أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / الحب يصبغ شوارع العاصمة بالاحمر ومواطنون يتمنونه يوماً لإنتهاء الكراهية
عيد الحب يجب ان يكون لتصفية النوايا والقلوب وليس مظاهر خداعه

الحب يصبغ شوارع العاصمة بالاحمر ومواطنون يتمنونه يوماً لإنتهاء الكراهية

متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / السبت 13 . 02 . 2016 — تلونت شوارع العاصمة بغداد وعدة محافظات أخرى منذ الاسبوع الثاني في شهر شباط الجاري باللون الأحمر بمناسبة عيد الحب , على الرغم مما تعيشه البلاد من معارك وأزمات لم تترك قطاعاّ دون آخر , ليقف الحب متحدياً مشاعر الخوف والترقب والأحاسيس الأخرى .
وعرفت المناسبة مواقفاً متضاربة بين مؤيد ومعارض منذ انتشارها على المستويات الشعبية والرسمية منها , حيث منعت محافظة النجف مظاهر الاحتفال بالمناسبة العام الماضي , قبل ان تاتي فتوى المراجع الدينية في النجف بجواز الاحتفال , لتبين “الرأي الديني” الذي تحجج به الكثير لمنع الاحتفال .
في غضون ذلك قال المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في كلمة له , ان ” من الجيد ان يجعل يوم سنوي للحب , والقضايا الأخرى كيوم المراة والبيئة ومكافحة الأمراض , للاستذكار , حيث ان هذا اليوم ينسجم مع تعاليم الشرع ” , مبينا ان ” العبرة في المصطلح ذاته , حيث أفرغت أكثر المصطلحات من معانيها الحقيقية , كالحب والحرية وغيرها ” , فيما ذكر بحديث ” هل الدين الى الحب ” للإمام الصادق .
وأضاف المرجع ان ” الحب في الوقت الحالي بات يشير الى العلاقات المشبوهة , والنزوات التي كثيراً ما تنتهي الى المشاكل ” , موضحاً ان ” الحب موجود بطبع الانسان لكن السؤال عن (من تحب؟) هو الأهم , حيث ان الله هو الأحق بالحب بين عباده , والحب في الله وطاعته في غاية الحب “.
ورد المرجع حول استفتاء متعلق بجواز الاحتفال بعيد الحب بالقول انه ” ذا لم يكن فيه ترويج للفساد او للكفر فلا مانع” , ما ترك الدعاة الى منع مظاهرالاحتفال بالمناسبة في حيرة , بعد ان كانوا قد تحججوا “بحرمة” اقامة الاحتفال ” لكونها خضوعاً للنصرانية واتباعاً لليهودية ” بحسب ما انتشرت بعض اللافتات في النجف أيضاً.
ويستغل بعض المحبين المناسبة للكشف عن حبهم بشراء الهدايا الحمراء بكافة أنواعها , لتكون خير تعبير على صدق مشاعرهم , فيما يذهب آخرون الى ارتداء اللون الأحمر في قطعة من ملابسهم ولكلا الجنسين .
ويقول أحمد حلاوة وهو صاحب محل هدايا في منطقة الكرادة , ان المناسبة تشهد حركة طلب كبيرة على الهدايا , وخصوصاً “الدب الأحمر” والهدايا الحمراء على كافة اشكالها وانواعها , مما يجعلها مناسبة لا تقل عن الأعياد الأخرى , فيما بين ان المحتفلين بها في ازدياد عام بعد آخر .
ويضيف احمد لمراسل “عين العراق نيوز” , ان ” بيع الهدايا يزدهر في هذه الايام من كل عام , بسبب اقبال المشترين على تبادل الهدايا , وشراء الدببة والمعايدات والـ (تيبلامات) ” , مبيناً ان ” الاعداد لهذه المناسبة يختلف عن الايام العادية بالنسبة لمحال الهدايا والمكتبات لكونها تمثل أيام (الموسم) او موسم الشراء “.
ويتابع ان ” عيد الحب لا يقل عن الاعياد الأخرى من حيث الأهميته في الاسواق , لكونه يشهد حركة بيع وتبضع كبيرة درج العراقيون على الاحتفال بها والانتباه اليها سنة بعد أخرى ” , مشيراً الى ان ” عدد المحتفلين في ازدياد عام بعد آخر , وهو ما لا يمكن الحد منه بأية وسيلة كانت “.
ومن جهته نفى محافظ النجف لؤي الياسري اصدار الحكومة المحلية لاي قرار يمنع الاحتفال “Valentine” في المحافظة ، فيما بين انه يحق لاي مواطن نجفي الاحتفال باي مناسبة يرغب بها , وذلك على خلفية انتشار بعض الصور الداعية الى منع مظاهر الاحتفال .
وقال الياسري لـ”عين العراق نيوز” , ان ” الحكومة التنفيذية والتشريعية في النجف لم تصدر اي قرار يمنع الاحتفال بـ”عيد الحب” في المحافظة” ، نافيا ” منع بيع هدايا عيد الحب مثل الدببة الحمر والورود وغيرها”.
وأضاف ” كما لا توجد اي ملاحقة للمحتفلين كما روج البعض ويحق لاي مواطن نجفي الاحتفال باي مناسبة يرغب بها بشرط عدم الاساءة للاخرين والذوق العامة”.
ويرى الشاب حمزة عبد السلام ان الاحتفال بالمناسبة لا يقتصر على الحبيب فقط , حيث يمكن ان يكون الحب باتجاه الأهل أو الاصدقاء , وهو يوم يكون التعبير فيه مباحاً , وكلمات الحب منتشرة , داعياّ الى اعتمادها يوماً للتقارب والسلم الاجتماعي .
ويقول عبد السلام لـ”عين العراق نيوز” , ان ” حصر المناسبة بحب المعشوق هو خطأ في فهم المناسبة , حيث يمكن ان يكون الحب موجهاً باتجاه الأهل والاقارب والاصدقاء , وكذلك الهدايا , لذا فان حصرها بحب القرين من الجنس الآخر هو خطأ كبير ” , داعياً الى ” اعتماد المناسبة يوماً للتقارب بين فئات المجتمع , والسلم الاجتماعي , والقضاء على كافة اشكال الكراهية “.
وتحتفي اغلب دول العالم في يوم 14 شباط (غدا الأحد) من كل عام بمناسبة “عيد الحب” , حيث وضعت ادارة متنزه الزوراء سبعة قلوب مضيئة في المتنزه تعتبر هي الأكبر من نوعها في الشرق الاوسط على حد تعبيرها , احتفاءا بالمناسبة , فيما نظمت الفنادق والقاعات حفلاتها غنائية , وقدمت المطاعم عروض الأكل بأشكال مختلفة , منها ما وصل حداً يكون فيه لون الطعام أحمراً ايضاً .

اترك تعليقاً