطر على العالم اليوم ، اصحاب الصناعات العسكرية و الصهيونية العالمية و اجهزة الاعلام العظيمة .
صمت عن الكتابة طويلا و ان لم أكن اعلاميا و لا اديبا لغويا و لا حتى دارس في الادب العربي, صمت ابحث في مجال الاعلام الغربي و محدودية فسح مجالات التصرف الديمقراطي او عدم توسعه او انحساره بفعل و ضرورة الحصول على الرزق اليومي لأي انسان بضمنهم من يعمل في مجال الصحافة و الاعلام بصورة عامة ، في عالم الرأسمال الذي يطغي منذ تسلط السياسيين الغربيين و بالاخص السياسيين الامريكان على العالم .و يسيطرون على المال و آلهة آلات الحروب و الاعلام الضخم المتورم .
توسعتُ في البداية في دراسة دقيقة للفلم الذي صور في اوستراليا تحت عنوان الحقيقة Truth2015))

http://www.imdb.com/title/tt3859076/?ref_=nv_sr_2

يبحث في حقيقة هل خدم جورج بوش الابن في سلاح الطيران الوطني الامريكي ام عدم خدمته اي تنصله من الخدمة في حرب فيتنام انذاك .1968 موضوع مهم للإنسان الامريكي العادي ان لا يكون رئيسه الحالي قد خالف او تنصل من خدمة العلَم او كذب على الشعب الامريكي .بينما سجن الملاكم العالمي محمد علي كلاي لكونه رفض الحرب في فيتنام .
موضوع الفلم عن حقيقة ان الكاتبة و الصحفية و المنتجة الامريكية ماري مابس Mary Mapes
قد نشرت في البرنامج الاخباري واسع الصيت ، تحت اسم “ستون دقيقة ” ـ CBS ـ 2004، بحث كيف دبر لجورج بوش الابن ان يسجل كمتطوع في السلاح الوطني الامريكي كطيار، ليتلافى الذهاب للحرب في فيتنام ، و تفاصيل كثيرة ، منها ان جورج الابن لم يباشر في التدريب و لا حتى في الإلتحاق بوحدته 1968.
الصحفية “ماري مابس ” و زميلها المذيع الكبير و المشهور “دان راذر”ـ Dan Rather ـ
طردا من منصبهما في هذه القناة التي تعتبر نفسها ديمقراطية عام 2004 !.
و تابعت الموضوع عن محاضرة للسيدة “مابس” جرت مؤخرا سنة 2016 تحت عنوان
Who Has the Privilege of Power Now?
من يملك امتياز السلطة الآن ؟.
رابط
(1)
لا يمكن ان يكون للصحفي حرية الكتابة من اوسع ابوابها اذا كان موضوعه يمس شخصيات كبيرة متنفذه و ذو سلطة مهمة في المجتمع الامريكي. هنا تتوقف حرية الراي و تتلاشى مساحات الديمقراطية. و السبب بسيط جدا ، لابد لهذا الصحفي ان ينشر مقالته في احدى الصحف او المجالات الاعلامية الاخرى ، لكن هذه الصحف و وسائل الاعلام الجبارة مملوكة لاقلية مختارة ضمن الرأسمال العالمي و الامريكي بالاخص. و لان هؤلاء يتبعون المال القادم عن الاعلانات الضخمة و عن الاشتراكات الكبيرة العابرة للقارات ، فمن الطبيعي ان من اوائل هموم اصحاب شركات الاعلام ، الصحف و التلفزة و النشر ،ان لا يزعجوا اصحاب هذه الشركات التي تعلن عندهم ، حتى ولو بكلام صريح او بسيط عن زملائهم الكبار ممولي اعلاناتهم و قنواتهم .
صرف ترامب ما يعادل 512 مليون دولار دون احتساب مصاريفه الشخصية من حسابه الخاص ، و صرفت السيد كلنتن اكثر من ذلك 1.1 بليون دولار. و اكثر هذه المبالغ صرفت كاعلانات في قنوات التلفزة و الصحف .
والسيدة ماري مابس هي من فضحت جرائم الجيش الامريكي في سجن ابو غريب و نشرتها في نفس برنامج “ستون دقيقة” الاخباري و حصلت على تقييم عالمي مع زميلها دان راذر .
قامت بتغطية حرب الخليج الأولى، والحرب في أفغانستان و الحرب على العراق، وساهمت كثيراً أيضا في نشر الحقيقة عن كل نزاع عسكري في جميع أنحاء العالم من عام إلى عام.
و مع ذلك طردت من منصبها لانها مست التيار الحار المكهرب الذي يحمي كبار السياسيين التابعين لراس-المال العالمي .
و عندما يطرد صحفي او كاتب سيناريوهات سياسية من صحيفة او قناة تلفزة سوف لن يستخدم في وسائل مماثلة اخرى ، و عليه ان يجد مجال اخر للرزق والعيش. و لا تنشر له حتى كتبه اذا كانت تتكلم عن بعض تلك الفضائح المتسلطين على الامور في امريكا ، لان اكثر اصحاب دور النشر و التوزيع تعتاش على اصحاب رؤوس الاموال و اعلاناتهم ، اي المستثمرين الكبار، و هنا ايضا لا يجب ان يزعج هؤلاء بنشر كتاب لصحفي غير مرغوب به سياسيا لانه قد تعدى حدوده .واستنتجت السيدة مابس ان الحريات الديمقراطية تتلاشى في امريكا اذا كان الهدف نشر الحقيقة .
تحدثت السيدة الممثلة الكبيرة “مرل ستريب” بمرارة اقرب الى البكاء يوم تم تكريمها بجائزة الابداع مدى الحياة . تنتقد دونالد ترامب لكونه استهزء بطريقة بشعة من صحفي ذو عاهه في اطراف ساعديه، قالت بصوت مبحوح عن هوليود و الممثلين و الصحافة الاجنبية، ما هي هوليود غير الممثلين الذين جاؤوا من كل انحاء العالم فلو استغنينا عنهم لكونهم اجانب لما بقيت في هوليود غير العاب كرة القدم و افلام فنون الدفاع عن النفس اي حروب المارشال ارت، ” Martial art “: ، الذي هو ليس بالفن.
Meryl Streep Lifetime Achievement Award – Golden

(2 ) رابط

لنعود الى دونالد ترامب و انتخابه، قال و علل او كتب محللا الكثير من الاخوان ان امريكا بلد المؤسسات و ان ترامب سيحيط نفسه بخبراء و مستشارين اكفاء .لكن تصرفات ترامب الاخيرة تشير الى غير هذا ، فالرجل قد عين اشد المتطرفين اليمنيين و المتشددين هذا من جهة و طرد كثير من الخبراء و الاستشاريين الذين لا يوافقون ارائه و يعلل ذلك بل يناقض نفسه بنفسه بشدة و بكذب مفضوح .كما باشر بالغاء كثير من الاجراءات و القوانين التي سنت قبل توليه منصب الرئاسة. صرح ان حلف الناتو بلا فائدة و انه حلف متخلف انتهى مفعوله ، ثم أيد رئيسة وزراء بريطانيا بأنه مع الحلف مائة بالمائة ، اي رئيس هذا و ماذا علينا ان نصدق من كلامه؟ يعادي الاجانب و هو متزوج من ثلاث عارضات ازياء اجنبيات كلهن حصلن على الاقامة و الجنسية الامريكية لكونهن تجنسن بعد زواجهن منه، الاولى زوجة تشيكية، والثانية رومانيه و الاخيرة سلوفينية .هذا شخص يصرح على التلفاز ان ابنته ايفانكا

اترك تعليقاً