الأربعاء 25 . 11 .2015
عبد الجبار نوري
ثمة مستغرب حين يكون ( الحلم ) ممنوعاًعلى العراقيين !، في أيام الحكومات المستبدة على وطننا الحبيب وما أكثرها ، جاء متطفل وصولي إلى القائد الرمز ليخبرهُ ” سيدي أنّي حلمتُ أنك ستموت غداً فأحذر وأحترس ” فأمر بأعدامه قائلاً لهُ من سمح لك أن تحلم !!! .
فالأحلام والأمنيات كثيره مع الحسرة والغصة تزدحم بآلاف الأسئلة ، لماذا ؟؟؟ ولماذا لم نساوي حتى موزمبيق أو جزر المحيط الهادي النائية ، مع توفر مقومات الدولة السياسية ذات السيادة من تأريخ عريق وشعب بحجم أمة وجغرافية تسع موقعاً ستراتيجيا في التأثير والتلاقح مع حضارات العالم ، وللأسف الشديد لم يكن أصحاب القرار منذ التأسيس لحد اليوم طلاب ( دولة ) بل وجدتهم طلاب (سلطه ) ، وأنّ أحلامنا متواضعة لا ترقى التشبه بطوكيو ودبي ( الذي قال حاكمها زايد في سنة 75 وهو يخاطب شعبه (سوف أجعلكم مثل البصرة أنشاء الله ) .
ولم أجد قائدا أو حاكماً من قادة القرار السياسي يستحق أنْ تُدقْ لهُ الأجراس ، سوى الزعيم الشهيد الخالد ” عبد الكريم قاسم ” فهو المثل الأعلى لشريحة واسعة من الشعب العراقي لنشره ثقافة المواطنة وتطبيق مشروعه التحرري ، فهو أبو الفقراء والطبقة المتوسطة من دون أن يلحق ضرراً بالأغنياء ، وعاش في الخاكي ومات بالخاكي ، ومن مستلزماته التي تركها ( أرثاً ) بطانية فتاح باشا وسفرطاس ، وكأنه يردد قول الأمام علي ( لقد أخذتُ من دنياكم طمرين ، ولطعامي قرصين ) ، وللأسف لم يظهر بعد هذه الجذوة الوضاءة غير الظلام والعبودية والفقر ولأربعين سنة شرب العراقيون من حروبه العبثية والموت المجاني ومعاداة العالم وحصار أقتصادي وتضخم هائل جرّ الدينار العراقي إلى الصفر ، وسلموا الوطن الحبيب إلى المحتل الأمريكي ، الذي جلب معه وعلى ظهور دباباته ما يسمون أنفسهم بالمعارضة ، فحكموا بالمحاصصة ومزقوا الشعب إلى طوائف وأحزاب وكتل وميليشيات ، أهدروا وضيّعوا ثروة البلاد ، وفتحوا أبوابه لداعش الأرهابي ، ليفرض على الشباب تيار” الأسلام المتشدد الوهابي” .
وكانت أمنياتنا التي قد نحلم بها { أن يحمل الوزير العرافي أحاسيس ومشاعر ووطنية وزير التجارة المنغولي ( أولان باتور ) الذي أحرق نفسه بسبب غلاء المعيشة في وطنه } ونحن لانريد أن يحرق نفسه بل يستقيل على الأقل عندما تزكم الأنوف رائحة فساده المالي والأداري ( عمي ما أنريد العنب أنريد سلتنا ) ، بالوقت الذي صار وزراء تجارتنا ” كوابيس أحلامنا ” من تهريب وزير التجارة ( فلاح السوداني ) الذي أتهم بهدر المال العام ، وهروب وزير التجارة الحالي الأفندي ( ملاس محمد أمين ) ومعه ملفات وزارة التجارة المنكوبه ولا زال هاربا لحد الآن !!!.
وأذكّرْ حكومات الغفلة ، والمقبولية – والقافزة على صناديق الأقتراع – بالمناضلة اليسارية البرازيلية ” ديلما روسيف ” التي فازت بالولاية الثانية بمحبة الناخبين بنسبة 41 % من الأصوات ، ونزلت بشعارها ” سياسة تغيير البرازيل ” سمحت ب40 مليون فقير بالأرتقاء إلى الطبقة الوسطى ، وحصول 14 مليون برازيلي على المنازل الشعبية – بدون كومشن طبعاً – تحت عنوان ” منزلي حياتي “فهل تشبّه بها قادتنا ؟ كلا لأنّ الفارق كبير للوصول لهذه المسؤوليه ، فروسيف حصلت على كرسي الرئاسة حين رهنت أغلى ما عندها من شرف وعفة وأنتماء لوطنها ،أما عندنا (ا الكرسي )معروض في مزاد العهر الساسي، لمن يدفع به أكثر !!!
أما عن بغداد حبيبتي فحديثها ذو شجون ! ، أليس من حقنا أنْ نتغنى بها ونحلم بها كغادة حسناء تبدوا لنا كمدينة ملائمة للعيش البشري ،وهذا هو الجواهري يقول في دجلتها{ يا دجلة الخير يا أطياف ساحرة // يا خمر خابية في ظل عرجون } وشاعر العذارى علي ابن الجهم يقول فيها { وبتنا على رغم الوشاة كأننا // خليطان من ماء الغمام والخمر } وللأسف لم نعطيها حقها في العهد الديمقراطي الجديد ، بل لم يرعوا أمنائها على ( الأمانة ) التي سميتْ ب( أمانة بغداد ) ، علماً أنّ ( الأمانه ) شرعنت في القرآن الكريم – سورة الأحزاب /72 .
ففي عهد أمينها الدكتور صابر العيساوي ، بين 2005 – 2012 أشبعنا أمنيات وتفاؤلات ( ديماغوجية ) سوف ننجز و سنعمل!!! من مشروع معسكرالرشيد المتنوعة الخدمات إلى تأهيل شارع الرشيد التراثي ، ولم نرى سوى جعجعة بلا طحين ،( وصبغ أرصفه ، والتبليط بالرغم من تخسفات الشوارع ( ويشهد شارع الصناعة الذي بُلط لثلاثة مرات بالرغم من التخسف الذي يعانيه.
وأتهم بهدرمليار دولارمن المال العام وحكم سنة من قبل محكمة النزاهة ( يا بلاش الديمقراطية سنه مقابل مليار دولار )، أنا لا أتهم الرجل بالفساد لتبرئته من قبل محكمة التمييز في 6-1-2015 ومن خلال أستجوابه ولأربعة مرات من قبل البرلمان ويخرج(مقنع لأغلبية من النواب)وتقديمه للأستقالة من منصبه ولأربعة مرات حيث قُبلتْ في الأخيرة ، ولكن قد يكون غير مهني وغير تكنوقراطي تنقصه الكفاءة في الأدارة وتحصيله العلمي فلسفة الزراعة ويكون مكانه الطبيعي في وزارة الزراعة ، تحتاج أمانة بغداد إلى تخصص بالهندسة المدنية ( حسب الرجل المناسب في المكان المناسب ) وفقدان ثقافة المواطنة عند الذين يحيطون به ،وتشويش وكيله عبعوب الوسيم على وجوده ، وهذا لا يبرر أدانته بسوء الأدارة لأمانة بغداد وهو قد طبق المحاصصة(المتّبعة)عند كابينة الحكومةالأتحادية في تعيين مدراء البلدية سني للأعظمية والكرخ ، وحيدري وموسوي للرصافة عفوا من أستعمالي لهذه الألقاب فهي ( للمثل لا للحصر ) — ما هكذا تورد الأبل يا عيساوي؟ .
وأين أنتِ يا أمينة بغداد المهندسه ذكرى علوش من أعمار بغداد وعندك ألف مشروع متوقف في بغداد ، وغرقت بغداد في عهدك ، وارجو أن تكلفي نفسك وتلقي نظرة على ” أنفاق السعدون “وتري بعينيك كيف ان المياه الآسنة قد سدت الأنفاق وأصبحت ( مكباً ) لأكداس الأزبال ،وعند تعيينك قلنا ( ما يجيبها ألا نسوانها ) وللأسف كان هو الآخر حلما وكابوسا مزعجاً — أحلف كافي بعد ما أحلم بطلتْ !!!