متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — على الرغم من إشتعال الجبهات في محيطها، شهدت مدينة درعا يوم أمس السبت، نموذج مصالحة جديد يسعى القائمون عليه لفتح فوه في جدار الأزمة.
المدينة التي كانت يوماً عاصمة لـ “الثورة” وشرارتها الاولى، اضحت اليوم علامةً فارقةً في المصالحة الوطنية عبر إتفاق شمل تسوية أوضاع نحو 1000 مسلح ممن تورّطوا في القتال والمعارك والحوادث المتنوعة.
الـ 1000 مقاتل، وهم يتبعون لجماعات مسلحة عدة من بينها كتائب في ميليشيات الجيش الحر ومقاتلون محليون، كان نحو نصفهم ممن حمل السلاح وقاتل قوات الجيش السوري واللجان الشعبية وقوات الدفاع على جبهات عدة طوال أعوام، هؤلاء، إقتنعوا أخيراً بعدم جدوى الإستمرار في القتال إلى ما لا نهاية، خاصةً وان الصراع في سوريا أضحى صراعاً إقليمياً وهم فيه عبارة عن أدوات وسلع لتحقيق مآرب إقليمية.
“حفلة المصالحة” التي شارك فيها العديد من أركان الدولة السورية في المحافظة على رأسهم المحافظ وأمين فرع حزب البعث، سلم خلالها العناصر الـ 1000 أنواعاً من الاسلحة كانوا يحتفظون بها بلغت نحو 500 بندقية من نوع “كلاشنكوف” بالاضافة إلى رشاشات من نوع “PKC” وقاذفات صاروخية من نوع “RBJ” لكن الأبرز كان تسليمهم لصواريخ حرارية من طراز “كورنيت” و “لاو” بالاضافة إلى معدات لتصنيع عبوات ناسفة وقنابل يدوية ومدافع هاون وقذائف مصنعة محلياً.
وسادت حال من الإرتباح أجواء المدينة بعد هذه العملية التي يؤمل توسيعها لتشمل مناطق متاخمة تشهد جولات من الصراع.
وتشير مصادر “الحدث نيوز”، ان عملية المصالحة أتت بعد مفاوضات أستمرت لاشهر، قضت أخيراً بتسليم المسلحين لانفسهم مع وعد بتسوية أوضاعهم سريعاً بعد ان يسلمون اسلحتهم ايضاً. وبيّنت المصادر، ان “عملية التسليم التي تعد من أكبر عمليات المصالحة في البلاد، أهميتها أنها فكّكت كتائب مسلحة ومجموعات كاملة وضربت اخرى في مقتل بعد الوعي الناتج عن أهمية المباحثات في إطار كشف رؤية الدولة وخطورة الإستمرار في الإنجرار خلف المجموعات المسلحة المدعومة خارجياً”.
الحدث نيوز