المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الاحد 03 . 01 . 2016 — القى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، كلمة في حفل تأبيني نظمه “حزب الله” للعلامة المجاهد محمد خاتون، فتوجه إلى عائلة العلامة المجاهد الشهيد نمر باقر النمر وأهله الكرام وقال: “اعزيهم في الشهادة المظلومة لهذا العالم الجليل والشجاع، وابارك لهم هذه الشهادة التي هي ارث الانبياء ومدرسة كربلاء التي ينتمي اليها”.
واوجز السيد نصر الله علاقته بخاتون قائلا: “معرفتي باخي العزيز خاتون، تعود إلى بدايات 1970، كنا مجموعة من الشباب صغار السن، التقينا في حوزة النجف الأشرف، جمعتنا حوزة النجف وطلب العلم، ومن الله علينا بأن القى بنا بين يدي وبرعاية انسان مؤمن ومخلص وتقي ومجاهد وأب واستاذ ومرشد، هو سيدنا الشهيد السيد عباس الموسوي، هذه كانت من نعم الله علينا”.
اضاف: “كان خاتون من أوائل من التحق بالمقاومة، ولبس الثياب العسكرية، لدخولنا مرحلة عسكرية جديدة. بطبيعة الحال، تشكيل المقاومة وحزب الله، كان بحاجة إلى كادر يتحمل المسؤوليات، واحدة منها العمل العسكري، كانت بحاجة إلى من يحمل المسؤولية في البعد التحريضي على الجهاد، في وقت كانت تسود فيه ثقافة الهزيمة والإيمان بالضعف، والشك بالقدرة على مواجهة الإحتلال والقدرة على تحرير الأرض.
منذ البداية كان خاتون من المسؤولين الأوائل في هذه المقاومة، تولى مسؤوليات مهمة جدا سواء في تشكيلة منطقة البقاع، ثم مسؤولا لمنطقة الجنوب، ثم البقاع، ثم مسؤولا ثقافيا مركزيا، مسؤولا للشمال والجبل المنطقة الخامسة، وفي السنوات الأخيرة، فضل أن يعود إلى المكان الذي يرغب أن يعمل فيه مع الناس والمؤمنين، والتواصل المباشر، وأن يبتعد عن المهام المباشرة العسكرية، الذي فيه عبء كبير.
في كل الأحوال أمضى سنواته الأخيرة بين الناس خطيبا، ومبلغا، ومحرضا على الجهاد في سبيل الله، وصوتا للوعي، والوحدة والتقوى والقيم الأخلاقية التي كان يجسدها خير تجسيد”.
قال السيد حسن نصر الله ان “احدا لن يستطيع ان ينال من مسيرة المقاومة وحزب الله. لا من المعنويات والعنفوان والكرامة، وقوة عزمها، ولا من تصميمها القاطع على مواصلة الحضور في كل ساحات التحدي، في كل مكان فيه تضحية في سبيل الله”.
اضاف: “هذا يقين بأن هذه المسيرة كانت لله، وستبقى لله، والله حافظها ومعينها”.
اعتبر السيد حسن نصر الله ان الدولة التي “نشأت في أرض شبه الجزيرة العربية، أرض الحرمين وأرض رسول الله وأرض المجاهدين الأوائل، سميت بهتانا وتزويرا بالمملكة العربية السعودية، أرض الإسلام تسمى بإسم عائلة آل سعود، عاشت وفرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر والقتل والترهيب”.
اضاف: “ان في تلك الأرض ممنوع النقد والإعتراض والنقاش، لذلك نحن اليوم، أمام حادثة مهولة، حادثة ضخمة جدا، آل سعود ممكن أن يكونوا قد استخفوا بما أقدم عليه.
فالإقدام على جريمة اعدام الشيخ نمر النمر ليست حادثة يمكن العبور عليها هكذا، هم مخطئون كالعادة”.
وسأل: “لماذا أعدموا الشيخ النمر، ما هو ذنبه وجريمته؟، هل استطاع القضاء السعودي أن يثبت أن النمر حمل سلاحا، أو قاتل بالسلاح سواء بشكل شرعي أو غير شرعي؟ هل أنشأ مجموعة مسلحة؟، هل دعا إلى القتال وحمل السلاح، أم ان مساره سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية بالتحديد، مثل العلماء والقادة في البحرين الذين يجز فيهم في السجون؟”.
اضاف: “لماذا الإصرار على الإعدام في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة؟ علما ان الملك كان يستطيع أن يعفيه ويريح الناس، ويمد الجسور. هذا الاعدام يحمل للعالم العربي والإسلامي رسالة دموية مفادها أن النظام السعودي لا يعنيه لا عالم اسلاميا، ولا طوائف اسلامية ولا رأي عام دوليا، يستهين بكل الحقوق، ولا يعتني بمشاعر مئات المسلمين في العالم. والأنكى من ذلك .. أعدمه ومنع تسليم جسده لأهله. أراد أن يصادر صوته حيا، وجسده شهيدا، والرسالة تقول أيضا: من يعترضنا سنسفك دمه”.
وعن الحرب في اليمن قال: “هدف الحرب السعودية على اليمن هي تدميره، كما هي الحال مع الشيخ نمر النمر. الشعب اليمني دعا إلى الحرية، وآل سعود لم يقبلوا بذلك، هم لا يريدون حلا سياسيا في اليمن، هم يريدون تدميره بمعزل من سيحكم”، معتبرا ان النظام السعودي “مصر على مواصلة طريق القتال، ولا مجال للحوار والتعقل والمفاوضات”.
واضاف: “ملامح نهاية النظام السعودي بدأت تلوح في الافق”.