وداد عبد الزهرة فاخر *
عندما فاجأ حكام آل سعود وتحالفهم الوهابي السني العرب والمسلمون والعالم في عاصفة ” الخرم ” ، عرف الجميع في الاقليم مغزى ما تفعله ولة تابعة للامبريالية الامريكية ، وبدفع من الصهيونية أثر التحالف الصهيوني السعودي الجديد ، بعد الظهور العلني لرجل المخابرات السعودي المتلبس بلبوس الثقافة والاعلام ” الجنرال انور عشقي ” ، وهو يلتقي اخوانه الصهاينة ويمد يده لمصافحتهم بحجة مشاركته في مؤتمر اعلامي كما حصل لاكثر من مره في لقاءه مع مستشار نتنياهو دوري غولد ، او كما ظهر على التلفزيون الاسرائيلي مادحا ومتغزلا بنتنياهو . ثم اعقبه وزير خارجيتة سعد الجبير يرقص بالكلمات على صفحات معاريف الاسرائيلية التي استضافته بكل رحابة صدر .
وقد عمل النظام السعودي المتخلف بموجب نصائح وخطط اسياده الصهاينة والامريكان التي صورت له اليمن كعصفور بدون ريش يقبع في عش تتقاذفه الريح ، ولذلك وبموجب الخيال العلمي الصهيوامريكي فبامكان دولة لا تاريخ قتالي لها في الحروب كدولة آل سعود وحلفائها من مشيخات الخليج الفارسي ومن لحق بهم من الباحثين عن البترودولار أن يقتلعوا وبكل سهولة هذا العصفور القابع في عشه بكل يسر وسهولة ، لامور عدة منها موقعه الذي يحده شمالا نظام آل سعود وعمان شرقا وبحر العرب وخليج عدن جنوبا والبحر الاحمر غربا . ولان الخرم اذا توسع يصبح شرخا واسعا يصعب رتقة فتلك اذن مصيبة التحالف الصهيوامريكي سعودي ، الذي يصح عليه المثل العراقي ” بيش بلشت يابو بشت ” .
لكن حسابات الحقل لم تتوافق مطلقا مع حسابات البيدر كما يقال بالنسبة للعدوان الصهيوسعودي على اليمن ، وها هو التحالف السني الوهابي يدفع بكل مالديه من قوات ، ومرتزقة جمعهم من انحاء العالم نحو اليمن ” مجاهدا ” لايجاد بقعة صغيرة آمنة في اليمن لما يسمى وفق تصنيفه السياسي بـ ” الحكومة الشرعية ” للرئيس المستقيل والهارب ” عبد ربه منصور هادي ” . وليصبح هذا الرئيس اللعبة عبء ثقيل على الحكومة السعودية ، التي تذكرنا بصراخها ونعيقها وهي تستنجد بالقوات الامريكية بعد احتلال الجيش الصدامي للكويت ، متناسية ان لها قوة تسمى بـ ” درع الجزيرة ” ، واختباء قواتها وقوات درع الجزيرة خلف قوات التحالف الدولي التي قادها الجنرال الامريكي نورمان شوارتسكوف ، والتي لم تكن غير قوات خدمات ملحقة بالتحالف الدولي كما ذكر ذلك الجنرال شوارتسكوف في رده على ” الجنرال ” السعودي خالد بن سلطان ، عندما قال له انت لم تكن رفيق سلاح كما خاطبتني بل مجرد من يوقع على الشيكات وكل مالديكم من قوات كانت في الخطوط الخلفية من اجل تقديم الخدمات للقوات الامريكية المقاتلة .
ورغم تجربتها المريرة ايام حرب اليمن زمن الراحل عبد الناصر، فان السعودية لم ترعوي واغرقت نفسها مخيرة اثر التحريض الصهيوامريكي في وحل العدوان على اليمن بكل غباء وبلادة .
ومع غوص التحالف السني الوهابي في وحل اليمن هو وحلفاءه العرب المستنذلة من عرب البترودولار الساعين وراء المنافع من السعودية كمصر والسودان والمغرب وأخيرا ارتيريا ، جاءت حوادث مكة لتزيد الطين بله كما يقال . فمن سقوط الرافعة على حجاج بيت الله ، والذي اظهر عدم المسؤولية في حماية ضيوف الرحمن ، وقلة الخبرة في ادارة الحجيج ، واللامبالاة لحد النخاع برعاية حجاج بيت الله ،الى حوادث اخرى مثل انهيار بناية بمكة ، وحريق فندق الحجاج اليمنيين ، ثم ختامها بحادث تدافع الحجاج بمشعر منى الذي اثبت بما لا يدفع الشك بعدم وجود خطط لحماية الحجيج وتنظيم سير حركتهم ، وحمايتهم وتوفير الخدمات الامنية لهم ، وغياب تام للدولة السعودية .
لكن الذي لم يكن في الحسبان هو ضياع كل الجهود والاموال ، ومؤامرات بندر بن سلطان ، وصراخ وضجيج سعود الفيصل ، وامنيات وبسط عضلات وزير الخارجية الجديد عادل الجبير الخاوية ، عندما صرخ الدب الروسي وفاجأ القيصر بوتين التحالف الوهابي السني ، وسيدته امريكا وصنيعتهم دويلة اسرائيل بهجماته الجوية التي ارعبتهم جميعا فصرخ من صرخ مثل اردوكان التركي ، واستنكر عندما لا ينفعه الاستنكار مثل مشايخ الخليج وسيدتهم السعودية .
ولان عجلة الزمن تسير دائما للامام فان لا حيلة للتحالف الصهيوامريكي سوى ان ينظر بعين الهلع لما تقوم به القاذفات الروسية التي تطارد هي والجيش العربي السوري بنيرانها ازلام الوهابيين على مختلف مسمياتهم بدءا من أحرار الشام وجبهة النصرة حتى تنظيم داعش ، فقد صح القول ” على الباغي تدور الدوائر ” ، فانتفاضة القيصر الروسي تنطلق كالسهم وتحصد رؤوس ارهابيو ” ثورات العرب ” المستنذلة وتمحو كل مارسموه من خطط وبنوه من آمال . وبدت ” قيادات الحرس الجمهوري للمقبور صدام ” المنهار التي تدربت وتم تنظيمها في معسكر بوكا بالبصرة تتساقط مثل ورق الشجر في الخريف ، فهناك شتاء جليدي قادم سوف يغطي المنطقة ويكتم انفاس كل اصناف الارهابيين مع كل اسلحة الموت التي زودهم بها الغرب وامريكا باموال سعودية خليجية وسنردد مع حكيم العرب قس بن ساعدة الايادي عندما خطب من على جمله الاحمر في سوق عكاظ : ” أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا،إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. “.
آخر المطاف :
هل دخل حزب الدعوة الاسلامية دهليز مظلم ومعتم خلف خطى ألامريكان ؟
لا نستغرب اليوم أو مستقبلا ان يتحول حزب او مجموعة لهذا الطرف او ذاك ، فالسياسة ليست في زمننا الحاضر هي فن الممكن بل تدخل ضمن المصالح الشخصية ، والاحتفاظ بالسلطة كما يتصرف حزب عرفناه سابقا كحزب وطني مناضل ، وتحول بفعل الضغوط التي يمارسها اليانكي الامريكي لحزب حارس للمصالح الامريكية في العراق لا لشئ سوى للاحتفاظ بالسلطة ، وخاصة في زمن ” القائد الجهبذ ” حيدر العبادي .
والدليل الاعم على هذا العى السياسي ارتعاد الحزب وخوفه من ام الدنيا ماما امريكا وذلك بإحجامه عن ايجاد الشجاعة اللازمة لتقديم طلب للتحالف الرباعي لضرب ارهابيو التحالف البعثووهابي المكنى امريكيا بـ ” داعش ” ، وخاصة هلع ما يسمى بوزير الخارجية الجعفري الذي صرح اثر زيارة رئيس اركان الجيوش الامريكية ” بان العراق لن يدخل في سياسة المحاور ” . وبهذا يتاكد سعي الادارة الامريكية للضغط اكثر على رئيس الوزراء العراقي العبادي للركوع الدائم أمام أم الدنيا بحيث جعلته مسخرة امام العراقيين باعلانه حزم اصلاحاتة التي نفذت فقط على الورق ، بينما الفساد لا زال ينخر بجسد النظام والمجتمع العراقي . ثم هددت أم الدنيا ” حفظها الله ورعاها “بعملية تغييره بآخر من عملائها والمسؤول السابق عن اهدار وسرقة المليارات بعدما سمي زورا بعملية ” تحرير العراق ” ، وهو احد من نظر ونفذ عملية الاحتلال الأمريكي للعراق المدعو ” عماد الخرسان ” الذي عينته امريكا بعد احتلالها للعراق ” مسؤول عملية اعمار العراق ” . فقد أصدرت ” حفظها الله ورعاها ” فرمانا سلطانيا بتعيينه أمينا عاما لمجلس وزراء العبادي ، لكي يمسك بالمقود بصورة مباشرة ويسير الركب الامريكي بكل هدوء وسلاسة تحت رعاية حزب الدعوة الذي سيلاحق ام الدنيا بدعاءه دائما بالنصر على أعداءها . بعد ان اشبعونا يوم كانوا في المعارضة بتكرار ” ياليتنا كنا معكم” ، وبذلك فازوا فوزا عظيما بالهيمنة على السلطة هم وحلفائهم داخل التحالف الوطني الذي يملك اكثرية مشلولة داخل مجلس النواب . ونعتقد إن هذا ما كان الاعضاء القياديون في حزب الدعوة وحلفائهم داخل التحالف الوطني ما كانوا يقصدونه يوم كانوا يقرؤون ” اللهم ارزقنا بدولة كريمة ” ، وهذه هي دولتهم ” الكريمة ” التي سيقودها احد رجال ” الجنرال جي كاردنر ” ، الحاكم العسكري الامريكي للعراق اثر الاحتلال الامريكي .
بالاخير : تحياتنا لـ ” حزب الدعوة العميل ” والعملاء الصغار والكبار الذين حوله من سنة وشيعة وبعثيين ” ٌمحَسَنين ” امريكيا ، وبالخصوص كتكوت المجلس عموري الحكيم .
* ناشط في مجال مكافحة الارهاب
www.alsaymar.org
alsaymarnews@gmail.com