د.جبار جمال الدين
قصيدة مهداة للطفل السوري ايلان الذي هاجر لاجئا مع عائلته عله يسعد بحياة جديدة خالية من العنف والموت والارهاب لكنه كان كالمستجير من الرمضاء بالنار فانقلب قاربه وغرق مع عائلته والقت به امواج البحر المتوسط على الشواطئ الرملية للبحر وطارت روحه الطاهره البريئة تشكو لبارئها ظلم البلاد والعباد الا لعنة الله على كل من كان السبب في كل هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الانسانية قال تعالى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون صدق الله العلي العظيم .
لاتظنوا البحر قد اغرقه :: اغرقته انفس فيها ضرر
اغرقته دول مارقة :: ملئت ارواحها عهرا وشر
ايها الطفل الذي فارقنا :: راعه الدهر وما خط القدر
تسأل الباري بصوت خافت:: ايه ربي هل لقتلي مغتفر
صدر هذا البحر ما ارحمه:: لويقاس البحر في بعض البشر
انثروا الزهر على قبر له :: فهو كالزهر تهادى وعبر
والعنوا في كل يوم زمرة مسها في عقلها جن البقر
فهي اس لبلاء بيننا :: وهي كالفيروس يأتي بالخطر
ويلكم اي قلوب عندكم :: ملئت حقدا ونارا وشرر
هل لقتل الطفل جدوى عندكم :: فهنيئا لكم هذا الظفر
ستنالون جزاءا عادلا :: في مهاوي الذل او قعر سقر
ايه ايلان لقد افجعتني :: واكتوى قلبي بجمر وانفطر
ياملاكا طاهرا ما مسه :: درن الدنيا وما فيه وضر
كنت في عش تهاوى غصنه :: طرت منه كهزار يحتضر
طرت من موت لموت اخر :: وتلقتك اكف من قدر
نم قرير العين واهجر امة :: ما لها يوما شبيه في الكدر
وجهك الوضاح يبدو باسما :: رغم هول الموت يزهو كالقمر
وستبقى كشعاع خالد :: فيه للناس معان وعبر
قل لمن ارداك في ميع الصبا :: انت اجرمت بما لا يغتفر
وضمير ميت تحمله :: ما حوت معشاره حتى التتر
ايه ايلان وذي فاجعة :: جرحها يدمي قلوبا من حجر
اي سفر في الندى تكتبه :: يا كريما انت اندى من بحر
موتك المفجع عنوان الفدا :: وبه للظلم ناقوس الخطر