المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — تلقت ” جريدة السيمر الإخبارية ” البيان التالي من حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين اليكم نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) (8) سورة الصف.
ومن خطبة السيدة العقيلة زينب في مجلس الطاغية يزيد في الشام حيث قالت عليها السلام : ((اظننت يايزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ان بنا على الله هوانا وبك عليه كرامه وان ذلك العظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوثقه والأمور متسقه وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!! فمهلا مهلا، انسيت قول الله عزوجل ( ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب أليم) ؟؟!! ..
يسعى طغاة آل خليفة وعلى رأسهم الطاغية يزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة أن يطفىء نور الله ، المتمثل في محاربة الشعائر الدينية كعزاء الإمام الحسين عليه السلام ، فسعى كأبيه وأجداده بنزع الأعلام والبنرات والشعارات العاشورائية من المدن والقرى والشوارع فيما أرسل مرتزقته لتغرق المواكب العاشورائية بكثافة هائلة من مسيلات الدموع لتفريق الناس عن ممارسة شعائرهم الدينية التي إعتادوا على إقامتها منذ مئات السنيين وقبل مجىء آل خليفة وإستيلائهم على السلطة بالقوة في البحرين .
لقد ظن الطاغية حمد إنه بمحاربته للشعائر الدينية وسعيه لقمع المواكب الحسينية بأنه سيمحي هذه الشعائر أو يحولها لطقوس شكلية لاقيمة لها عندما تصبح هذه الشعائر معزولة عن قيم عاشوراء في مجابهة الظلم والقهر والطغيان والفساد. لكنه بهذا التصور أرتكب خطأ فادحا سيدفع ثمنه بكل تأكيد ، فما هو مؤكد أن الشعائر الدينية وعلى رأسها شعائر عاشوراء لم تستطع طوابير من الطغاة العتاة طيلة التاريخ من أن تمحيها من الحياة وقد هلك قبله من الطغاة الذين كانوا أكثر منه قوة وبأسا ، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر بعد أن تعرضوا للشعائر المتصلة بسيد الشهداء عليه السلام وهو متصل بالقسم الكبير الذي أطلقته السيدة زينب عليها السلام في خطابها التاريخي أمام الطاغي يزيد بعيد المجزرة بأيام عندما أحضرت مع من تبقى من بيت الرسالة إلى مجلسه عندما قالت في خطبة طويلة : “فأسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ..”.
ولذلك فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تدعو لإستجابة الجماهيرية الواسعة لدعوة إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير بإطلاق صرخات (لبيك يا حسين) في توقيت موحد ظهر العاشر من المحرم.
إن يوم العاشر من المحرم هو يوم إنطلقت فيه قيمة الحرية والكرامة بلا حدود في مواجهة العبودية والظلم وهو يوم مقدس عند المسلمين ، وهو من أعظم أيام الله ، وفيه صدح السبط الشهيد بخطبه وبندائه الذي لا يزال يدوي في أرجاء المعمورة كل يوم “إن لم يكن لكم دين وكنتم عربا وكنتم لاتخشون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم” وعشرات النداءات الأخرى التي تبعث في الأمة روح العزة والإباء والكرامة ، لذلك فحري بشعبنا البحراني المؤمن الحسيني الأبي بأن يتفاعل مع هذه النداءات الحسينية وردا على التعديات الأموية السفيانية المروانية للحكم الخليفي الديكتاتوري ضد شعائر الشعائر الحسينية.
فلترتفع حناجر شعبنا بهذه الصرخة المباركة في الساعة الواحدة ظهرا من يوم غد العاشر من المحرم في أرجاء البحرين الكبرى كلها.
إن صرخة لبيك يا حسين .. إنما هي إجابة لنداء الإمام الحسين بنصرته .. وهي تأكيد لولائنا الديني لرآية ثورتنا الحسينية ، فلتدوي هذه الصرخة في أرض وسماء البحرين الكبرى ، كما ستدوي بها صرخات الملايين غدا ظهر عاشورا في كربلاء.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير وفي ظل الأحداث والتطورات على الساحة البحرانية وعلى الساحة في الأحساء والقطيف وسيهات وغيرها من مدن المنطقة الشرقية ، وما يحدث من تطورات على الساحة العراقية والسورية واللبنانية واليمنية ، وما نراه من مؤامرات كبرى على الشعائر الحسينية ، وعلى جبهة المقاومة المناهضة للإستكبار العالمي والشيطان الأكبر أمريكا وحثالاتها من الحكومات الأموية العباسية المروانية السفيانية الجاهلية ، فإنها تطالب جماهير شعب البحرين ، وكذلك جماهير العالم الإسلامي ، وخصوصا أنصار الإمام الحسين وأتباع أهل البيت عليهم السلام بتلبية نداء الحرية والكرامة للإمام الحسين بصرخات “لبيك يا حسين” .. ولنعاهد الإمام الحجة المهدي المنتظر بأن نلبي نداء جده الحسين ، ونبلي ندائه عندما يخرج ويظهر بإذن الله تعالى ، قائلين لبيك داعي الله .. وإن تلبية النداء بصرخات لبيك يا حسين .. هي تلبية النداء للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
إن تلبية نداء الإمام الحسين بصرخات “لبيك يا حسين” في ظهر يوم العاشر من المحرم إنما هو تجديدا للعهد والبيعة للحسين عليه السلام ، وردا على إستهداف الشعائر الحسينية في البحرين والمنطقة الشرقية ، وتأهبا ليوم الغضب الحسيني والكربلائي.
وإن تلبية نداء سيد الشهداء غدا في يوم عاشوراء ، إنما هو ردا قاطعا على تخرصات المفتي الوهابي السعودي حيث إدعى أن إتخاذ يوم عاشوراء كمناسبة للأحزان والمآتم بأنه خلاف السنة ، ولم يأت به كتاب ولا سنة ، واصفا من يفعل ذلك بأنهم “مبتدعون ويزعمون أنهم يحبون آل بيت النبي.؟؟!!.
كما أن تلبية نداء سيد الشهداء بصرخات لبيك يا حسين .. إنما هو ردا قاطعا للأوقاف المصرية التي بدى واضحا أنها متأثرة بالفكر التكفيري الوهابي حيث أعلنت في بيان لها عن إغلاق ضريح الإمام الحسين في القاهرة حتى يوم غد السبت وهو يوم عاشوراء ، زعما منها كما جاء في هذا القرار “منعا للأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات، مؤكدة أنها ستتخذ “كافة الإجراءات القانونية تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن”؟؟!!.
إن الأموية والسفيانية والمروانية وجاهلية القرن العشرين المتمثلة في آل سعود والحركة الوهابية وحثالاتها من الدواعش قد كشرت عن أنيابها وجهزت نفسها للوقوف أمام الحركة الحسينية في أيام عاشوراء وأيام الأربعين ، فهم يريدون إطفاء نور الله بأفواههم ، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون ، هؤلاء الذين ستكون عاقبتهم كما جاء في الآية الشريفة: “ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ”.
إننا اليوم الذين نتشرف بأن نكون من أنصار الإمام الحسين عليه السلام وسنردد بصرخاتنا ملبين نداء سيد الشهداء بصرخات “لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين” .. معتبرين من كلمات السيدة زينب عليها السلام التي قالت للطاغية يزيد في مجلسه في الشام: “فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا يرخص عنك عارها وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين).
نعم فلتتآمر حكومات الجور والطغيان الأموية من آل سعود الوهابية ، ومعهم الأوقاف المصرية المتأثرة بالحركة الوهابية الأموية ، ولتتآمر كل قوى الشر والإرهاب على إطفاء نور الله ، والوقوف أمام الفكر الحسيني الرسالي الهادر الذي ها نحن نرى بركاته بالحركة المليونية في أربعين الإمام الحسين عليه السلام في كل عام في كربلاء.. إلا أن حركة التاريخ لن ترجع إلى الوراء وإن عشاق الحرية والعدالة والكرامة سيواصلون طريقهم نحو إجتثاث جذور الجاهلية والتخلف والرجعية والتعرب ، وستنتصر إرادة المؤمنين في كل مكان طالما أن الحسين ملهمها فلتصدح الحناجر بنداء التلبية الخالد : لبيك ياحسين .. وليكن يوم عاشوراء هذا العام هو كبير في رسالته ومعناه ضد الإستبداد والظلم والفساد . .
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
9 محرم الحرام 1437هجري
23 أكتوبر 2015م