كاظم فنجان الحمامي
أي زعماء عرب هؤلاء الذين يفتحون قلوبهم وجيوبهم ومطاراتهم وموانئهم ومنافذهم الحدودية لمن هب ودب، ويوصدونها بوجوه الأفواج العربية الهاربة من جحيم البراكين، التي أشعلوها هم أنفسهم مع سبق التخطيط والإصرار والتآمر ؟، فالأقطار البترولية المنتمية لما يسمى (مجلس التعاون الخليجي) لم تستطع التخلص من عقدتها الهمجية المشفرة ضد العرب، وخير دليل على صحة كلامنا أنك لن تجد أي وجه من أوجه المقارنة بين سعادة التجمعات الآسيوية المتنعمة بالعيش الرغيد في رحابها، وبين تعاسة القبائل العربية من فئة (البدون) الذين لا يحملون أي أوراق ثبوتية، رغم أنهم ولدوا في قطر والكويت والبحرين والإمارات.
فقد اقتصرت علاقات زعماء الخليج بالعرب بسلسلة لا منتهية من المؤامرات المكشوفة، خصوصا بعدما امتهنوا تصدير الدسائس والفتن، وتجييش المليشيات الظلامية المسلحة، وتعهدوا بتمويل الخدمات اللوجستية والتعبوية لكل الفئات التخريبية والإرهابية العابثة في المدن العربية. وانفردوا بإطلاق الفتاوى التحريضية، وتأجيج النعرات الطائفية، ثم توسعوا في مشاريعهم العدوانية المدمرة للعرب. فكيف تطلبون من هؤلاء أن يمدوا يد العون والمساعدة للأطفال والشيوخ العرب ؟.
ألا ترون كيف فتحت الأقطار الأوربية ملاجئها ومخيماتها لإيواء الفارين من المدن العربية المنكوبة ؟. ألا ترون كيف خرج الأمين العام للأمم المتحدة بنفسه مع مجموعة كبيرة من الزعماء الأوربيين في رحلة بحرية استكشافية. فتشوا فيها سواحل البحر الأبيض المتوسط بحثا عن المهاجرين غير الشرعيين، وكيف استقبلوا المهاجرين، ووفروا لهم الأمن والأمان، ومنحوهم تأشيرات الدخول والإقامة، بينما انشغلت أقطار مجلس التهاون الهمجي بنقل أخبار انتصاراتها الكروية التي حققتها منتخبات قطر والإمارات في التصفيات الآسيوية مع الفرق الضعيفة.
فهؤلاء الهمج الرعاع، الذين تنازلوا عن عروبتهم، وتخلوا عن إنسانيتهم. لن تهتز شواربهم، ولن ترف شعرة واحدة في وجوههم المسخمة، ولن يتأثروا بما آلت إليه أحوالنا السيئة، لأنهم – وبكل بساطة – هم الذين تسببوا في تدمير مدننا، وهم الذين تحالفوا مع القوات الأطلسية المتحالفة ضدنا، وهم الذين وضعوا قواعدهم الحربية في خدمة الغزاة والطغاة والحشرات، فكيف تطلبون منهم المستحيل ؟.
أكثر من خمسين مليون آسيوي يعملون الآن في المدن الخليجية، وأكثر من ثلاثين مليون أفريقي وأوربي وأمريكي يعيشون هناك، لكنك لن تجد لاجئا سوريا واحدا رغم أن فضائياتهم ماانفكت تتباكى على أطفال سوريا وشيوخها، وما فتئت تذرف دموع التماسيح على الأسر المفجوعة، وهيهات أن تجد سوريا واحدا في ديارهم.
حتى داعرات أوربا وغانياتها أشرف وأنبل وأعلى مقاما في المعايير الإنسانية من عرب النفايات النفطية الجاحدة. أما الجامعة العربية التي لا تجمع ولا تنفع، فلا شأن لها بما جرى ويجري من مآسي ومجازر وويلات ونكبات ومصائب، لأنها تابعة رسميا وديناميكيا لدولة قطر (مصدر الخطر).
لا نريد من المجرمين أن يمدوا لنا يد العون، ولا نأمل منهم ذلك. لكننا نطالب المجتمع الدولي بتجفيف منابع الإرهاب الخليجية، ونطالب العالم كله بتحجيم الدور الإرهابي الذي تتقنه وتمتهنه دول مجلس التهاون الهمجي.