متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الأربعاء 16 . 12 . 2015 — السعوديون يحبون التحالفات فقد تحالف النظام الملكي السعودي السني مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين ومستوردي النفط الآخرين لدفع جحافل صدام حسين من الكويت عام 1991. وفي وقت سابق من هذا العام، قام الجيش السعودي والذي يقوده اصغر وزير دفاع في العالم بشن حرب على اليمن بعد تحالف آخر ولم تقتصر هذه الحرب على القاذفة المقاتلة السعودية ولكن اتت الطائرات من قطر والإمارات والكويت والبحرين ومصر والأردن والمغرب والسودان.
ولكن الآن – مع كل الدراما الهوليوودية الجديدة – اعلنت السعودية تشكيل ملحمة عسكرية جديدة متعددة الجنسيات ضد “مرض” “الإرهاب” ابطالها الدول الإسلامية التي لم تجتمع على شيء منذ زمن الرسول. مرة أخرى، كما هو الحال في مغامرة اليمن التي تعاني بالفعل من كارثة إنسانية وحسابات موثوقة من ذبح للمدنيين في ظل الهجمات الجوية السعودية ..الأمير محمد، البالغ من العمر 31 عاما يقود بلاده.
بكل جدية، أعلن هذا التحالف معركته و الذي يضم كيانات أسطورية مثل “فلسطين”، و فاسدة مثل أفغانستان وعاجزة مثل لبنان، مع المفلسة تشاد وجمهورية جزر القمر الإسلامية التي تتطلب “جهدا كبيرا جدا لخوض حرب”. ومع ذلك لوحظ غياب إندونيسيا، التي لديها أكبر عدد من المسلمين في العالم.
هذا أمر غريب جدا، فمنذ تفجيرات بالي عام 2002 والتي قتل فيها 202 مدنيا معظمهم من الأجانب التي تبناها تنظيم القاعدة ودخولها الحرب ضده فبالتأكيد اندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها السنة أكثر من 200 مليون نسمة، قد يكون لها مصلحة في الانضمام إلى المسلمين السنة زملائهم في هذا “التحالف” الذي لم يسبق له مثيل؟ أو يمكن أن يكون ذلك.. مع أكثر من 30 خادمة اندونيسية من المحكوم عليهم بالإعدام في المملكة العربية السعودية بعد محاكمات جائرة على نحو بشع، البلد يريد وضع حد لهذا الظلم قبل ارسال جيشه إلى المملكة؟
باكستان هي الاخرى إضافة مثيرة للاهتمام لأنه آخر مرة طلبت فيها السعودية من باكستان مساندتها في حرب اليمن الكارثية رفض البرلمان في إسلام أباد طلب المملكة العربية السعودية بعد أن أصرت السعودية أن الجنود المسلمين السنة هم الوحيدون في الجيش الباكستاني الذين سيسمح لهم بالمشاركة.
في المحصلة النهائية فهو تحالف كبير جدا معظم منتسبيه عبارة عن كيانات مثقلة بديون دولية هائلة و عرضة للانهيار الاقتصادي المستمر لذلك فان السؤال الملح هنا ليس عدد الدول التي ستشارك ولكن كم من الملايين – أو البلايين – من الدولارات التي تخطط المملكة العربية السعودية لدفعها لهم للحصول على المساعدة العسكرية الأخوية الخاصة بهم.
والسؤال الاخطر الذي يطرح نفسه .. من هو التيار الارهابي الذي ينوي الامير الشاب محاربته ؟؟ اهو داعش الذي يتشارك مع المملكة بمذهبها الوهابي ام جبهة النصرة التي تعتبر قرينة دولة قطر .. حقا انه تحالف غريب من نوعه.؟؟ ام الحوثيين الشيعة في اليمن، الذين تعتبرهم المملكة إرهابيون وتدعم الرئيس اليمني الهارب ضدهم؟ أي نوع من العلاقة تتصورها السعودية مع الإيرانيين الذين يقاتلون في كل من العراق وسوريا ضد نفس “الإرهاب” الذي حدده الأمير السعودي كجزء من المرض؟ لا إيران ولا العراق الشيعة هم جزء من جيش المسلمين الدولي الجديد.
لذلك نحن نعرف ان هناك تحالف ولكن ضد من سيقاتل هذا التحالف؟ وكم هي المبالغ التي ستدفع له ليقاتل؟ ولما هو التحالف السني بدل ان يكون “التحالف” الإسلامي؟
بانوراما الشرق الاوسط