الرئيسية / ثقافة وادب / عن الوطن : قصيدتان عمودية وأفقية !

عن الوطن : قصيدتان عمودية وأفقية !

سامي العامري

لمّا انتبهنا وفي الساحات أورادُ
غنَّتْ لنا نسوةٌ منا وأولادُ
وصبَّ حشدُ رجالٍ خمرَ رقصتهم
ملءَ الأواني وزار اللحدَ جلاّدُ
واستوقفتنا جموعٌ كي تسائلنا
ما السرُّ فالكون ترجيعٌ وإنشادُ ؟
كنا ضحكنا أما تدرون أيديَنا
كانت صحارى لنا والغيثُ أصفادُ ؟
واليومَ سادتُنا عبدٌ به جَرَبٌ
عادوا لعادتهم والمرءُ يعتادُ
نهباً وسلباً وتضليلاً وموهبةً
في الفتك يسبقها ظلمٌ وإفسادُ
يستكثرون علينا العيشَ في دعةٍ
كأنها أرضهم والناسُ حسّادُ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنتم بيادر من الحمقى
وسرايا من الشحاذين
وطوابير من اليتامى على أبواب الأجنبي البخيل المخادع
ولمّا لم تحصلوا على مثقال عناقٍ منه
توجهتم إلى وطن في رمقه الأخير
كنتم عمائم فتضخمت هذه العمائم
حتى باتت كالصحون الطائرة
ومنكم من كان متوحشاً فتحضّر
وحجراً فتأثّر
ومنكم من كان نظيفاً كافراً فتخدّر
وفي كل الأحوال أثريتم
متسربلين بعقائد براقة وبيارق خفاقة
ومُثُلِ أنبياء .
وطن منذورٌ للنزيف
مشايخ وأربطة عنق منذورة للترف …
ها أنا مُقلِّبٌ مُثُلَ المترفين
وباصقٌ عليها كحيوان اللاّما
ـ
برلين
آب ــــ 2015