السيمر / الخميس 10 . 12 . 2015
محمود كامل الكومى / مصر
حين يحدثك الإخواني عن الإنسانية فأعلم أنه عجز عن قتلك .. وحين يستجدي مشاعرك فأعلم أنه فشل في إرهابك ..
وحين يكلمك عن الشرعية فثق أنه فشل سياسيا ..!
شياطين تمشى على الارض…… بالضبط هذه سمات الأخوانى التركى “رجب طيب أردوغان “.. و إزاء فشله الذريع وعجزه فى أن ينفذ الى مصر بعد ثورة 20 يونيو 2013 التى قضت على حكم الإخوان , متخفيا وراء وجوهه الثلاث المتشحه برداء الانسانيه واستجداء المشاعر الفياضه والشرعيه والتى تخفى ورائها القتل والارهاب نحو سياسات هدفها صالح الصهيونيه العالميه وتحقيق أهداف الإمبرياليه نحو شرق أوسط جديد تقوده اسرائيل بآلية تسعير نار الفوضى الخلاقة فى الوطن العربى , على أمل تحقيق حلم الخلافة العثمانية ولو فى النذر اليسير , وعلى أمل الانضمام الى الاتحاد الاوربى كهدف ناضل من أجله سنين , ويبقى فشله السياسى الذريع فى سوريا جليا ً, حين عجز عن قتل ارادتها بصمود جيشها وقيادتها , وفشل ارهابه من خلال تمويله لكل حركات الارهاب فى العالم ومساعدته لها فى الدخول الى الأرض السورية لتفتيتها وبث الفوضى فيها ,وتمويلها ا لوجستيا ومدها بالعتاد , وتبعا لذلك فشل سياسته فى فرض حظر جوى وانشاء منطقه منزوعة فى الأراضى السوريه المحاذيه للحدود التركية , خاصة بعد دخول الطيران الروسى على الخط ومساعدته للجيش العربى السورى فى تطهير أراضيه من كل قوى الارهاب التى ارسلها اردوغان لتعيث فساداً على الأرض السورية , فقلبت الموازين فى تركيا وتبعا حلف الناتو , وأفشلت سياستها فى الارهاب والقتل المتشحه برداء الانسانيه و استجداء المشاعر والشرعيه على النمط الأردوغانى الصهيونى الاستعمارى ,وغدى اردوغان وحكومته الأخوانيه “شياطين تمشى على الأرض”.
اِزاء هذه المتغيرات وفشل السياسه التركيه فى سوريا ومن قبل مصر حين سقط حكم الاخوان فيها وهى التى كانت تعول عليه فى تنفيذ سياستها المواليه للاستعمار والصهيونيه واستخدامه فى تنفيذ المؤامره الكونيه على سوريا ,وافتضاح كل كلامها المعسول عن الانسانيه والشرعيه التى كانت تستجدى به المشاعر من اجل القتل والارهاب … سار الشيطان يسعر ناره الشيطانيه بكل سفور ووقاحه على الأرض العراقيه ليعوض فشله الذريع فى مصر وسوريا وكشفت تركيا عن وجهها الحقيقى فى القتل والارهاب بكل وضوح وعن خطى سياستها الاستعماريه تجاه الدول العربيه , وأرسلت تركيا قواتها العسكريه الى الموصل فى الشمال العراقى بدباباتها ومدافعها وكاسحات الغامها وصارت الاراضى العراقيه “سداح مداح” تستبيح حرمتها القوات التركيه , ومن قبل حين دخل الطيران التركى الأجواء العراقيه , لضرب مقاتلى حزب العمال الكردستانى , ليثبت حقيقة أن الاتراك حاولوا وما زالوا يحاولون المسّ بوحدة الجغرافيا والديمغرافيا للدولة العراقية من خلال السعي للسيطرة والنفوذ على مساحات جغرافية من شمال العراق .
ويبدو وجه الاحتلال التركى لأراضى العراق سافراً حين أعلن “أوغلو” صراحة عن أن القوات العراقيه دخلت الموصل ولن تخرج , فيما تبدو السياسه العراقيه طيعه ولينه تجاه هذا العدوان ولم تتخذ أى طريق لمقاومته وطرد القوات التركيه الغازيه , فلاهى أبلغت مجلس الأمن ولا المجتمع الدولى ولا فعََلت قواعد القانون الدولى تجاه هذا الاعتداء الصارخ , وبدى تفويض الحكومة العراقيه لرئيس الوزراء “حيدر عبادى” باتخاذا الاجراءات تجاه هذا العدوان “وكأنه ذر للتراب فى العيون , وبدت الميوعه والليونه فى لقاء مرتقب فى أنقره بين وزير الدفاع العراقى وحكومة الاحتلال التركى ,وكأنها طوق النجاه – ولاهى أتخذت سبيلا للمقاومه العسكريه تجاه قوات الغزو ,ولا عبأت قواتها وحشدها الشعبى للذود عن تراب الوطن العراقى تجاه القوات الغازيه التركيه , وبات واضحا أن أمريكا راضيه عن وجود القوات التركيه فى العراق ,وأن اعتماد الحكومة العراقيه على التحالف الأمريكى لضرب الارهاب الداعشى الذى تموله تركيا هو كذبه كبرى ومؤامره نسجت خيوطها أمريكا وتركيا وأستجابت لها الحكومه العراقيه , التى سربت أنباء عن أن هناك نفر من الحكومه قد طلب من القوات التركيه من قبل , هذا الغزو , الدخول لتدريب المقاتلين من الجيش العراقى ضد داعش .
على الجانب العربى – لم يكن هناك من ادانة للعدوان التركى سوى تصريح على استحياء من الأمين العام للجامعه العربيه ” نبيل العربى” يعلن ادانة الجامعه للغزو التركى للعراق ويطالب الحكومه التركية بمغادرة قواتها الاراضى العراقيه منهياً تصريحة بأن الجامعه العربيه يدها مغلوله عن الفعل ,فى تناقض مع فعلها حين اتخذت قرارها تجاه ليبيا بتفويض مجلس الأمن فى اتخاذ قرار بشأن التدخل الدولى فى ليبيا وكذلك قرارها بتعليق عضوية سوريا فى الجامعه العربيه بضغط من حكومات السعوديه وقطر, حيث تبدو حكومتي هاتين الدولتين فى وفاق مع تركيا فى غزو قواتها لأراض عراقيه بحجة الوقوف ضد المد الإيرانى فى العراق, وحتى لايقضى على تنظيم داعش الذى يلقى كل الدعم السعودى والقطرى والتركى معاً .
وبناء على ما سلف بيانه .. لايبقى أمام الشعب العراقى اِلا الاعتماد على ذاته وتوجيه بوصلة حكومته الى الطريق الصحيح طريق المقاومه , لعلها تستفيد من عبر التاريخ القريب جداً والماثل الآن .. ومن هنا يجب :
1- أن تدرك كل مكونات الشعب العراقى سنيه وشيعيه – اسلاميه ومسيحيه – عربيه وكرديه – أن العراق واحد , وأن تجزئة العراق هى الهدف الاستعمارى الأمريكى التركى الصهيونى وحتى القطرى والسعودى بل وهدف دول مجلس التعاون الخليجى ذاته .
2- أن التاريخ القريب والماثل , قد أثبت أن التعامل مع الولايات المتحده الأمريكية قد أفضى الى ماصارت اليه العراق الآن وأن الامبرياليه الأمريكيه ترمى الى جعل العراق بؤرة صراع دائم ولاتبغى استقراره خدمة لمصالحها وأمن اسرائيل ولتهديد ايران ونقطة وثوب على روسيا .
3- يجب على الحكومه العراقيه أن تدرك أن مرحلة صدام حسين قد أنتهت وأن ماوقع فيه صدام من أخطاء , قد قوبل بأخطاء شيده من جانب من تحالفوا ضده مع الغزو الأمريكى للعراق , وعلى ذلك فالطريق لطي هذة الصفحة ,وفتح صفحة جديدة مع كل أطياف الشعب العراقى بما فيهم البعثيين ,يجب أن تبدأ الآن .
3 – وعلى الحكومة الكرديه فى كردستان العراق ,أن تدرك أن أمريكا اذا كانت قد ساعدت على تواجدها فى العراق ليس من اجل دوله كرديه واحده , فهى لن تسمح بدوله كردية على الأراضى التركيه أبداً , وأنما كان مساعدتها لأكراد العراق من اجل تفتيت العراق وتسعير ناره و مد الجسور مع النظام الصهيونى لجر العراق كله الى ذلك- والدليل على ذلك أن كوبانى “عين العرب” كادت تسقط فى سوريا بسبب داعش الذى تموله وترعاه تركيا وقطر بأوامر أمريكيه وأن الأكراد فى سوريا يقتلون بسبب ذلك , وأن القوات التركيه فى الموصل , موجوده لتكون خنجرا مسموما فى ظهر الأكراد.
4- أن الحكم الذاتى لأقليم كردستان العراق فى أطار فيدرالى عراقى هو أقصى حلم للأكراد , ويجب أن يستمر فى فلك الدوله العراقيه الواحده ,وأن التفكير فى الأستقلال سيقضى على هذا الحكم الذاتى , وسيجعل الأتراك ينفذون مخططهم الإجرامى بإبادة الأكراد , كما فعلوها مع الأرمن .
وعلى ذلك لايبقى أمام الحكومه العراقيه , اِلا أن تتخلى رويدا رويدا عن الاعتماد على القوات الأمريكيه وأن تطلب من الروس المساعده فى محاربة الأرهاب على اراضيها متخذة من النجاحات التى حققها االطيران الروسى فى سوريا والفشل الذى حققه طيرات التحالف الامريكى فى العراق وسوريا مبرراً لطلبها , أن تواجد الطيران الروسى فى العراق سيساعد القوات العراقيه فى تنظيف اراضيها من الارهاب وسيجعلها فى قدره تمكنها من طرد القوات العراقيه من الموصل , خاصه وأن تواجد الطيران الروسى فى السماء العراقيه سيكون مصدر رعب للحكومه التركيه , وبغير ذلك سيشكل الغزو التركي خطرآ كبيرآ على مستقبل الدولة العراقية سياسيآ وامنيآ وجغرافيآ وديمغرافيآ ،وخصوصآ بعد اتضاح حقيقة التعاون بين الاتراك وتنظيم داعش الذى اثبتته روسيا وسوريا .
أن الشعب العراقى مطالب أكثر من أى وقت مضى أن يثبت حقيقة الوحده بين مكوناته وأن يتجاوز المحن والمصاعب ويرتفع على كل الجراح , وأن يتغنى بأغنيات المجد والفخار , حتى يدحر أخر المؤامرات التى تتبناها القوات التركيه على أرض الرافدين , وتبقى بغداد يا قلعة الأسود هى أغنية الخلود التى سيتغنى بها كل الشعب العربى .
كاتب ومحامى – مصرى
بانوراما الشرق الاوسط