متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — بتوضيح قيادة الحشد الشعبي بانها ترحب بتدخل روسيا وضرباتها الجوية، ضد تنظيم داعش الإرهابي، في الشرق الأوسط، تتضح حقيقة الأدوار المقبلة في المنطقة، وكيف ان العامل الروسي سيكون حاسما في معادلة الدول والتنظيمات الإرهابية المدعومة “خفية” من دول ومنظمات خليجية.
وتشير متابعات الأحداث إلى ان هناك انزعاج إقليمي، ليس من نفوذ موسكو، فحسب بل من تمكّن الحشد الشعبي من بسط سيطرته على مسارح العمليات في العراق، وصمود الجيش السوري، وبقاء حزب الله اللبناني على قوته، وكل هذه الجهات داعمة لاستقرار الدول وضد الإرهاب.
في ذات الوقت، يستغرب عراقيون من القلق الأمريكي من تنامي نفوذ جبهة الحرب على الإرهاب، فيما هي تدعي انها تحاربه.
كما ان جهات محلية عراقية، أبدت موقفا غريبا من مشاركة موسكو في الحرب على الارهاب.
ومن بين الرافضين للتحالف الرباعي ودور موسكو فيه، “اتحاد القوى”، معتبرا إياه “تهديدا للعراق”.
وقال النائب عن اتحاد القوى محمد الكربولي ان “هذا الاتفاق يجعل السيادة العراقية في مهب الريح، ويحول العراق إلى ساحة لتصفية الخصومات الدولية على حساب أرضه وشعبه ومستقبله”.
لكن هذا التحالف ذاته، يقف موقف الصامت، ان لم يكن المؤيد، لتحالف السعودية ضد الشعب اليمني، والسوري على حد سواء.
وبدا هذا التحالف وكأنه يدور في الفلك السعودي، غير ان الحقيقة هي كذلك، بحسب الصحافي رياض غريب من بابل الذي يقول ان هذه القوى تتلقى الدعم “السري” من السعودية وقطر وتنفذ سياساتها داخل العراق.
ووجّه ائتلاف “الوطنية العراقية” بزعامة اياد علاوي المؤيد لمواقف السعودية في العراق والمنطقة، انتقادات للاتفاق الرباعي العراقي الروسي الإيراني السوري، واصفًا اياه بـ”الضبابي” ، في موقف “غريب” من الحرب التي تخوضها بلاده ضد الإرهاب.
في ذات الوقت، يرى مراقبون في الشأن السياسي بأن التحالف الجديد سيكون اكثر فاعلية من التحالف الذي قادته امريكا منذ العام 2014.
و أعلنت البيشمركة الابعاء، 30 أيلول الجاري، بأنها ليست جزءاً من التحالف الذي تشكل مؤخراً بين العراق وروسيا وايران وسوريا في تبادل المعلومات الاستخبارية للتصدي لتنظيم داعش.
غير ان موقف منظمة بدر واضحا في هذا الصدد على لسان احد قادته وهو معين الكاظمي الذي تحدث عن “اننا نتطلع لرؤية المقاتلات الروسية تقصف مواقع ومراكز داعش في العراق وكل مسارات النقل المشتركة مع سوريا”.
وأضاف “سنرحب بأي تدخل للروس لطرد مقاتلي داعش من العراق”.
ويؤيد معظم العراقيين، موقف بدر، ذلك ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، لم يفض الى نتائج ملموسة في هزيمة داعش.
وقال الكاتب والمحلل السياسي نذير الأسدي من بابل لـ”المسلة ، ان “دخول روسيا ساحة الصراع جاء بعد الفراغ السياسي والعسكري الذي تسبب بانتهاكات لدول وتلاعب بمقدراتها ولا وقت انسب من هذا الوقت لتجرب روسيا قدرتها وتستعيد هيبتها وتاخذ دورها مجددا لتحظى بثقة الدول التي امتنعت عن الدوران في فلك السياسة الأمريكية”.
وزاد الاسدي في القول “لذلك فان دخول روسيا المفاجيء سيغير الكثير من الحقائق ويقلب الكثير من المعادلات السياسية والعسكرية”.
وفي ذات السياق، قال نعيم العبودي المتحدث باسم “عصائب أهل الحق” إن “الضربات الجوية الروسية في سوريا حققت بالفعل نتائج”.
وأضاف “نحن نعرف بأن الولايات المتحدة الأمريكية، خلال السنة والنصف تقريبا، لم تكن جادة في القضاء على داعش”.
وفي الشهر الماضي، قال العراق إن مسؤوليه العسكريين يشاركون في تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع روسيا وإيران وسوريا للتصدي لخطر تنظيم داعش.
وقال العبودي “نحن جربنا خلال هذه الفترة الطويلة الولايات المتحدة الأمريكية وهي غير جادة في القضاء على داعش وإنما تحاول أن تدير الأزمة ولا تنهي الأزمة”.
وتتخوّف السعودية ودول الخليج، من ان تؤدي المشاركة الروسية إلى تعزيز قوة الرئيس بشار الأسد في سوريا وتعجل من هزيمة داعش في العراق، حيث ستكون الفصائل العراقية متفرغة لقتال داعش في سوريا أيضا لانها تظل تشكل خطرا على العراق.
وبدا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في موقف متطابق مع رؤية الحشد الشعبي للموقف، فقد قال العبادي إن بغداد سترحب بضربات جوية روسية ضد التنظيم على أراض عراقية وتتلقى معلومات من سوريا وروسيا عن التنظيم الإرهابي.
ولا تحبذ الدول الإقليمية انهاء داعش بالعراق بشكل كامل بل تعْمد ابقاءه ضمن حدود معينة لإشغال الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، عن أي دور جديد لها في المعادلة السياسة والعسكرية في المنطقة.