المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية — مصر والسعودية الحليفان الاستراتيجيان اختلفا فيما بينهما على توقيت خروج الأسد، بل وخروجه من عدمه، قبل الاجتماع، الذي يجمع الفرقاء، فمن روسيا وأمريكا إلى مصر وتركيا ثم السعودية وإيران ستة أقطاب متجاذبة متناحرة بينها معارك سياسية غاية في التعقيد والصعوبة، تمثل في مجملها خطرا على المحادثات التي تترشح مصر بطبيعة الحال فيها إلى لعب دور الوسيط بين طرفين باتا يختلفان على حل معضلة مصير بشار الأسد وبين الكتلتين. تقع مصر بثقلها السياسي والإقليمي مساندة للحل السياسي ورافضة للحل العسكري، عن إيمان كامل بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية دون الانهيار، مع مواجهة أي مساس بالأمن القومي العربي، ولذا فمصر مرشحة بقوة للعب دور الوسيط الذي يملك أدوات قوية للتحرك، التي لن يعوقها سوى التعنت التركي، وربما الإيراني أيضا، وهما الدولتان اللتان توجد حالة من التناحر السياسي بينهما وبين مصر.
الأمن القومي العربي حاضر بقوة في الموقفين المصري والسعودي
الأمن القومي العربي يحكم بمنتهي القوة والوضوح الموقف المصري، ولا يغيب عن وجهة النظر السعودية بالتأكيد، ومصر أمامها مهمة ثقيلة، بل وشبه مستحيلة، وهي أن تسعى لإقناع السعودية بالقبول بوجود، ولو جزئي، للأسد في المرحلة الانتقالية، حتى يفسح المجال لنتائج مرجوة للقاء فيينا، وذلك سيكون مقابل ضمان خلو سوريا من أي وجود لقوى إقليمية تعكر صفو الأمن القومي العربي، وعلى رأسها إيران وحزب الله، على أن يجرى خروجا آمنا للأسد وأسرته.
تناحر سياسي بين القوى الكبرى
سيناريوهات عدة محتملة وتداخلات كثيرة في المشهد ، واستعراض لنفوذ وتأثير قوى إقليمية تسعى للعب دور في المنطقة العربية، وكل هذا يأتي تزامنا مع تعافي مصر واستعادتها لدورها المؤثر إقليميا، بما يجعل قوة عظمى كروسيا تستدعيها كطرف مؤثر في مصير المنطقة كلها.
الحضور المصري بالدبلوماسية الهادئة التي يتبعها سامح شكري سترسخ لوجود إقليمي مؤثر في المرحلة المقبلة، وسيبنى عليه الكثير من أوراق اللعبة وتقسيم الأدوار في السنوات، بل والعقود القادمة.