السيمر / الأحد 10 . 07 . 2016
عبد الجبار نوري
نحن على علم مسبق وتام بالذين صدروا لنا الموت والدم والمقابر والمآتم ، وتحوّل التحريض الخفي ضد الشعب العراقي إلى خطابٍ ديني وسياسي على المنابر وعبر شاشات الفضائيات العربية والعراقية وبمكبرات الصوت في المساجد ، وصدى عواء ذئاب غابات الكراهية والحقد الصادرة من عقولها المشفرة والمظللة بلوثات الهوس الجنسي الأنثوي والغلماني السرابي الموهوم في فردوس مفقود أصلاً ، وشخصنا تلك الكتيبة المعتوهة وهي تنادي : أذبحوهم أنحروهم أقتلوهم أحرقوا الأرض من أقدامهم وأمسحوهم من على وجه أرض الله لأن الله لايعبد بوجودهم ، وكل هذا العويل والعطش لشرب دماء العراقيين وقلب موازين العقل البشري السوي بعلم سلطات مملكة الكراهية وقطر وتركيا والأردن وأمام أنظارهم ومسامعهم كأدلة دامغة وصريحة ومشرعنة بأرتكاب مجزرة الكرادة من قبل داعش الأرهابي لقتل أكثر من 400 شهيد حرقاً وهدم أكثر من ست عمارات وحرق عشرات السيارات ومن بداخلها من بشر ، وكان أختيار منظمة الموت الداعشية المجاني للكرادة بالذات وبهذا المكان لأنها من أجمل مناطق بغداد المكتظة بالأسواق والكافتريات والمطاعم والمولات الثرية والأنيقة ، وتكون أكثر أزدحاماً في ليالي شهر رمضان وبعد منتصف الليل ، وللعلم أصبحت التفجيرات مسألة روتينية معتادة من قبل شعبنا المسكين وتتغاضى عنها الحكومة ، حيث بينت آخر الأستبيانات الصحفية أن معدل ثلاث انفجارات يوميا تضرب بغداد منذ أحتلال العراق عام 2003 ، وكشفت مجلة تايم TIME ليوم الأربعاء 6 تموز الجاري تعرض العراق لآكثر من 2000 هجوم أنتحاري من العام 2003 لحد 2015 ل 23 ألف و487 قتيلاً ، وعدت تفجير الكرادة في يوم الأحد الماضي من أسوء هجوم مروع لم يشهد مثيله في تلك التفجيرات ، وسجل العراق في النصف الأول من سنة 2016 مقتل 7118 وفي أيار 1407 ونيسان 1261 وحزيران 118 وفي تموز الكارثة الكبرى كانت أكثر دموي حين يصل عدد المقتولين والمفقودين 500 شهيد ويصبح المجموع 10 آلاف و406 .
وفي تفجيرات الكرادة أستخدم العدو الداعشي { سلاح التدمير الشامل } وذلك للخراب والتدمير الذي حدث على البشر بقتل وجرح أكثر من 500 ضحية وتدمير البنى التحتيى لمسافات بعيدة يتبين لنا أن هناك أيادي مخابراتية لدول متقدمة ودول مانحة لجهات وشركات لصنع هذا السلاح التدميري ، وبأعتقادي جاء ثأراً وأنتقاما أمريكيا وأسرائيليا في الأستعراض العسكري لفصيل من الضباط والحشد الشعبي وهم يدوسون على العلم الأمريكي والأسرائيلي وأضرام النار فيهما في مسيرة يوم القدس في البصرة ( والذي جعلني أن أطرح هذا الهاجس هو ما قامت به المخابرات الأمريكية في أغتيال ليلى العطار في 1991السابق ) .
أسباب الأختراق:
– بأعتقادي أن هناك حلقة مفقودة هو عدم وجود قيادة أمنية حقيقية مهنية محترفة تشير بوصلتها للعراق بل هم من تشكيلة ( حكومة الهلوسة السياسية ) وأقولها والمرارة تعصرني والألم يمزقني على كرادتي الجميلة التي أشتغلت بها لأكثر من خمسة عشر عاما في أول تعيني بها كمدرس فوجدت في أهلها الطيبة والكرم والأنسانية وهي شيمة جميع الأحياء البغدادية ، يا حكومة الغفلة والزمان الأغبر من أي كهف مظلم خرجتم لوطننا المبتلى ، وبأية ضبابية وظلمة ليل أسود ( وساعة كشره ) صعدتم على أكتافنا لتحكموا بلد الأنسانية والحضارات والأنبياء والأئمة وتقمصتم بجلباب الأمام علي وسرجون الأكدي وعبد الكريم قاسم زورا وبهتانا ، وتعسا للص المحتل الأول ( بريمر ) عندما أختار كل نطيحة ومتردية ، وصار بعضكم يصول بثروات ومقدرات العراقيين المنكوبين ، ألا لعنة الله على الديمقراطية العرجاء المستوردة ، وألف بصقة على هذا الزمان الصدفة وضربة الحظوظ ، وألا ألم يخجل (ريسنا ) الهمام ويقطع زيارته الأستجمامية في لندن هو وأسرته وحاشيته التعبانة بأكثر من 30 مرافق لتكلف الميزانية العراقية المنهكة وتنظر إلى بغداد وهي تحترق وكأن نيرون يتفرج عليها من بلد الضباب ويتلذذ بآهات سكانها .
– ضعف الأجهزة الأمنية نتيجة التجاذبات السياسية والطائفية ، المشكلة في العراق هي سياسية ليست أمنية كما فضح مستورها وزير الداخلية الغبان عند تقديمه الأستقالة وقال : أنا تحت ضغوط كتلوية وحزبية وطائفية وأقليمية ، والظاهرة الأكثر خطورة هو ( تقصير الجهد الأمني في فوضى تحمل المسؤولية وذلك من الخطأ الفادح أن يكون (مسك الأرض بيد الداخلية والقيادة بيد الدفاع ) .
– تشبث بعض أصحاب القرارالفاشلين من السياسيين بكرسي الحكم ومهما حدث من خراب ، وهذا اللاعب الأرجنتيني ( ميسي ) يخفق في ضربة جزاء لمنتخب بلاده ، فيقرر الأعتزال – والدموع تملأ عينيه – أعتزال المباريات الدولية ، فاللاعب الذي تخذله قدماه في تحقيق الفوز لبلاده لا مكان له في المنتخب الوطني ، وكأنه يعي { لا تخذل الناس الذين علقوا آمالا عليك } هذه هي ضربة الوطن والمواطنة فأين نحن منها ؟؟؟.
– الفشل الذريع في ملف تبادل عتاة الأرهابيين بمتهمين عراقيين بتجاوز الحدود والتهريب والمخدرات ما هكذا تروى الأبل يا ساده ياكرام ( أن قوانين الحياة تشبه قوانين الفيزياء ” لكل فعلٍ رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه في الأتجاه ) فهل يصح أن نسمع منذ 2003 أعدمت حكومة المحاصصة والتوافق سعوديا واحدا فقط لا غير وأقل من 400 أرهابي من عرب وعراقيين مقابل مليون شهيد وجريح ومعوق ومفقود في الأعمال الأرهابية .
– في ملف أجهزة الكشف عن المتفجرات وملف أستيرادها أخترقها الفساد الأداري والمالي وأن الحكومة لا زالت تستخدم أجهزة كشف المتفجرات غير الصالحة للعمل وتعتمدها في نقاط التفتيش على الرغم من أنها مخصصة لجمع كرات الجولف وليس للتفجيرات وأن هذا الأمر يمثل أستهانة في دماء العراقيين وتأكيد مبدأ الأستغفال منذ 13 عاما ، والشيء المخجل بأن القضاء الأنكليزي حكم على المصدر البريطاني بعشرة سنوان سجن ، بالوقت نفسه يمرح ويلعب المسؤولون عنها بملايين الدولارات في عمان ودبي وبيروت .
– أستعمال الموبايل أثناء الواجب لحراس السيطرات الفايخة والمكرشة .
– الضحك عل الذقون في تشكيل اللجان التحقيقة التي لم نسمع بنتائجها منذ 13 سنة لحد الآن ، لأنها تركن على الرفوف المنسية خوفا من غضب الأحزاب والكتل التي لها علاقة غير مباشرة في تمرير السيارات المفخخة والأنتحاريين .
– الخلايا النائمة من البعثيين الحاقدين على المسيرة الجديدة والمتحالفة مع داعش الأرهابي والمنتشرة في مساحة واسعة وألا كيف عبرت الشاحنة من محافظة ديالى إلى الكرادة ؟
الخاتمة : الأسراع بتنفيذ أحكام الأعدام الصادرة بحق المدانين والكاملة حيثيات أوراقهم الجرمية المميزة وحبذا لو يتم التنفيذ بعد كل تفجير أرهابي ، وحصر أعادة المحاكمة بمرة واحدة لا سبعة مرات بألغاء القانون الجنائي الجزائي رقم 70 بالتصويت عليه في البرلمان العراقي وينشر في جريدة الوقائع العراقية لكي يكون رسميا ، وطالما لم يتغيّر أصحاب القرار السياسي المجرد من ثقافة المواطنة التي تتحكم بها زعماء الطوائف والأحزاب الخاضعة لأرادة دول الجوار وبرعاية أمريكية وهي فاقدة للحضور وحتى للوظيفة الشرعية لحكم الأسلام السياسي الذي يحكم الآن سوف تستمر التفجيرات ويتدفق شريان الدم العراقي بشكل بارد ورخيص ولنا الله والخافي أعظم—–