المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الخميس 25 .02. 2016 — تستغل السعودية أزمة إقليم كردستان النفطية، لتعزيز نفوذها السياسي والمذهبي فيه.
ففي الوقت الذي قال فيه القنصل السعودي في كردستان العراق عبد المنعم عبدالرحمن صالح، إنّ الرياض لن تتخلى عن الإقليم في الظروف التي يمر بها حاليا في خلال مؤتمر صحفي عُقد الأحد 22 فبراير/شباط مع محافظ أربيل نوزاد هادي، بعيد افتتاح القنصلية السعودية هناك، أوضح أكراد عراقيون لـ”المسلة” بأنّ تحركات السعودية تهدف الى جعل الإقليم يدور في الفلك السعودي عبر اغرائه بالمساعدات المالية وجعله رهينة قرار الرياض.
ودأبت السعودية على استثمار المال السياسي لكسب مواقف الدول كما في لبنان حيث تدعمه الرياض عبر منح مالية مقابل ضمان وقوفه في المحافل الإقليمية والعالمية معها، لكنها قطعت عنه الهبة المالية، الأسبوع الماضي، لمجرد انه وقف على الحياد في نزاعها مع ايران.
وأضافت مصادر كردية إنّ ملامح النفوذ السعودي برز قبل هذا الوقت بتغاضي حكومة الإقليم عن نشاطات نشر الوهابية في الإقليم.
واعتبر المصدر ان هذا التغاضي هو فعل متعمّد لغر ض الحصول على المال السعودي.
وفي حين أجرى القنصل السعودي محادثات مع رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، حذّر أكراد في احاديث لـ”المسلة” من تحول الإقليم الى “لبنان” او “بحرين” جديد، يدور في فلك السياسة السعودية.
وتستغل الرياض الأزمة المالية الخانقة في الإقليم نتيجة لتراجع أسعار النفط بشكل كبير، ما أدى إلى خفض الإيرادات الإقليم والعجز عن دفع رواتب الموظفين.
وفي حديث لا يخلو من الإشارة الى الرغبة في النفوذ السياسي والديني في الإقليم قال صالح أن “المملكة لن تتخلى عن إقليم كردستان بأي شكل من الأشكال”.
وتعتمد الرياض في علاقاتها على المذهبية لغرض التوسع في تحالف سني ضد ما تسميه بالنفوذ الشيعي في المنطقة.
وهذا التنسيق السعودي نحو الإقليم، يتزامن مع مشروع لتقسيم العراق يرعاه السفير السعودي في العراق ثامر السبهان بمشاركة بارزاني ومحافظ نينوى المقال اثيل النجيفي، حيث كشفت مصادر مطلعة عن مقترحات يحملها السبهان عندما وصل الى أربيل واجتماعه بكبار مسؤولي الإقليم في 30/ 1/ 2016، لعقد اتفاقات سرية يتم بموجبها دعم مشروع إقامة الإقليم السني بدعم تركي.
و نشر موقع السفیر السبهان فی تویتر صورة تجمعه مع بارزانی، کتب قائلا : “مع فخامة الرئیس مسعود البارزاني، أحفاد صلاح الدین الایوبي، واقعیة ومصداقیة وثبات، ونصرة للمظلوم، وإعانة المستحق”.
ويرى عراقيون إن حديث السفير السعودي لا يخلو من النبرة الطائفية في إشارة إلى ذكره اسم صلاح الدين.
لكن المحلل السياسي وفيق السامرائي يشكّك في قدرة السعودية على تركيز نفوذها في المنطقة، ليكتب في صفحته على “الفيسبوك”: إن “الموقف السعودي أصبح أضعف من أن يستطيع صنع معادلات جديدة، بعد أن تم رفع العقوبات عن إيران”.
واعتبر السامرائي أن سياسة الخارجية السعودية في عهد الملك عبد الله ووزارة الأمير سعود الفيصل، تختلف تماما عن نهج التفاعل غير المدروس حاليا، سبب النقص في الخبرة والمغالاة في فهم عناصر القوة.
ووفق أوساط المعارضة الكردية فان تحركات السعودية في شمال العراق ورعايتها الاجتماعات السرية التي یعقدها اتحاد القوى في أربيل تهدف إلى تشكيل جبهة واسعة ضد الحشد الشعبي وعدم السماح لفصائله من الوصول إلى الموصل.
وتضيف هذه الأوساط إنّ “السفير السعودي اشرف على هذه الاجتماعات وأبرز المشارکین فيها، سياسيون مشاركون في العملية السياسية ومعارضون مطلوبون للقضاء في العراق، مقيمون في أربيل وعمان، وشيوخ عشائر”.
وتابعت أن “أهداف الاجتماع ترکّزت على ضرورة تفعیل دور الحراك السنی – البعثی لدعمه عسكریا ومادیا من قبل السعودیة و ترکیا”.
المسلة