الرئيسية / منوعات / المؤامرة الكونية…تاريخ تأسيس الماسونية…الفصل الثاني

المؤامرة الكونية…تاريخ تأسيس الماسونية…الفصل الثاني

د. اسحق سميح مدانات / الاردن

إن خيانة الحياة والتي هي خيانة الأنا العليا تولد ميتة لأن غريزة البقاء (أي أنا الخلود ) لاتعرف إلا قانونا وحدا وهو السعي المستديم نحو المحافظة على العضوية ,إن المحبة وقبول الآخر هي من اهم الطاقات الكامنة في غريزة حب البقاء فمهما تاة الفكر الانساني وتآمر فإنة لن يقدر على نزع هذة الغريزة من نفس الانسان .
إنني انظر بحزن لمن تآمروا على الحاضر ليأسروة طمعا في امتلاك المستقبل فتسلحوا بالعدائية والكذب فتكالبت مجاميعهم لا على نصرة الحياة على مايعيقها بل على نهب الحياة , اغبياء غير مدركين ان الحياة هي من صنع الجميع والآخر هو ضروري لها ومكمل للأنا وللحياة .
كما انهم من آجل خداع الاخر واستمرار التآمر علية استعانوا بتزوير الماضي ليصبح الكذب منهج حياة لديهم يخدعوا بة انفسهم والحياة بكل معانيها وحيويتها لنقف امام مشهد جلي وواضح بأننا أمام هجوم سوسيوباثي مستمر على الحياة إبتدأ بخطف الأنا العليا وحوروا ماستطاعوا من مفاهيمها وحنطوها لتصبح دستورا للعصابة ومصدر قوة لها وايديلوجية للتجيش والهجوم على مثل الحياة ظنا منهم انهم سيستأثروا بها لوحدهم ولمصالحهم المادية اذ لم يكن لديهم من قوة الفكر ان يفهموا عمق الحياة وسر استمرارها.
بعد أن تأكد اعضاء القوة الخفية من ان الأشلاء التي وجدوها في صور هي بقايا رئيسهم حيرام ابيود عادوا مذعورين للقدس وانتخبوا موآب لافي رئيسا لهم فكان من اول أوامر هذا ان يجلل هيكل اورشاليم بالاقمشة السوداء حدادا على رئيسهم حيرام , ثم أمر ثانية ان تقام مناحة بين جميع الخفيين اي اعضاء القوة الخفية وان تصبح هذة المناحة جزءا من طقوس القوة الخفية . ولقد اصبحت هذة المناحة هي الطقس المتبع في ترقية العضو الخفي الى الدرجة الثالثة ولتموية الامور فقد امر بأن تعزى هذة المناحة لذكرى حيرام ابيف المهندس الصوري الذي بنى هيكل سليمان وبعد ان انهى البناء قتلة جند سليمان داخل القصر. وكان قد قدم هذا الاقتراح احد اعضاء القوة الخفية المدعو طوبالقين وهو ابن اخ حيرام ابيود وقد قال في احدى الجلسات انة يجب أن تنسب المناحة السنوية التي ستقام لذكرى عمة حيرام ابيود وكأنها لذكرى المهندس السوري حيرام ابيف الذي بنى هيكل سليمان لهدفين مهمين اولهما اخفاء تاريخ الجمعية وثانيهما اخفاء اسماء مؤسيسيها واهدافها ثم أضاف ان إحياء ذكرى العم والمؤسس الاول وصاحب فكرة التأسيس والمحافظة على مكانتة في الجمعية دون الاشارة الية هو واجب جهادي وديني .وبعد مداولات عدة تمت الموافقة على مداخلات طوبالقين واتفقوا على مراسيم جنائزية وطقوس دينية واختاروا تلاوات من التوراة ليكونوا منها المراسيم المطلوبة لترقية العضو الخفي لمرتبة استاذ في الدرجة الثالثة واطلاق اسم حيرام على هذة الدرجة .
ثم تذكر المخطوطة عن انتشار المحافل الخفية وعن ابتداء ظهور النتائج الملموسة في الحد من انتشار المسيحية وخاصة بين اليهود ثم تثني المخطوطة على محفلين اقيما في روما هما هيكلي رومية وآكابي لأنهما قاما بقتل تلميذ المسيح بطرس واخية اندراوس واستقطبا الكثير من الوثنيين للقوة الخفية .
يقول هارون آبيود احد وارثي هذة المخطوطة وعلى مايبدو ان هذا التدوين قد حصل بعد تدمير الرومان للهيكل أي بعد سنة 70 م” بعد خراب هيكل أورشليم وتشتتنا أنشأنا هيكلا مصغرا في مكان لم ندع احدا يعرفة وبقينا سنينا نصدر الاوامر منة , وحتى المحافل التي كنا نصدر اليها الاوامر لم تكن تعرف عن مصدر هذة الاوامر ,وكانت جمعيتنا تنمو وتعظم قوتها ولكننا لم نكن نصل الى غرضنا المنشود لأن نمو اعدائنا كان يفوق نمونا , كنا نعمل من آجل ديننا وقومنا أما هم فكان يدفعهم للجهاد عوامل لم نكن قادرين على فهمها بل كنا نعزيها لقوة سحرية لم نكن قادرين على معرفة مصدرها وكنا مصرين على مواصلة العمل بأوامر جدنا حيرام ابيود الذي اوصانا بقتل كل اتباع المسيح وان نحارب كل الاديان مهما تعددت للمحافظة على ديننا .”
ثم تذكر المخطوطة عن انتشار المحافل في اوروبا والجزيرة العربية بعد فرار اليهود من بطش الرومان فكان بعض هذة الهياكل المنشأة تابعا لهيكل اورشليم وبعضها تابعا لهيكل رومية وقد وصلت هذة المحافل الى روسيا وجرمانيا (المانيا) وغاليا (فرنسا) .
تستمر المخطوطة بسرد انتشارات المحافل في اوروبا وكيف كانت تتغلغل بين الاديان الاخرى وانها كانت قادرة على اثارة الفتن والانشقاقات لدى الاديان الاخرى فقد كانت بالفعل وحسب ماتذكر المخطوطة حكومة سرية داخل دول العالم ترعى المصالح اليهودية وتوجة الاديان الاخرى لما يحلو لها من الاجتهادات والانشقاقات .
إستمرت القوة الخفية في نشاطها السري في معظم الاقطار الاروبية وبلاد الشام والجزيرة العربية وأنشأوا مااستطاعو من الفرق الدينية والمذاهب الموازية وبدى نشاطهم بارزا في إنشاء دولة الخزر التي اتفق حكامها الذين كانوا مزيجا من العثمانين والمغول والطاجيك وسكان أوروبا الشرقية على اعتناق الديانة اليهودية وجعلها دستورا للدولة وفد استمرت هذة الدولة قرنين من الزمان إلى أن دمرها الصرب في سنة 850م وفرار سكانها للدول المجاورة ويعرف حاليا هؤلاء اليهود بالأشكيناز وقد هاجر معظمهم للقارة الامريكية بعد اكتشافها ويجدر بي ان أذكر أن هؤلاء اليهود يشكلوا الغالبية العظمى لسكان الكيان الصهيوني . ثم يظهر نشاط القوة الخفية ابان الحروب الصليبية اذ كانت محركا اساسيا في اشعال تلك الحروب واستمرار الحملات الصليبية وعندما شعر الخفيون من اليهود عدم جدوى هذة الحروب لإطلاق يد اليهود في مدينة القدس اولا وكل فلسطين ثانيا أنشأوا فرق الفرسان المشهورة والتي عرفت بإسم “فرسان الهيكل” ومن ابرز ماقامت بة هذة الفرق تدمير ونهب الكنائس الشرقية ,ونهب وتدمير الأثار المسيحية التي كانت بحوزة الكنائس الشرقية في فلسطين وبلاد الشام عامة ومن ثم بناء كنيسة قيامة مقابلة للكنيسة الأصيلة ومحاولة توجية الحجاج اليها.
وعلى مايبدو ان القوة الخفية كان لها نشاطا ملموسا من خلال يهود الدونمة الاتراك والذين هم اصلا من دولة الخزر وقد تحول العديد منهم للدين الاسلامي وقد استطاعو توجية سياسات الدولة العثمانية واستغلالها واستعمار بلاد الشام وما تخلل ذلك من استعباد وتجهيل وانتقامات عنصرية ومذهبية بما في ذلك مذابح السريان والارمن ثم الحرب العالمية الاولى وما تبعها من تحضيرات لإنشاء الكيان الصهيوني حتى الانقلاب على السلطان سليم .
في عام 1716 م سعى ثلاثة من ورثة هذة المخطوطات أحدهم يدعى لافي مع ابنة إبراهيم ونسيب لهم يدعى ابراهيم أبيود إلى استقطاب المزيد من الاعضاء للقوة الخفية في اصقاع اخرى من العالم ,وعلى ما تذكر المخطوطة فقد كانت مساعيهم فاشلة ولهذا فقد قرروا الذهاب الى لندن للإتصال برجلين كان لهما سابق معرفة بهما يدعى الأول (ديجون ديزاكولية ) والثاني تذكرة المخطوطة بإسم (جورج) فقط .
بعد عدة لقاءات اتفقوا على احياء القوة الخفية تحت اسم جديد توخوا ان تجمع فية الدعاية والتموية فوجدوا ذلك بإطلاق اسم FREE MASONARY باللغة الانجليزية وFRANC MACONNERIE باللغة الفرنسية وتعني البنائية الحرة مكرسين اكاذيب وتزوير هيرودس وحيرام ابيود عندما ارادا اخفاء تاريخها ونسبها لأيام بناء هيكل سليمان والمهندس السوري حيرام آبيف الذي استقدمة الملك سليمان من مدينة صور لبناء الهيكل بعد موافقة ملك صور على ذلك وكان جزاء هذا المهندس ان يقتل على ايدي جند الملك سليمان . ثم وبعد عدة لقاءات مكثفة مع اعضاء جدد وخفيين قدامى استجابوا لدعوات التجديد قرروا ان يكون العيد السنوي للماسونية الجديدة هو 24- حزيران من كل سنة وهو يوم تأسيس القوة الخفية وموهوا معنى انتقاء هذا التاريخ بأنة تخليدا لذكرى قطع رأس يوحنا المعمدان على يد هيرودس الكبير جد هيرودس أكربيا مؤسس القوة الخفية .
تذكر المخطوطة أن ديزاكولية اقنع ابراهيم لافي وابراهيم ابيود بالذهاب الى البرتغال لنشر الماسونية الحديثة حيث كان لة هنال بعضا من النفوذ والمعارف وبعد ذهابهما الى هناك قام بتدبير قتل لافي ليغتصب المجطوطة الاصلية لة ولكن بعد عودة ابراهيم ابن المغدور وابراهيم ابيود وتأكدهما بأن ديزاكولية كان هو القاتل تمكنا بدورهما من خداعة وقتلة واسترجاع النسخة الاصلية .
وهنا اجد ان علينا ان نمعن النظر في هذا القتل المتبادل بين الشركاء في العصابة وبين ماهم علية من حال نفسية وما هم فية من موروث ثقافي لنجد اننا نبحث بتاريخ تنظيم سوسيوباثي تنطبق علية بكل دقة القوانين السيكولوجية بمبادئة واساليبة واهدافة .
في سنة 1773 دعى “امشل باور BUER ” والملقب بروتشيلد الأول وهذا القلب جاء لعائلتهم من اسم المتجر الصغير الذي كانت تمتلكة العائلة في فرانكفورت في المانيا , الى اجتماع موسع للمرابين اليهود من سائل الدول الاوروبية بواسطة المجمع النوراني لمنطقة فرانكفورت والذي يتألف من ثلاثة عشر خاما يمثلون اعلى سلطة يهودية في المنطقة ويرتبطون بالمجامع النورانية للمناطق الاخرى وكل العالم وتنسق هذة المجامع خططها مع المحافل الماسونية ومحافل القوة الخفية سابقا , وكان المقصود من الاجتماع وضع بروتوكولات عمل جديدة من آجل استمرار التنسيق بين رجال الاعمال اليهود من جهة و الهيئات الدينية والشعبية من جهة آخرى وهو النهج الذي سار علية مرابي اليهود منذ القدم اذ كان الدين اليهودي وما زال بالنسبة لهم رابطا مصلحيا ودنيويا وليس رابطا روحيا . واضيف هنا ان تسمية المجمع النوراني بهذا الاسم هو تكريما للشيطان واقتداء بحنكتة فهو حسب التعاليم اليهودية الملاك حامل النور وصاحب الحنكة .
إفتتح روتشيلد المؤتمر بكلمة مطولة ركز فيها على سلطة الذهب وشرور بني البشر والنزعة الشريرة التي بحسب رأية هي الغالبة لدى بني البشر وليس نزعة الخير ولهذا فقد حث المؤتمرين على تبني الوسائل الشريرة وليس الخيرة من آجل السيطرة على مقدرات هذا العالم وذكر المؤتمرين أنة قبل التاريخ لم يكن هناك قانونا بل كانت القوة هي التي تحكم الحياة , وهذة التعاليم جميعها هي تعاليم تلمودية وتشكل قناعات راسخة لدى الهيئات الدينية اليهودية واساتذة المحافل الماسونية وهومنطق منحرف وغير صحيح وانحرافة يدلل على سطحية فكرية ونفسيات سيكوباثية عاجزة عن فهم المنطق البديهي للحياة فالإنسان لم ينتصر على وحوش الغاب لولا انة لم يكن اقوى فكرا من الوحوش الكاسرة ثم انة لولا فكرة لما قدر على التأقلم مع سخط الطبيعة واخيرا لولا غريزة المحبة وقبول الاخر لما كان قادرا على بناء أسرة ثم مجتمع وحضارة . محزن ان يكون المنطق المنحرف هو الفاعل في العديد من مجتمعات العالم حاليا بفعل النشاط الماسوني والاكثر اثارة للحزن والاسى ان ادراك هذا الانحراف لايزال غير قويا .
أما الوصايا التي اطلقها في نهاية كلمتة فقد كانت معبرة عن الاهداف الشاذة التي اجتمعوا من آجلها وهذا جزءا منها :
1-تشجيع استعمال الكحول والمخدرات والشذوذ الجنسي من آجل جمع المال .
2-استعمال الرشوة والجنس وكل انواع الفساد الاخلاقي في أجهزة الدولة .
3- إثارة الحروب بعد السيطرة على مصانع الاسلحة للكسب المادي واضعاف الدول ومواطنيها .
لم يكن صدفة بل من تنسيق الماسونية ان يلتقي روتشيلد هذا بأحد اساتذة جامعةانقولد في المانيا والمدعوADAM WEISHAUPT
فقد كان هذا استاذا للاهوت ولكنة تأثر بالافكار الميكافيلية التي بحق لاتناسب الا العقول السطحية ومن سلبيات الفكر العالمي ان تعتبر فكرا لأنها ليست الا سردا لخطط للمخادعة والنفاق. لقد ارتد وايز هوبت عن الدين المسيحي في سنة 1770 وأعلن تهودة بحجة ان الدين المسيحي لايمكن ان يقود دولة وأن المثالية المسيحية غير حقيقية ولاتنسجم مع الخواص الانسانية ثم انها لاتعترف بقيمة المادة وتدين حنكة الشيطان . ونتيجة لهذا التطابق الفكري فقد أسس مع روتشيلد في سنة 1776 محفل الشرق الاعظم في فرانكفورت واستطاعوا استقطاب العديد من اساتذة الجامعات وطلابها , وكان نشاطهم سريا ومعتمدا على الرشوة والفساد بأنواعة وقد اكتشف كل هذا عندما اقتحمت قوى الأمن البفاري في المانيا سنة 1884 محافلهم ونشرت الوثائق السرية التي وجدت في المحافل .
وهكذا يتبين لنا جليا انة الفكر العدائي ورفض الآخر ولنقل النهج السوسيوباثي هو المحرك الاساسي لهذة المسيرة من التنظيمات السرية , انة الموروث الفكري القادم من آساطير التوراة ثم التعاليم التلمودية والتي تتجلى فيها الشوفينية التي تود تسخير الدين لتعمل منة تنظيما لقنص المادة والقوة من آجل المادة وتبديل العبادة الصحيحة بفكر باطني وعبادة باطنية تكرس الاساليب الشيطانية .
من هذة التنظيمات جاءت البروتوكولات الصهيونية التي انفضح امرها سنة 1905 على يد البروفسور الروسي نيلوس بمؤلفة القيم “الخطر اليهودي ” اورد فية وثائقا يهودية كشفت في باريس سنة 1901وبعدها بسنوات قام الدكتور فكتور ماردس بنشر كتاب اورد فية البروتوكولات الصهيونية المتوارثة في محافلهم ومجامعهم النورانية.

* تاريخ تأسيس الماسونية…الفصل الأول

تاريخ تأسيس الماسونية…الفصل الأول