السيمر / الاثنين 18 . 07 . 2016
نـــــــــــــزار حيدر
*ادناه نصّ الحوار الذي أجراهُ الزّميل السيّد أمجد الموسوي لصالح موقع (المواقف) الاخباري الاليكتروني؛
السّؤال؛ کما تعلمون، فلقد شهِد العراق فی الآونة الاخیرة انتصارات مُتلاحقة في الحرب على الارهاب.
ماهو سرّ هذهِ الانتصارات؟!.
الجواب؛ ليس هناكَ سرٌ في الأمرِ بقدْر ما هُنَالِكَ عوامل وأسباب تجمّعت واكتملت لتحقق الانتصارات المتتالية التي سوفَ لن تتوقّف حتّى تحرير آخر شبرٍ من أَرض العراق الطّاهرة من يد الارهابيّين عاجلاً قريباً باْذنِ الله تعالى.
فكلّنا نعرف جيداً أسباب الانهيار الذي أَصابَ المنظومة الامنيّة والعسكريّة قبل حوالي ثلاث سنوات، والذي تسبّب باحتلالِ نصف العراق من قبل الارهابيّين.
خلال هذه الفترة عملت الدّولة العراقية على مُعالجة كلّ تلك الاسباب وعلى رأسها الفساد المالي والاداري الذي دمّر المنظومة الامنيّة والعسكريّة تحديداً عندما كان القائد العام السّابق للقوّات المسلّحة قد حوّل مختلف صفقات التّسليح الفاسدة الى تجارةٍ يتكسّب منها هو والزُّمرة الصّغيرة الفاسدة الملتفّة حولهُ والمنتفعة مِنْهُ.
كما انّهُ كان قد حوّل التعيينات في المراكز الامنيّة والعسكريّة الحسّاسة كذلك الى تجارةٍ يترزّق منها.
هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر فقد كانت العلاقة بين (الشّركاء) في العمليّة السّياسية وقتها في أَسوء مراحلها، وهو بالتّأكيد أحد أسباب الانهيار المذكور، ولقد نجحت الحكومة الحاليّة الى التوصّل الى تفاهمات سياسيّة معَ مُختلف الاطراف المعنيّة في هذه المعارك الامر الذي فَتحَ الطّريق أَمام تعاون أوسع بين الأجهزة الامنيّة والعسكريّة من جانب وممثّلي أهالي المدن والمناطق التي تحرَّرت في الآونة الاخيرة من جانبٍ آخر.
ولا ننسى هنا الدّور المهمّ الذي لعبتهُ عمليّات القصف الجوّي للتّحالف الدّولي والذي قتل عدد كبير من قادة الارهابيّين وقوّاتهم ودمّر تسليحهم ومُؤَنهم وطُرق الامداد وغير ذلك.
كما انّ للهزائم الكبيرة المتتالية التي مُني بها الارهابيّون في سوريا كانت لها دورٌ في إنزال الهزيمة المعنويّة والروحيّة في صفوفهم الأَمر الذي يتّضح من خلال حالات الهروب الجماعيّة لعناصرهِم، والذي زادت بسببِها عمليّات الاعدامات الميدانيّة التي ينفّذها قادة الارهابيّين ضدّ عناصرهم المهزومة!.
السّؤال؛ مَن برأيكَ یستطيع ان یواجه الارهابييّن الذين لازالوا يَحضَون بدعمٍ كبيرٍ من أطرافٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ عدّة؟!.
هل یُمکننا القول بأَنَّ الجیش العراقی تجاوزَ آثار الانهيار الذي أشرتَ اليهِ في معرضِ جوابِك؟!.
الجواب؛ لا شكّ انّ حال القوّات المسلّحة العراقيّة اليوم ليست كما كان قبلَ ثلاث سنوات على وجهِ التّحديد.
فلقد شهدَت هذه القوّات خلال الفترة المنصرمة عمليّات إعادة تدريب وتنظيم كبيرة وكذلك عمليّات تطهير واسعة في صفوفِها شمل الكثير من القيادات الفاسدة التي تسنّمت مواقعها بالمال الذي كانت تدفعهُ لمكتب القائد العام السّابق والذي كان يُسيطر عليهِ ويديرهُ نجلهُ الاكبر.
كما تمّ خلال الفترة المنصرمة اعادة تسليح واسعة وشاملة للمنظومة الامنيّة والعسكريّة، فلأوّل مرّة مثلاً تدخل طائرات حربيّة جديدة في الخدمة في الحربِ على الارهاب، الامر الذي مكّن القوّات المسلّحة العراقيّة من تفعيل السّيطرة الجويّة في ساحات المعارك، ما مكّنها من إنزال ضرباتٍ قويّةٍ جداً ضدّ الارهابيّين كما حصلَ لرتلهِم المهزوم قبل فترةٍ وجيزةٍ.
ولا ننسى هنا بكلّ تأكيد دور المتطوّعين بمختلف مسمّياتهم وعلى رأسهم الحشد الشّعبي الذي كان ولا يزال لهُ الدّور المفصلي والمحوري في كلّ عمليّات التّحرير وهو يُقاتل تحت إمرة القائد العام للقوّات المسلّحة، والذي مكّن قوّاتنا المسلّحة من تجاوز عُقَد الماضي المؤلم، فلولى الحشد البطل الذي تشكّل تلبيةً لنداءِ فتوى الجهاد الكفائي التي أَصدرها المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني دام ظلهُ، لكنّا الى اليوم نُعاني من إِنهيار المعنويّات ولكانت نصف الاراضي العراقية الى الآن تحت سيطرة الارهابيّين.