معمر حبار / الجزائر
تصفيق مصالي.. جاء في صفحتي 220-221، أن مصالي الحاج كان يعتقد أن بن نبي كان يناصره، وحين تأكد أن بن نبي يميل لسياسة أقل تصفيقا في المحافل وأكثر إنتاجا، “فقد بدأ ينظر إلي بشيء من الكراهية”. وهذه الصورة تبين المستوى الذي وصل إليه ساسة الجزائر، عقب الحرب العالمية الثانية، ونوعية الأتباع التي يريدونها خدما لهم.
معاناة بن نبي.. بن نبي في صفحة 224، لم تعجبه مقدمة الشيخ دراز الخاصة بكتاب “الظاهرة القرآنية”، لأنه ركز على بن نبي ولم يركز على ماجاء في الكتاب. ويعتبر بن نبي أن هذا يدل على المستوى الضعيف لعلماء المشرق والمغرب، باعتباره إنتقد جمعية العلماء التي لم تساهم في طبع الكتاب.
يتحدث بن نبي عن المعاناة التي تعرّض لها، وهو يطوف العالم من أجل البحث عن الوظيفة، لكن لم يخطر له ببال حين عرضت عليه فرنسا الاستدمارية بالجزائر، أنها ستوظفه بالشرطة الفرنسية، فاعتبر بن نبي ذلك العرض أقصى درجات الإهانة والذل. والمتصفح لكتب مالك بن نبي وهذا الكتاب، يستطيع أن يجزم أن الطلب الفرنسي، أثر في بن نبي كثيرا، ولم يعتبر الوظائف الصغيرة التي عرضت عليه وأداها ذليلة حقيرة، إلا وظيفة شرطي بالإدارة الفرنسية الاستدمارية، والتي رفضها قبل أن تعرض عليه.
النظرة الضيقة لجمعة العلماء.. يعاتب بن نبي جمعية العلماء في صفحة 225، كونها لم تهتم بكتابه “الظاهرة القرآنية”، رغم أنه ذا طابع ديني، لكن علماء الجمعية نظرت للكتاب نظرة حزبية ضيقة.
بن نبي وفي الفصل الخاص بكتابه “الظاهرة القرآنية” و “شروط النهضة”، يبيّن الظروف الصعبة التي تعرّض لها، وهو يكتب الكتابين من إعتقال وتهديد ومخابرات، واستنطاق وسجن زوجته ومنعه من التوظيف، وكان همه الوحيد أن يصل إنتاجه إلى القارئ الجزائري وغيره، ليقدم لهم بعض وسائل فهم الاستدمار والخروج من القابلية للاستدمار، لذلك كان يخفي المخطوط تارة ويوزعه إلى أقسام حتى لايتعرّض كله للتلف إذا أعتقل أو قتل. فقد كان بن نبي يفكر في أمة طال سباتها، وهو تحت القهر والسجن والمنع.
يرى في صفحة 240، أن فرنسا الاستدمارية سنة 1932، طردت أب بن نبي، بسبب مواقف مالك بن نبي ضد الاستدمار حين كان طالبا، المؤيدة لوحدة طلاب المغرب العربي، وغضب الاستدمار الفرنسي، مايدل على أن الاستدمار كان يطارد بن نبي ويضغط عليه من كل جانب ليرضخ لمطالبه.
دور محمد خطاب.. بالإضافة إلى إعجاب بن نبي بصديق عمره بن ساعي وتأثره الشديد بأفكاره ومنهاجه، يبدي في صفحة 247، إعجابه الشديد بالسيد محمد خطاب، الذي لم يخشى المخابرات الفرنسية، وظل بن نبي يدعو له كل الصلوات الخمس، ما يبين حبه لهذا الرجل. ومحمد خطاب ساعد بن نبي ماديا، وساعده في طبع كتابه “الظاهرة القرآنية”، وكتاب “شروط النهضة”، حين كان يعاني الفاقة والبطالة. ونحن نذكر هذا الإعجاب، لأن بن نبي لايبدي إعجابا بمقربيه إلا نادرا، وفي كتابه “العفن” لم يعجب إلا بصديقه بن ساعي، ولا أتذكر أنه أورد إسم محمد خطاب. إذن من هو محمد خطاب الذي نال هذا الفضل؟.
بن نبي المهاجر.. يشير عمر مسقاوي في صفحة 253 إلى نقطة هامة من مراحل حياة بن نبي ألا وهي المهاجر. لأن بن نبي هاجر من أجل لقمة العيش، وهاجر من أجل نشر كتبه، وهاجر بكتبه للحفاظ عليها، وهاجر لنصرة وطنه. فبن نبي المهاجر محطة رئيسية في فهم واستيعاب فكر بن نبي.
إنتحار بن نبي.. يقول بن نبي في صفحة 255، وخلال سنة 1947، حين كان عمر42 سنة.. ” لقد راودتني فكرة الانتحار شيئا فشيئا.. ففي عشر مرات وعشرين مرة وعشرات المرات قربت الكرسي لحبل المشنقة”. وفكرة الانتحار حين تراود بن نبي، فإن الأمر خطير جدا.
حرق العفن.. يتحدث في صفحة 256 عن درجة الإحباط التي أصابت بن نبي، حيث حاول حرق كتابه “العفن”، لولا أن الشيخ فرهودي نزع منه نزعا، وقال له ” يجب أن يبقى مافيه يبقى للتاريخ”.