متابعة المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 01 . 03 . 2016 — انتشرت في وسائل الإعلام العربية وفي مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات ومقالات عدة وتعاليق انتقدت بشدة مذيع قناة “الجزيرة” الإعلامي المصري أحمد منصور على اثر المقالات التي كتبها عقب وفاة الكاتب المصري محمد حسنين هيكل الذي طاله بكتاباته واتهمه بعبارات لم ترق للكثير من المتابعين من أنصار الراحل أو حتى من الذين اختلفوا معه ولم يتفقوا على وجهات نظره حول عدد من القضايا.
وأبدى الكاتب القطري ورئيس تحرير صحيفة الوطن المحلية السابق أحمد علي امتعاضه من هذه المقالات ورد عليها في صحيفته بعنوان حتى لا نهدم “هيكل المصداقية”، وقال، “تابعت بدهشة بالغة ـ جعلتني أرفع “حاجبيّ”، وأحركهما إلى الأعلى ـ سلسلة المقـــالات “الهجائية”، التي كتــبها أحمد منصور ضد الأستاذ الإعلامي الراحل الكبير محمد حسنين هيكل (1923 ـ 2016) عميد الصحافة العربية، ولعل ما دفعني لتحريك “حاجبيّ”، مرات أخرى عديدة، أن “الكاتب الناقد” لم يطرح خلال مقالاته أي حيثيات واضحة، ولم يقدم أي أدلة دافعة، ولم يسرد أي براهين دامغة، ولم يرتكز على أي “هيكليات” ثابتة، تثبت صحة كلامه”.
وانطلق الكاتب في موضوعه بأن “رئيس تحرير “الأهرام” الأسبق رحل عن عالمنا، فينبغي أن نحترم موته، مهما اختلفنا معه في مواقفه السياسية، وآرائه المتباينة، ونترك محاسبته وفقاً لقواعد الحساب الإلهي الدقيق في العالم الآخر، الذي تتم فيه الموازنة بين حسناته وسيئاته.
وبحسب الكاتب القطري فإن “منصور” حينما كتب عن “هيكل” أنه كان من الذين “يزينون الباطل، ويروجون الكذب، ويدعمون الاستبداد والطغيان والظلم خلال العقود السبعة الماضية”، وغيرها من الاتهامات والعبارات لم يفعل ذلك والرجل من الأحياء حتى يعكس من خلالها “آداب” الاختلاف في الرأي مع الكاتب الكبير، قبل أن يرحل عن دنيانا.
ومضى أحمد علي في انتقاده بالتأكيد أن الكاتب ـ أي كاتب ـ سواء كان اسمه “أحمد منصور”، يخطئ عندما يتصرف وكأنه أحد “”المبشرين بالجنة”، فيحاول إظهار نفسه أنه يمتلك الحقيقة دون غيره، لأنه “لا بد من القول إن هيكل في مماته، مثلما كان في حياته، لا يحتاج إلى أي قلم يترافع دفاعاً عنه، لأنه أكبر من أي إعلامي متكبر أو متجبر، أو متهور”.
وخاطب الكاتب القطري زميله المصري بالقول أنه “ما دام “”منصور” يرى في “الجورنالجي” (يقصد به هيكل، الراحل كل “الحقائق” التي لخصها في عنوان “هذه حقيقة محمد حسنين هيكل”، لماذا كان يسعى حثيثا لاستضافته في أحد برامجه الحوارية، إذا كان يعتبره “جوبلز” الإعلام العربي، ثم يتسائل “ولماذا كان يريد أن يعطيه مساحة واسعة في برنامجه، ليساهم في “تضليل” الرأي العام بأطروحاته أو “تخاريفه” التي لا تنسجم مع الواقع؟
وانتقد أحمد علي مقدم البرامج في قناة الجزيرة، منصور حين اتهم هيكل بالنرجسية ليرد له التهمة بأنه هو نفسه أولى بهذه التهمة حيث وصفه قائلا “ويبقـــى أن يــدحــض ما يروجه كثيرون، وأنا لـســـت أحدهم، وأتبرأ منهم، لأنهم “يزعمون” وجود نوع من “النرجسية” الظاهرة “بلا حدود”، في شخصية مقدم برنامج “بلا حدود”، فيرون أنه معجب بنفسه “بلا حدود”، وأن نرجسيته تجاوزت كل الحدود.
وأضاف “من شدة إفراطه في الإعجاب بذاته (أي أحمد منصور)، صار يمدح شخصه أضعاف مديح “المتنبي” لشخصية “المتنبي”، لدرجة أنه عندما يتحدث عن توقيفه في ألمانيا، والذي طالب خلاله المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” بالاعتذار، يظهر نفسه أمام الرأي العام في صورة “البطل”، الذي يلغي بطولات المناضل الراحل “نيلسون مانديلا”، والذي أمضى 27 عاما في سجون جنوب إفريقيا “العنصرية”، وأفنى حياته دفاعا عن قضيته العادلة.
وساند أحد المدونين وهو آدم محمد نور ما كتب الصحافي القطري ورد على أحمد منصور أنه “يتفق مع أحمد علي في نقطة واحدة وهي لماذا لم يكتب هذه المقالات وهيكل على قيد الحياة”.
وكان أحمد منصور كتب مقالا تناقلته صحف ومواقع محسوبة على تيار الإخوان أن “الأمة لم تفقد سوى أحد الذين كانوا يدعمون العسكر ويزينون الباطل ويفلسفون الهزيمة ويروجون الكذب ويدعمون الاستبداد والطغيان والظلم خلال العقود السبعة الماضية.
ولخص سيرته هيكل أنه “بدأ حياته الصحافية في العام 1942 حيث أدخله الصحافي البريطاني سكوت واتسون إلى صحيفة “الأيجشبيان جازيت” محررا للحوادث، وتمكن هيكل النرجسي الطموح من طرح موضوعات مثيرة كان يستقيها من بنات الهوى آنذاك عن أحداث الحرب العالمية الثانية وقد دفع هذا الأمر الصحافية الشهيرة روز اليوسف صاحبة المجلة التي تحمل اسمها إلى ضم هيكل عام 1944 إلى طاقم التحرير في مجلتها حيث كانت ولازالت مجلة للإثارة، ثم جاءت حرب فلسطين وحرب الكوريتين فلمع فيهما نجم هيكل من خلال تغطياته لهذه الحروب”.
وسبق لمذيع الجزيرة أن شن في وقت سابق هجوما حادا على الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، حيث وصفه بالملحد والعميل.
وأضاف منصور على حسابه الخاص على موقع “تويتر، هيكل المرشد الأعلى للإنقلاب يفخر بأنه ملحد وأوصى بحرق جسده بعد موته لكنه تراجع بعد ضغوط من حوله يركز هجومه على الإخوان من منطلق كراهيته للإسلام”.
وأضاف “بدأت علاقة هيكل مع جهاز السي آي إيه خلال تغطيته للحرب الكورية مرافقا للقوات الأمريكية عام 1950 وبقى أحد أهم رجالهم في مصر والمنطقة إلى اليوم، ومنذ مهمته الأولى لصالح سي آي إيه في إيران عام 1951 وكتابه الأول إيران فوق بركان وحتى الآن كل ما يقوم به هيكل لصالح أمريكا وضد مصر والمنطقة”.
سليمان حاج إبراهيم