أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / كيف أصبح “داعش” أكبر من بريطانيا وأغنى من سوريا ؟!

كيف أصبح “داعش” أكبر من بريطانيا وأغنى من سوريا ؟!

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — رغم الغارات التي يشنها طيران التحالف الدوليّ على أهدافٍ لتنظيم “الدولة الاسلامية”، المعروف اعلامياً بـ”داعش”، في كل من العراق وسوريا، ما زال التنظيم المتشدد يحتفظ بقدرته على السيطرة في مناطق نفوذه. و مع بدء العملية الجوية الروسية في سوريا ضد “داعش” وردود الفعل الدولية متضاربة إزاءها، تتواصل التكهنات حول سر بقاء هذه التنظيم.
ولا شكّ ان هذا التنظيم في بداياته لم يكن بهذه الصورة التي أصبح عليها الآن، حيث يسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق على وجه التحديد، غير أن التساؤل الذي طُرِح وما زال، هو عن مصادر تمويل هذا التنظيم، وعن أسلحته.
وفي هذا الجانب، تقول صحيفة “كوميرسانت” الروسية إن المراقبين يعتبرون أن تنظيم “الدولة الإسلامية”، أضحى “أغنى” (تنظيم إرهابي) في العالم.
و تقدر أموال “الدولة الإسلامية” بزهاء 7 مليارات دولار، وصارت اليوم بعد أن استولت الصيف الماضي على الموصل تسيطر على مساحات بين سوريا والعراق تفوق مساحة بريطانيا بأكملها.
و”الغزوة” الأبرز لمسلحي “الدولة” في الموصل عادت عليهم بسبائك ذهبية “اغتنموها” من فرع البنك المركزي العراقي في الموصل قدرت قيمتها بملياري دولار.
وبحسب “كوميرسانت” وفقا للمواد المتوفرة لديها ترجح أن يكون التنظيم قد استولى في سوريا على حقول وآبار نفطية تدر عليه 44 ألف برميل من النفط يوميا، إضافة الى آبار تنتج له نحو 4 آلاف برميل يوميا في العراق، ليصل إجمالي ما يعود على “الدولة” إلى جانب مبيعاتها من الغاز إلى حوالي مليون دولار يوميا.
وعلاوة على ذلك، تشير الصحيفة إلى أن عائدات “الدولة” لا تقتصر على ذلك فحسب، بل تجني حوالي 50 مليون دولار سنويا من منجم فوسفات عكشات في العراق ناهيك عن عائدات مجمع الأسمدة في القائم الذي قد تصل إلى 300 مليون دولار سنويا.
وفضلا عن مصادر التمويل هذه، فرضت “الدولة الإسلامية” الضرائب وأقرت الجزية “على المشمولين بها” في المناطق الخاضعة لهم، ثم شرعوا الرسوم على جميع أنواع العمليات التجارية والمصرفية، كما يعكفون على جباية الرسوم الجمركية على “بواباتهم الحدودية”.
وبين عائداته كذلك تشغل أعمال النهب والسطو والجريمة المنظمة حيزا “لا بأس به” يدر على التنظيم أرباحا طائلة، أسخاها تلك الناجمة عن بيع الآثار ومحفوظات المتاحف في مناطق سطوته، حيث تشير “كوميرسانت” إلى أن لصوص التنظيم الذين نهبوا متاحف حلب، على سبيل المثال التزموا بتسديد 20 في المئة من أثمانها لإدارة “الدولة” المالية.
ووصلت أعمال نهب الآثار والمتاحف التي يديرها عناصر التنظيم حسب “نيويورك بوسط” إلى حد اضطر “مكتب التحقيق الفيدرالي” الأمريكي إلى تعميم نشرات خاصة على مشتري ومقتني التحف استنادا لمعلومات موثقة حول ظهور تحف وآثار سورية وعراقية راجت مؤخرا في أسواق التحف الأمريكية، وأن قيمة هذه الموجودات تقدر في السوق السوداء بمئات ملايين الدولارات.
وفيما يتعلق بمصادر السلاح، وهو الأهم فإن العراق كان قد أنفق خلال فترة الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003 زهاء 15 مليار دولار على تسليح جيش العراق “الديمقراطي الجديد”.
وبعد حشد “الدولة الإسلامية” مسلحيها واجتياح العراق في يونيو/حزيران 2014 تمكنت من الاستيلاء على معظم أسلحة الجيش العراقي بعد أن أخذ عناصره يفرون بالآلاف أمام زحف “الدولة” تاركين وراءهم أسلحتهم وعتادهم لقمة سائغة للمسلحين، كما حاز التنظيم على مئات العربات والآليات الخفيفة والثقيلة التي اشتراها العراق من واشنطن لجيشه.