الثلاثاء 24 . 11 . 2015
علي هادي الموسوي
تصعيد تركي خطير !! طائرتان تركيتان من طراز “أف 16” هما من أسقطتا طائرة السوخوي 23 الروسية وهي في الأجواء السورية على ارتفاع ٦ آلاف متر !!
بعد اختراقها المجال الجوي التركي حسب تصريح الناطق التركي فيما يؤكد الكريملن بانه اعتداء سافر لن يمر من دون عقاب وانها اسقطت في الاراضي السورية بفعل صواريخ أرض جو حديثة ! وان طاقم الطائرة التي أسقطت تمكن من الهبوط بمظلات الا انه تم أسر أحدهم وقتل الأخرقبل وصوله الارض ..
ان اسقاط الطائرة الروسية سيترك آثار وخيمة وكبيرة على المنطقة ولن يمر دون ردود فعل روسية مناسبة ، وفي رأيي انه ايذانا ببداية مرحلة مواجهة خطيرة جديدة بين الحلف الروسي والامريكي !! ويبقى السؤال الأهم لمذا تم اللجوء الى احتمالية المواجهة الشاملة ؟ وما هي الاسباب التي أدت الى هذا التصعيد الخطير ؟
اعتبرت الولايات المتحدة زيارة الرئيس الروسي بوتين لايران وتصريحاته النارية هي رسالة عدائية موجهة ضدها وان ايران أصبحت حليف ستراتيجي مهم وموثوق به وان روسيا لن تتخلى عن أصدقائها ، لذا حان الوقت لايصال رسالة أمريكية للتحالف الروسي باحترام ميزان القوى في المنطقة المتمثل بالتفوق الاسرائيلي والتركي الحليفان الستراتيجيان للولايات المتحدة !!
في حين لم يذعن الروس للتحذيرات الأمريكية والصهيونية المستمرة من تسليم ايران صواريخ أس 300 المطورة ، وبالفعل تم البدأ في تسليم هذه المنظومة بعد وصول الرئيس بوتين الى طهران
واعلانه الرسمي السماح برفع الحضر النووي والعسكري على ايران بتوقيع اتفاقيات مشتركة لمكافحة الارهاب الدولي ، وأخرى اقتصادية وسياسية وعسكرية تسمح بتصدير أجهزة ومعدات متطورة لمساعدة ايران في تخصيب اليورانيوم والشروع ببناء مفاعل نووي جديد !! فيما أظهرت طهران هي الاخرى شجاعة كبيرة بتحديها الكبير للسياسات الأمريكية المتغطرسة في المنطقة والعالم وبدأت بكسر الطوق الأمريكي والأوربي المتمثل بملف تصدير الغاز الروسي الى العالم بعد سلسلة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية والاوربية على روسيا نتيجة ألأزمة ألاوكرانية وانفصال القرم عنها ، باعلانها انطلاق قمة الدول المصدرة للغاز في طهران وبضم منتدى الدول المصدرة للغاز 12 بلدا. ويبلغ إنتاج الدول الأعضاء 42% من مجمل إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، وتمتلك هذه الدول 67% من احتياطيات العالم من الغاز البالغة 187 تريليون متر مكعب.
وتصل نسبة مساهمة الدول الأعضاء في تجارة العالم من الغاز 85%، وتمتلك 40% من خطوط الإمداد في العام.
وتستأثر روسيا بالمركز الأول من حيث احتياطيات الغاز، حيث تمتلك 49 تريليون متر مكعب، تليها إيران بـ34 تريليون متر مكعب ثم، قطر بـ25 تريليون متر مكعب.!! بعد هذا التسلسل نصل أخيرا الى سوريا والحدث الأبرز في اسقاط الطائرة الروسية واحتماليات المواجهة العسكرية الشاملة !! وكما أشرنا ان التحقيقات مازالت في بدايتها حيث اتهمت تركيا الروس بخرق الأجواء التركية فيما صرح الكريملن بان الطائرة الروسية كانت في خط متوازي على الحدود السورية التركية ، ولديه معلومات مؤكدة تثبت أن إسقاط الطائرة الروسية تم فوق أراضي سوريا وعقب بان طائرة السوخوي لم تسقط بالطائرات التركية بل تم اسقاطها بفعل صواريخ أرض جو المتطورة والتي تم تزويد المجموعات الارهابية بها بواسطة ثلاث دول وهما تركيا وقطر والسعودية !! والجدير بالاشارة بان المعلومات الآولية تشير بان حركة أحرار الشام المدعومة من قبل تركيا هي من أسرت الطيار الروسي في داخل الأراضي السورية ! وان هذه الحركة تعتبر الذراع التركي في سوريا ويراد لها ان تكون أحد الأطراف السياسية في المرحلة الانتقالية !!! فيما تشير المعلومات عن مقتل الطيار الروسي الآخر بيد الارهابيين ؟ وسواء تم اسقاط الطائرة بواسطة المقاتلات التركية او بواسطة المجموعات الارهابية المدعومة من تركيا فالنتيجة تبقى واحدة وهي ، ان تركيا عضو مؤسس في حلف الناتو وانها لم تقدم على هذا الفعل قبل حصولها على الضوء الأخضر ايذانا ببدء مرحلة جديدة ومحتملة مع الروس قبل الشروع في مفاوضات فينا القادمة !؟
كل هذه النقاط تشير الى انزعاج التحالف الأمريكي من الوجود الروسي والايراني في سوريا و ينبغي عدم السماح لهما بالتعامل مع سوريا وكأنه ملك شخصي لهما حسب النظرة الأمريكية ! ولهذا تريد تركيا والزعران الذين معها ايصال رسالة واضحة لروسيا وايران باننا لن نتخلى عن مكاسبنا في سوريا وعليكم أن تفهموا باننا جزء من المعادلة وان اصراركم على بقاء الرئيس الأسد سيعقد الحلول وسيأخذنا الى مواجهة حتمية باشعال المنطقة كلها !! وفي مقابل ذلك أعلنت كل من روسيا وايران وسوريا ان من لم يستطيع أخذه بالقوة لا يمكن فرض ذلك بالمفاوضات ! خاصة وان مؤتمر فينا القادم سيكون له الكلام الأخير حول المرحلة الانتقالية والتي يصر الرئيس الأسد بان لا وجود لمرحلة انتقالية قبل القضاء على المجموعات الارهابية مما زاد من شعبية الرئيس ألاسد خاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوري على الأرض وهي كفيلة بابقاء الرئيس المنتخب بشار الأسد في منصبه بارادة شعبية شاء من شاء وأبى من أبى والأيام القادمة ستشهد على ما نقول ..