المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الأربعاء 18 . 11 . 2015 — نشرت صحيفة “القضاء” الالكترونية محضر إفادة قريب البغدادي، والتي تكشف انه كان ينحدر من عائلة إرهابية محضة، فوالده من الأمراء في الموصل وشقيقاه مقاتلان لدى تنظيم داعش الإرهابي، احدهما رفيق قديم للإرهابي أبي بكر البغدادي زعيم التنظيم منذ إن كانا مسجونين في “بوكا”، أما شقيقته فهي زوجة “الخليفة”.
وتروي الصحيفة عن إفادة المدان أحمد انه وقع في قبضة الحشد الشعبي بعدما استبدل الزي الأفغاني بملابس أخرى وركض مسرعاً إلى النهر ليجتازه سباحة في تكريت.
وتذكر ان الإرهابي أحمد لم تنفعه حيلته حين زعّم أنه مخبرٌ لدى ضابط في الجيش، بل انكشف وسلم أمره معترفاً باشتراكه في جريمة معسكر سبايكر.
برغم أن أحمد كان يعمل ميكانيكياً للعجلات في حي الجمعية التابع لتكريت، بايع تنظيم داعش في العام 2013، ولم يمنعه ذلك عن ممارسة هوياته في السرقة، حتى قُبض عليه وحُكم بالحبس لمدة عام واحد، وأودع لدى مركز لشرطة الأحداث وسط المدنية؛ لأنه لم يتخط حينها الـ 18عاما.
عائلة احمد تتألف من أب يعمل كأحد أمراء (الحسبة) في ولاية نينوى، وشقيقين أنخرط الأول في صفوف القاعدة قبل أن يُقتل في جنوب بغداد خلال المواجهات مع القوات الاميركية في العام 2006، أما الآخر فهو مقاتل لدى (داعش) ويسكن الموصل أيضاً.
شقيق أحمد رافق إبراهيم عواد البدري المعروف حالياً بأبي بكر البغدادي (زعيم داعش)، عندما كان الاثنان في سجن بوكا خلال العام 2004، وافترقا بعد اطلاق سراحيهما.
التقى الصديقان مرة أخرى في الموصل بعد سقوطها بيد التنظيم الإرهابي في منتصف العام الماضي، واستمر التقارب بينهما حتى تزوج البغدادي من شقيقة أحمد المدعوة إسراء.
امتد نشاط التنظيم الإرهابي إلى تكريت فوقعتْ هي الأخرى أسيرة بيده في العاشر من حزيران 2014، وخرج من السجون جميع الموقوفين بمن فيهم أحمد الذي عاد إلى بيته ليتعرف على القائد الشرعي لولاية صلاح الدين مجدداً البيعة أمامه.
وفق النظام العسكري لداعش، فأن المقاتلين يباشرون في مهامهم مدة شهر كامل، مقابل منحهم إجازة لـ14 يوماً.
في يومه الأول بعد البيعة، انتقل أحمد على سيطرة (الأقواس) المواجهة لجامعة تكريت لاستقبال منتسبي قاعدة سبايكر المنسحبين.. هناك اشرف على اختطاف 50 جندياً، تم اقتيادهم مع رفاقهم الأسرى إلى منطقة القصور الرئاسية.
أن اعمال أحمد لم تكن عسكرية في بداية الأمر، بل اقتصرت على الجوانب الإدارية والخدمية في تقديم الطعام إلى امراء القواطع.
صدرت الاوامر بألا يترك الإداريون القصور، لكن أحمد عرّف بأن عمليات إعدام قد بدأت بحق منتسبي قاعدة سبايكر منذ الساعات الأولى التي تلت عملية الاختطاف، حتى جاء اليوم الرابع حيث طلب والي صلاح الدين إشراكه ومن معه في الجريمة فكانت حصته نحو 7 جنود أطلق على رأسهم النار من المنصة التي ظهرت في المقاطع الفيديوية، ومن ثم رميهم في النهر.
عاد أحمد إلى نينوى حيث هربت عائلته، ليتمتع بإجازته، وعبر سيطرات التنظيم التي تدقق بواسطة (بصمة العين) الوافدين والخارجين من المدينة، وعلّم بأن أخته قد تزوجت، وطلب منه والده أن يتهيأ للقاء زوجها.
في اليوم التالي توجّه الاثنان إلى أحد المنازل وسط نينوى.. كانت المنطقة تشهد إجراءات أمنية مشددة، لكن أحمد تفاجأ بأن الحرس المنتشرين تساهلوا معه كثيراً وسمحوا له بالمرور إلى عقر الدار بنحو مباشر، على العكس من بقية المتواجدين فقد تعرضوا إلى تفتيش دقيق.
وقف البغدادي في الرواق الأيمن ويرتدي (دشداشة بيضاء)، ويكتفي أحياناً بتحية زوراه من دون المصافحة، أما التقبيل فهو غير جائز.
لم تكف تحية أحمد لزوج أخته في التعرّف على شخصيته، فقد علّم بأنه الخليفة من خلال والده؛ لأنه ظهر بشكل مختلف عمّا مألوف في صوره المنتشرة في الإعلام.
خلال الجلسة التي استغرقت نحو نصف ساعة، استمع الحاضرون للبغدادي وهو يوجّه بضرورة تطبيق أحكام الشريعة، وأبدى تخوّفه من التائبين (أفراد الشرطة والجيش).
كما حذر البغدادي من التهاون في معركة تكريت، الذين ناشد ممثلون عنها بمزيد من المقاتلين العرب لتحصين دفاعاتهم، لكنه اعتذر عن تلبية هذا الطلب، متذرعاً بأن الأوضاع الحالية لا تسمح بذلك.
بعد انتهاء مدة الإجازة، التحق أحمد بـ(جند الخلافة) في تكريت، وحصل على امتيازات عدة؛ لأنه من أقارب زعيمهم.
وأضيف على عمله في الخدمات، مهام أخرى تتعلق بإيصال الأسلحة المهرّبة من مدينة الرقّة السورية إلى صلاح الدين، وكان دوره يبدأ عند حدود قضاء بيجي فهو ينقل الشحنة الى المشجب في القصور الرئاسية.
واحدة من الشحنات راقت له ودفعته إلى الطلب من حرس المشجب وهم من غير العراقيين، سحبها بحجة إيصالها إلى حي القادسية، ولم يعارضوا خوفاً من المحاسبة، لكنه سارع لبيعها إلى مهرّب للأسلحة لقاء مبلغ 40 ألف دولار.
جاءت فرق التفتيش من الرقّة لكي تتطلع على الأسلحة واكتشفت السرقة، واعتقل جميع الحرس إلا هو الذي كان فوق الشبهات نظراً لمكانته في الخلافة المزعومة، حتى قُبض على المهرّب الذي اشترى الشحنة واعترف عليه.
أودع أحمد في سجن انضباطي داخل تكريت، غير أن معاملته كانت من نوع خاص فلم يتعرض لأي أذى، بل حصل على عفو خاص من البغدادي عاد على أثره لممارسة عمله.
وكرّر السرقة مرة اخرى حين طُلب منه توزيع الرواتب على المقاتلين التي تصل إلى 48 مليون دينار، لكنه استولى عليها وأحرق عجلته متذرعاً بأنها تعرضت إلى قصف جوي وداخلها المبالغ المالية.
وبعد زيادة الشكوك حول أمانته، قرّر أحمد ترك السرقة، والتفرغ إلى السيطرات العسكرية والأمنية التي انتدب إليها.
عشية هجوم القوات الأمنية على تكريت، بقي ومعه 37 مقاتلاً محلياً حتى الساعات الأخيرة، بعدها انسحب الجميع إلى صحراء الجزيرة، تاركين خلفهم خسائر نحو 100 قتيل عربي وأجنبي ضمن قاطع عملياتهم –جميعهم من الانتحاريين-
اشترك أحمد في عمليات الاعتداء على مصفى بيجي، وفي كل مرة يتلكأ في الهجوم خشية على حياته، ويتخلص من عقاب الخلافة بمعلومات يمنحها لقادته عن تحركات القوات الأمنية؛ لأنه يهرب إلى جبهتها ومن ثم يعود.
وفي آخر هجوم فاشل قرّر أحمد العبور إلى سامراء بعد أن استبدل زيه الأفغاني بـ(تراكسود)، واجتاز نهر دجلة سباحة، فتفاجئ بكمين للحشد الشعبي حاول التخلص منه بالمرور مع المدنيين، لكنه تعرض إلى المساءلة؛ لأن مظهره كان يبعث على الشك.
أدعى في البداية أنه يعمل مصدر معلومات لصالح أحد ضباط قيادة عمليات سامراء، لكن أفراد الحشد أخذوه إليه وأنكر هذا الضابط وجود أي صلة معه.
وبعد سلسلة من التحقيقات اعترف بقصته، وسُلم إلى الهيئة التحقيقية القضائية المكلفة بملف سبايكر، التابعة للمحكمة المركزية في بغداد، بوصفه أحد المشاركين في الجريمة.
الرئيسية / الأخبار / القضاء ينشر إفادة قريب إبراهيم عواد السامرائي “أبو بكر البغدادي”: اختطف 50 جندياً من سبايكر وقتل 7 بأمر الوالي