متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 21 . 11 . 2015 — لأنه يؤمن بأن الفنّ رسالة مجتمع ووطن وأمة، ووسيلة لمواجهة عدوّ يكرّس أدواته كلّها لخدمة مشروعه العدوانيّ، والتي يشكّل الفن أهمها، حمل المخرج السوري العالمي اسماعيل نجدت أنزور راية الفنّ، مستلّاً كاميراه سيفاً لمواجهة مشروع التطرّف الذي يجتاح سورية والمنطقة بأبشع صوَره، وليكرّس دور الفن في المواجهة، وليؤكد أن مقولة «الفنّ لأجل الفنّ» ليست إلا نوعاً من أنواع الترف الفكري، لا تصلح في حروب الوجود حيث الفكر ملعبه الأبرز والفنّ أداته الناجعة.
في إحدى المدارس السورية التي طاولها الإرهاب، حيث لا يمكن رؤية سوى الركام والحطام على مدّ النظر، يصرّ المخرج نجدت أنزور على تخطّي الصعوبات وتحمّل رائحة البارود التي تحيط بالمكان في سبيل مشروعه الذي تبنّاه منذ سنوات في محاربته الفكر التكفيريّ.
رجل معلّق على مشنقة، حولها نساء اكتسين بزيّ أسود من رؤوسهن حتى الأقدام. ورجال بلِحى طويلة، وأطفال علا هتافهم «الله أكبر… الله أكبر…»، هذا الهتاف الذي تردّد لمرات عدّة احتفاء بشنق مدرّس حاول «زعزعة أفكار الناشئة وعقولهم»، وفق خطبة شيخ يتباهى بتنفيذ حكم الإعدام، ويُفتي ببقاء الجثة معلقة ليوم كامل، لتكون عبرة لكلّ من يحاول زعزعة معتقدهم التكفيريّ.
هكذا جسّد مشهد من فيلم «فانية وتتبدّد»، الذي يصوّره نجدت أنزور واقعاً تعيشه مناطق عدّة في سورية، وتخضع لتنظيم «داعش» الإرهابي، والتي تذوق من جنون الإرهاب والقتل الجهنمي الكثير، من دون أيّ اكتراث بأرواح السوريين التي أزهقتها التنظيمات الإرهابية على مرأى العالم، ومن دون أيّ مبالاة دولية حقيقية.
في مدرسة غابت عنها ملامح الروح التعليمية، استطاع نجدت أنزور تحويل بعض من جدرانها إلى لوحات تشكيلية رمزية، بالتعاون مع المصمّم الغرافيكي بديع جحجاح، الذي أبدع برموز ولوحات تشكيلية وألوان غريبة أضافت إلى المشاهد معان ومشاهد أخرى.
حلقة من سلسلة
«البناء» التقت المخرج نجدت أنزور، الذي لم يهدأ للحظة، وحتى فنجان الكمّون الذي أُعدّ له، أحاطه البرد مرات عدّة من دون اكتراثه بوقت يمضي، نظراً إلى شغف المخرج المبدع بمشروعه السينمائي الجديد. وأكد نجدت أنزور لـ«البناء» أن الفيلم جزء من مشروعه المتكامل الذي بدأ العمل عليه منذ عشر سنوات خلت، والذي يعدّه مشروعه الأول والأخير المتجسّد بمحاربة الإرهاب بأشكاله كافة. مذكّراً بأنّ بداية المسيرة كانت في الدراما التلفزيونية من خلال «الحور العين»، «المارقون»، و«ما ملكت أيمانكم»، وكل ما أثير حول هذه الأعمال من نقاشات وسجالات طالت وما زالت مستمرة. وتوّجت في فترة الأزمة السورية بمجموعة من الأعمال تحكي عنها بشكل مباشر وغير مباشر عن الإرهاب، فجاء فيلم «ملك الرمال» الذي بحث في المكان الذي تترعرع فيه تلك الأفكار الخبيثة الدخيلة على الإسلام والمجتمع الإسلامي والعربي بشكل عام.
ويقول نجدت أنزور: «كفنانين، نحن جزء من هذا المجتمع، ولسنا متفرّجين. نتفاعل معه كأيّ فرد واع ووطنيّ يحبّ أرضه وبلده. لذا، أحسست أن هذه الظاهرة المسماة داعش لا يجوز أن تمرّ من دون أن تكون للسينما، بصمة في لبّ موضوعها. فجاءت فكرة مشروعنا عبر فيلم يعكس طريقة تفكير هؤلاء الإرهابيين، ونشأتهم وما يتركه ذلك التفكير من آثار سلبية مدمرة للمجتمع».
وعن رحلة المشروع والتحضير له يقول: «بدأنا بفكرة عامة منذ ما يقارب سنتين مع الدكتورة هالة ديب التي كتبت الفكرة التي حُوّلت إلى عدّة سيناريوات، إلى أن تم التنسيق مع الكاتبة ديانا كمال الدين التي طوّرت نص الفيلم، ووصلنا إلى الصيغة النهائية التي قدّمناها للمؤسسة العامة للسينما. وكان الاتفاق معها على إنتاج الفيلم بمشاركة شركة نجدت أنزور. فالعمليات الفنية ستنفذ في أوروبا من تقنيات وصوت وهي من مسؤولية شركة أنزور للانتاج الفني، وما تبقى من إنتاج كامل داخل سورية من مسؤولية المؤسسة العامة للسينما».
ونوّه نجدت أنزور بأن اختيار الأبطال تمّ بناءً على قدراتهم الفنية وأدائهم المهني المشهود له، من فايز قزق إلى رنا شميس وزيناتي قدسية. فيما المعضلة كانت في اختيار الأطفال. ويضيف: «تم اختيار الأطفال من بين 500 طفل وطفلة تقدّموا إلى الاختبار، ثمّ تدرّبوا في دورة مكثّفة على أيدي مجموعة من الفنانين على رأسهم المخرج عروة العربي.
ولفت مخرج «مملكة الرمال» إلى أن أكثر المشاهد التي تطلّبت جهوداً، تلك التي تضمّ عدداً كبيراً من الأطفال. وأبدى رضاه عن النتيجة التي يتم التوصل إليها، وو متفائل جدّاً بالعمل الموجّه إلى جمهورين على حدّ تعبيره، الجمهور العربي وفي المقدّمة السوري، ثمّ الجمهور الغربي من أميركا وكندا إلى المناطق التي يأتي منها الإرهابيون.
ويؤكد نجدت أنزور أنّ رسائل الفيلم متعدّدة، إذ يحكي عن فسيفساء المجتمع السوري، ومحاولة الغرب تخريبه. وتأتي محاولة الفيلم لنقل رسائل عسكية، مفادها أن هذا التخريب سيمتدّ ويصل إليهم. فالنار لا يمكن أن تلتهم البيت السوري فقط، إنما ستلتهم كلّ ما حولها. وهم معرّضون لها في العقود المقبلة إن لم يتنبهوا ويعيدوا صوغ مجتمعاتهم. فالمهاجر اليوم لا يندمج بالمجتمعات الغربية، إنما يبقى على الهامش. لذا من السهل اصطياده وتوجيهه بشكل خاطئ لتنفيذ أجندات سياسية.
وأضاف أنّ فيلم «فانية وتتبدّد» يعكس وجهة نظر فنّية عن «داعش»، لا كما يُعرض على «يوتيوب» أو في الواقع. إذ يتدخّل العنصر الفني ليقدّم «داعش» في مشهدية فنية مختلفة عن النمط التقليدي، الذي أراد التنظيم الإرهابي أن يقدّم نفسه به.
ويقول نجدت أنزور: «سنعيش مع الفيلم تفاصيل فنية راقية، وفي الوقت نفسه سنشهد رسائل عدّة هامة، مفادها أنّ لدينا إسلاماً معتدلاً وهو المعاش في سورية، وهناك تطرّف يحاول تشويه هذا الاعتدال. كما يوجد بينهما رأي مختلف عنهما. وصوّرت هذه الفئات بخطوط متوازية وعبّرت عن وجهات النظر المتعدّدة إزاء الأزمة بشكل عام، وتركت النهاية مفتوحة للقول إننا لا يمكن أن نقضي على هذا الإرهاب بفيلم ونصور النهاية سعيدة، لأن النهاية ليست سعيدة بكافة الأحوال، حتى وإن كان النصر حليفنا، فهي حزينة كون هذه الحرب خلّفت دماراً للبلد».
ويشير نجدت أنزور إلى أن حكاية الفيلم تركّز على الجانب الإنساني بدرجة كبيرة تضمّنت جملة حوارات مباشرة. كما ساهم العنصر الفنّي في الارتقاء بالحدث والرمز أيضاً، بعيداً عن المباشرة. والفيلم بعيد كلّ البعد عن التصنّع، وسيجذب الأجنبي لأنه سيكشف أموراً جديدة لا يعرفها. وهو ليس فيلماً نخبوياً محصوراً بفئة جماهيرية واحدة، إنما هو موجّه إلى المستويات كافة، بدءاً من الطفولة، ووصولاً إلى عمر تسعين سنة.
ويصرّ المخرج المتألق على أنّ الإضاءة على الدمار الداخلي الذي لحق بالسوريين، هدف من أهداف الفيلم، إذ سيدع المشاهد ينبذ فكر «داعش» من دون أن يخدش عواطفه. ويتحدّث نجدت أنزور لـ«البناء» عن مشهد يحمل رسائل عدّة من خلال عرض نساء مسجونات سبيّات غارقات بدمائهن، تدعوهن إحداهن إلى الصلاة، فيعترضن لعدم طهارتهن الجسدية، لتؤكد لهنّ أنّ نيتهن هي أساس تلك الطهارة، لا الماء. فالخالق يقبل عبده بنيّته فلا الماء هو الأساس ولا المسجد، إنما الأخلاق هي التي تطهر حاملها والتمسّك بإنسانيته بالدرجة الأولى.
عالم الطفولة
لم يهمل نجدت أنزور في رسالته عالم الطفولة الذي اخترقته حياة الحرب، فتغلغلت في فكر كلّ طفل عاش ألمها. وينبّه مخرج الفيلم إلى أن قطاعات السياسة والثقافة وعلم الاجتماع والفنّ، جميعها معنية بإنقاذ الطفولة، وأن الفيلم يعدّ جزءاً من هذا النسيج. كما أن اختيار الأطفال كأبطال في الفيلم، الدليل الأكبر على رسالته التي تنادي بإعادة بناء الطفل، لأنّ الأطفال هم مستقبل سورية. مؤكداً أنه كما بنى إرهابيو «داعش» معسكرات وأقحموا الأطفال فيها، نحن سنربي أبناءنا ونعلّمهم كيف يهزأون بهؤلاء، ويبنون ثقتهم بأنفسهم ليبقوا قادرين على المواجهة والمجابهة، وهذا ما سنزرعه في أبنائنا ونربيهم عليه.
وحول مضيّه في رحلة مشاكسة الإرهاب بفنّه، يفصح نجدت أنزور أنه في هذا الفيلم شاكس كلّ من ساهم في تدمير الوطن. وقال: «لست مع أيّ أمر له علاقة بالدين لأن يدخل في حياتنا اليومية ويؤثر علينا اجتماعياً أو سياسياً. الدين يجب أن يبقى للروح، وبين الإنسان وخالقه، ويجب ألا يدخل تفاصيل حياتنا، لهذا ندعو الناس إلى إعادة التفكير بكل معتقداتهم ومفاهيمهم التي توارثوها».
ولم يكن الحديث بحاجة إلى التنويه بأنّ الصعوبات التي يواجهها التصوير في مناطق تعدّ «خط تماس مباشر»، إذ يلفت نجدت أنزور إلى أنهم تجاوزوها وأحسّوا بأنهم باتوا جزءاً من المكان، ولا يثنيهم أي شيء عن مواصلة الرحلة.
قصّة إنسانية
وعن قصّة الفيلم، تحدثت الكاتبة ديانا كمال الدين لـ«البناء» قائلة: «إنها إنسانية في الدرجة الأولى، وتروي حكاية طفلة في عمر 11 سنة، والدتها مدرّسة لغة عربية وتؤدّي شخصيتها الممثلة رنا شميس، وهي امرأة متدّينة بالإسلام المعتدل المعروف في سورية، والذي يتقبل الآخر ويتعايش مع أطياف المجتمع السوري كلها، بعيداً عن أيّ فكر أو سلوك متطرّفين.
وتتابع كمال الدين: الأم «ثريا» ذات شخصية قوية تعيش مع ابنتها «نور» في ظل غياب الزوج وولديها الكبير «ماهر» المسافر، و«مازن» المجنّد في الجيش العربي السوري. ومن خلاله يضيء الفيلم على تضحيات رجال الجيش وما يقدّمونه فداءً للبلد.
وتتابع: أما شخصية «الأمير الداعشي» «أبو الوليد»، فيؤدّيها الفنان القدير فايز قزق، وهو رجل يفهم اللعبة بشكل جيد، إذ أدّى الدور بكلّ حِرفية وعبقرية. هذه الشخصية التي يهمها سوى الحصول على ثلاثة أمور: السلطة والمال والجنس، والتحكم بمن حولها. فهذا الإرهابيّ يعرف نقاط الضعف والقوة لدى كلّ شخص، لا يتكلم كثيراً، إنما يجد من ينطق بِاسمه ويُفتي له كلّ ما يفعله، وهو الشيخ «أبو محمد» زيناتي قدسية مفتي التنظيم والناطق بِاسمه، وكل ما يقوله ينفّذه الأمير.
لدى «الأمير أبو الوليد» انحراف جنسي، إذ يثيره جزء من جسد المرأة، ويجد ضالته في «كعب قدمها». وعلى رغم امتلاكه سبايا كثيرات، وقدرته على الحصول على أيّ امرأة «يشتهيها»، إلا أن تعلقه بـ«كعب رجل» المرأة شدّه نحو الطفلة «نور» أثناء قفزها أمامه فوق بركة ماء، فيترك كلّ من حوله ويلاحق الطفلة.
وتقول كمال الدين: مع «الأمير الإرهابي»، يجسّد الفنان مجد فضة شخصية مرافقه «أبو دجانة»، والتي تمثل شريحة كبيرة من الشباب السوري الضائع الذي لا يعرف نفسه مع من. فهو ذهب باتجاه «داعش» ولكن قلبه مع بلده. معاناته من الفقر وفقدانه أمه المريضة لعجزه عن تقديم شيء لها لشدة فقره، وبقاؤه وحيداً، كل ذلك يجعله متخبطاً، ليظنّ أنه وجد ملاذه في «أبي الوليد» الذي يتبنّاه كابن له، فأحس أنه الأب الذي فقده بغضّ النظر عن قناعته بما يفعله.
«أبو دجانة» متورّط مع «داعش»، ولكنه في أعماقه يقف مع بلده ومجتمعه الذي تربى فيه. ويعتقد أنه ينصر بذلك الدين الإسلامي. ومنذ البداية، سنشهد الارتجاج في شخصيته، فهو يريد البلد ويريد «الأمير» الذي يمنحه كلّ ما يريده. كما أنه على علاقة قوية بـ«ثريا» والدة «نور» التي ربّته مع ابنها «مازن». ومع تصاعد الأحداث، يخون «الأميرَ» ويخّطط مع «جبهة النصرة» لاقتحام المقرّ بعد اختطاف الطفلة، وينسّق عن طريق «مازن» مع الجيش الذي يدخل أيضاً إلى المقرّ ويحرّر الطفلة. ومع هذا كلّه، سنجد «أبا دجانة» غير قادر على إكمال المهمة وقتل «الأمير».
تتبدّد… ردّاً على تتمدّد!
وعن عنوان الفيلم «فانية وتتبدّد»، تؤكد كمال الدين أنّ اختيار هذا العنوان جاء ردّاً على شعار «داعش» «باقية وتتمدّد». وأن المخرج نجدت أنزور يركّز من اللقطة الأولى في الفيلم، على فكرة التبدّد والفناء برمزية الحبر الذي سنراه ينحلّ في الماء. وهي نظرية الفوضى القائم عليها «داعش». كما أن شخصية «نضال» المدرّس الذي يُشنَق ، فمنصبّة على تعليم الأولاد أن ذاك الشعار الذي يزرعه «داعش» خاطئ. فهو جماعة فانية لا باقية. وهذا ما دفع «نضال» حياته ثمناً له.
وتستطرد كمال الدين: نضيء في الفيلم على الخلافات العقائدية ما بين «داعش» و«جبهة النصرة». ونطرح تساؤلات كثيرة عبر الشخصيات. فعبر «أبي دجانة» نطرح الأسئلة: لماذا يقاتل السوري من أجل أمير يسبي نساءه، ويخطف طفلة، ويجمع الأموال ويسرق الآثار؟ ما قضيتك أيها السوري: قتل سوريّ مثلك؟ وماذا تريد؟
وتتابع كمال الدين: كما طرحنا فكرة تمسّك أفراد الجيش السوري بالقتال والبقاء في صفوفه حتى النهاية. وسنرى حوارات بين أفراده تفضي على لسان أحدهم، إلى أن سورية ليست بحاجة إلى رجال كل واحد منه خائف على مصلحته، إنما إلى لرجال يخافون عليها إجمالاً كقضية وطن لا قضية أفراد. فالحوارات حملت رسائل إلى شباب الجيش، وإلى المقاتلين مع «داعش» و«النصرة»، بأنك سوري فلماذا تحمل السلاح ؟ وإلى أين ستصل؟
الرمزية حاضرة في الفيلم بدرجة كبيرة، سواء بالسينوغرافيا وحركة الكاميرا والحوار. ولا يقدّم أيّ مشهد مجاناً. وكلّ كلمة جاءت في الحوار في مكانها، وفي توظيف معيّن حيث لا مجال لأيّ زوائد أو إطالة مع الفيلم الذي تتراوح مدته ما بين 90 و120 دقيقة بحسب كمال الدين.
وأضافت السينوغرافيا إلى الحوار والشخصيات حضوراً قوياً. الملامح العامة التي حملت رسالته بخطّ متساو مع الحكاية وشخوصها بالتعاون مع المصمّم الغرافيكي بديع جحجاح، الذي أكد لـ«البناء» أن العمل ركّز على الديكور وإعادة تأهيل الفراغ ورسم أشكاله مع وضع اللمسات اللونية التي يحتاج إليها كل مشهد بطريقة غرائبية، وكلّ ذلك بالتنسيق مع المخرج نجدت أنزور.
ولفت جحجاح إلى أن الأساس في عمله كان السواد الذي يحمله علم «داعش»، والذي يتحول إلى حبر ذائب يلغي ما تحته من ألوان، ويشكّل حبراً متّسخاً. ومهمته المساعدة في التكوين العام للمشاهد. ويؤكد جحجاح أنه مع الفيلم عاش تجربته الأولى في عالم السينما، فكان يخترق اللوحة ويدخل إليها لتحيط اللوحة به كانتصار للذات بين أن يستطيع أو لا يستطيع، فسبر مغامرة هو راضٍ عن نتائجها.
وقدّم جحجاح وجهة نظره كفنان، في أن الخطيئة لن تستمرّ، وما يحصل اليوم ليس نهاية التاريخ. «ونحن كشرق لا نستطيع إلا ان نكون أبناء الضوء والنور. وهذه الرسالة التي أحاول إيصالها عبر ما أقدّمه في الفيلم».
وبالعودة إلى المخرج نجدت أنزور، الذي يقف اليوم على نهايات تصوير مشاهد الفيلم، إذ تفصله أيام عن إغلاق عدسة كاميراه، فيشير إلى أن الفيلم سيكون جاهزاً للعرض مع بداية السنة الجديدة. مشيراً إلى خطة عرض كبير له، إذ سيكون الافتتاح في عواصم عالمية، وسيكون الفيلم جاهزاً للعرض في أنحاء العالم كافة، ثم سينتقل إلى سورية.
تجدر الإشارة إلى أنّ الفيلم ضمّ أسماء لامعة من الفنانين السوريين ومنهم: فايز قزق، زيناتي قدسية، عبد الهادي الصباغ، رنا شميس، هناء نصّور، أميّة ملص، بسّام لطفي، رباب مرهج، علاء القاسم، حسام عيد، مجد فضّة، عادل حسّون، علي بوشناق، وعروة العربي.
البناء