الرئيسية / الأخبار / “سيمور هيرش” يكشف معلومات خطيرة عن الحرب على سوريا

“سيمور هيرش” يكشف معلومات خطيرة عن الحرب على سوريا

المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الأربعاء 23 . 12 . 2015 — نقل الكاتب الصحافي سيمور هيرش عن مصدر سابق في البنتاغون أن الرياض لم تكن المشكلة الوحيدة أمام التوقف عن تسليح الجماعات المتطرفة في سوريا، فالاستخبارات الأميركية جمعت معلومات تثبت بأن حكومة أردوغان دعمت جبهة النصرة لسنوات، وأنها اصبحت تقوم بالشيء نفسه مع داعش.
الجيش الأميركي غير راض عن سياسة أوباما تجاه سوريا. هناك قناعة لدى البنتاغون أن أنقرة بمساعدة واشنطن قدمت مساعدات تقنية ولوجستية لتنظيمي “داعش” و”القاعدة”.
هذه ليست سوى عينة من المعلومات السرية والخطيرة التي كشف عنها الكاتب الصحافي الشهير سيمور هيرش ضمن مقالة تحليلية في “لندن ريفيو اوف بوكس” London review of books .
في مقالته المطولة التي حملت عنوان “جيش لجيش” يرفع هيرش الستار عن كثير من خبايا الحرب على سوريا استناداً إلى مصادر عليمة، ويقول إن قيادة الجيش الأميركي حذرت أوباما من أن الإطاحة العنيفة بالرئيس السوري ستغرق البلاد في الفوضى، وبالتالي ستصبح مرتعاً للإرهابيين، إلا أن تصرفات أوباما جعلت البنتاغون ينقسم إلى مجموعتين، وغير الراضين عنه يزدادون يوماً بعد يوم.
يكشف هيرش أن معارضة المؤسسة العسكرية الأميركية لسياسة أوباما في سوريا تعود إلى صيف عام 2013، عندما توقع تقرير سري للغاية قامت بإعداده وكالة الاستخبارات الدفاعية وهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي تحت قيادة الجنرال “مارتن دمبسي” آنذاك، أن يؤدي سقوط نظام الأسد إلى الفوضى وربما سيطرة “الجهاديين” على سوريا، كما كان يحصل في ليبيا. وينقل الكاتب عن مستشار رفيع سابق في هيئة الأركان المشتركة أن الوثيقة استندت إلى معلومات تم جمعها من الأقمار الصناعية والعناصر الاستخبارتية على الأرض، وأنها كانت متشائمة إزاء إصرار إدارة أوباما على مواصلة تمويل ما يسمى بجماعات المعارضة المعتدلة.
وقال: “إنه في تلك المرحلة، كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تتعاون لأكثر من عام مع المملكة المتحدة والسعودية وقطر من أجل نقل الأسلحة والعتاد من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، وذلك بغية الإطاحة بالأسد. كما افاد أن الوثيقة وصفت تركيا بالتحديد بالعقبة الرئيسة لسياسة أوباما حيال سوريا، حيث نقل عن المستشار السابق في هيئة الأركان المشتركة أن “تركيا استمالت البرنامج الأميركي السري لتسليح ودعم “المتمردين المعتدلين” الذين كانوا يقاتلون الأسد” وبالتالي تحول هذا البرنامج الى برنامج ينقل التقنيات والسلاح واللوجستيات الى جميع قوى المعارضة في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة وداعش. وتحدث عن تلاشي ما يسمى المعتدلين، حيث جاء التقييم بأنه لا توجد معارضة معتدلة قابلة للحياة وأن الولايات المتحدة بالتالي تسلح المتطرفين.
ونقل الكاتب عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية مايكل فلين ، الذي ترأس الوكالة بين عامي 2012 و2014، تأكيده بان الوكالة التي كان يديرها بعثت سلسلة من التحذيرات السرية الى القيادة المدنية حذرت فيها من العواقب الوخيمة للاطاحة بالأسد، حيث حذر الأخير بحسب الكاتب من أن “الجهاديين” هم الذين يسيطرون على المعارضة، كما نبه إلى ان تركيا لا تقوم بما يلزم لوقف تهريب المقاتلين الأجانب والأسلحة عبر الحدود.
الكاتب تحدث أيضاً عن اتصالات جرت بين هيئة الأركان المشتركة الأميركية والروسية طوال فترة الحرب السورية، وأشار الكاتب الى مجالات تعاون كثيرة بين روسيا والولايات المتحدة بمحاربة داعش، حيث تطرق الى العديد من قيادات داعش الذين قاتلوا لأكثر من عقد من الزمن ضد روسيا في الحروب الشيشانية. ونقل عن المستشار السابق قوله بأن “روسيا تعرف قيادة داعش ولديها معرفة بأساليبها العملاتية والكثير من المعلومات الاستخبارتية لتتشاركها”.
وخلص الكاتب الى أنه بات لدى أوباما بنتاغون أكثر طواعية اليوم، حيث لن تكون هناك أي تحديات غير مباشرة من قبل القيادة العسكرية لسياسة أوباما الداعمة لأردوغان. وفي النهاية تحدث الكاتب عن تحذيرات متكررة من قبل هيئة الأركان الأميركية المشتركة ووكالة الاستخبارات الدفاعية للقيادة في واشنطن من التهديد الجهادي في سوريا ودعم تركيا له، متسائلاً عن سبب عدم استماع البيت الأبيض لهذه التحذيرات.

اترك تعليقاً