الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / لموقع (المواقف) الاخباري الاليكتروني؛الانتصارات الاخيرة رسالةٌ وَطَنِيّةٌ لِكِلِّ تِجّارِ الدَّمِ / [الجُزءُ الثّاني]

لموقع (المواقف) الاخباري الاليكتروني؛الانتصارات الاخيرة رسالةٌ وَطَنِيّةٌ لِكِلِّ تِجّارِ الدَّمِ / [الجُزءُ الثّاني]

السيمر / الثلاثاء 19 . 07 . 2016

نـــــــــــــزار حيدر

السّؤال؛ کیف تصِفون لنا دور التّکاتف الشّیعی – السّنّی فی تحقیق هذه الانتصارات؟!.
الجواب؛ هذا التكاتف والانسجام في عمليّات التّحرير الأخيرة هو أحد أهم أسباب فشل الاعلام العروبي الطّائفي والعنصري الحاقد الذي بذل كلّ جهده من أجل تشويه صورة المعارك وحقيقة الوقائِع على الارض.
انّهُ رسالة وطنيّة رائعة لكل الطائفييّن سواء في العراق او خارجهِ، من الذين يعتاشون على دماء الشّهداء المجاهدين وجراحات المصابين وآلام اليتامى والأرامل والثّكالى، فالتّكاتف الوطني هذا أكّد مفهوم انّ الحرب الدّائرة الآن في العراق هي حَرْبٌ على الارهاب وليست حرباً طائفيّة او مناطقيّة، انّها حربُ العراق كلّ العراق ضدّ الارهاب كلّ الارهاب، ولذلك يشترك فيها كلّ العراقيّين بلا استثناء، فالانتصار المؤكّد والقريب باْذن الله تعالى هو انتصارٌ لكلِّ العراقيّين يشتركون كلّهم في صناعتهِ، لا يحقّ لاحدٍ مصادرته لصالحهِ وتوظيفهِ لتحقيق اجندات سياسيّة مهما كان شكلها ولونها، او كدعايةٍ انتخابيَّةٍ فانّ ذلك لا يخدم العراق ويضرّ بالنّتائج.
لا يحقُّ لاحدٍ ابداً مصادرة الانتصارات وتسجيلها باسمهِ، لغايةٍ في نفس يعقوب! يريد قضاها، فهي إنجازٌ وطنيٌّ بامتياز، لا يجوز تسجيلهُ الا باسم العراق، بلا اسماء ومسمّيات وعناوين يوظّفها تجّار الدّم لتحقيق أجنداتهم الخاصّة او لتكريس أسمائهم الحزبيّة وعناوينهم المختلفة
وللاسف الشّديد فلازالت الهزيمة في بلادِنا يتيمة، امّا الانتصار فلهُ مليون أَبٍ، ولذلك مثلاً لم نرَ لحدّ الآن ايّ مسؤول في الدّولة ظهر علينا ليتحمّل مسؤولية الانهيار الذي أَصاب العراق قبل ثلاث سنوات، على الرّغم من عِظَم الفاجعة التي مُني بها العراق وأُريقت بسببها أَنهار من الدّماء وانُتهكت أعراض واستُبيح شرفٌ، ولكنّنا في نفس الوقت رأَينا كيف تزاحم (الزُّعماء السياسيّون) [بمن فيهم القائد الضّرورة صاحب شعار (بعد ما ننطيها) الذي كان السّبب المُباشر لكلّ الانهيار والهزائم والفساد والمصائب] للحضور بالزّي العسكري في المناطق المحرّرة لالتقاط الصّور مع خرائط العمليّات الحربيّة ليحسبهم (المغفَّلون) انّهم قادة الحرب، وكأنّهم يتسابقون على سِرقة النّصر لتسجيلهِ باسمائهِم، وهم الذين لم يرموا رصاصةً ضد العدو ولم يبعثوا بابنائهِم وأقاربهِم لجبهاتِ الحربِ المقدّسة على الارهاب!.
لذلك أَقول لكلّ السياسيّين، كفاكُم تجارةً بدماءِ الشّهداء، كفاكُم استعراضات بهلوانيّة أمام عدسات الكاميرا، دَعوا العراق ينتصر وبعدها لكلِّ حادثٍ حديث!.
السّؤال؛ هل كانت لغير العراقيّين مساهمة في تدريب المقاومة التي حقّقت هذه الانتصارات؟!.
الجواب؛ ليس في العراق اليوم مقاومة بالمعنى المتعارف عليه، وانّما هناك الآن دولة تُقاتل منظومتها الامنيّة والعسكريّة بمختلف أسمائها ومسمّياتها وتشكيلاتها ضد الارهاب الذي يسعى لتدمير العمليّة السّياسية برمّتها.
وحده المقاتل العراقي الشّهم والبطل هو صاحب الفضل في كل هذه الانتصارات الباهرة، هذا المقاتل الذي يضحّي في طول جبهات الحرب وعرضها بدمهِ وروحهِ، وبكلّ غالٍ ونفيس من أَجل الدّفاع عن العراق وحماية العراقيّين من الارهاب وجرائمهِ التي طالت كلّ شيء بما في ذلك التّاريخ والمدنيّة والحضارة والثّقافة وكلّ شيء.
في نفس الوقت فانّ الدّولة العراقيّة التي طلبت المساعدة من عدّة جهات إقليميّة ودوليّة في هذه الحرب المقدّسة، وحدها التي تعرف حجم المساعدات التي تلقّتها من هذه الجهات ونوعيّتها ودورها في حسم المعارك، ولذلك فليس من المستغرب ابداً اذا اشارت الى ذلك بطريقةٍ من الطّرق.
ولا يخفى علينا، فانّ هناك أكثر من طرف إقليمي ودولي طلبت منه بغداد لتقديم المشورة لها في حربِها على الارهاب، وكذلك في تقديم خبرتهِ في التّدريب والتّنظيم والتّسليح في هذه الحرب، على اعتبار انّها ليست عراقيّة بحتة وانّما هي حرب عالميّة بمعنى من المعاني، يقف العالم كلّهُ فيها ضدّ الارهاب، طبعاً باستثناء حاضنة الارهاب وممرّاتهِ الآمنة، واقصد بها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية الى جانب قطر وتركيا.
السّؤال؛ ماهو دور المرجعیة الدّينية الرّشیدة فی تحقيق العراقيّين لهذه الانتصارات الباهرة؟!.
الجواب؛ اذا أدركنا اهمّيةً ودور المعنويّات في تحقيق الانتصارات العسكريّة، فسندرك الدّور العظيم الذي لعبتهُ المرجعيّة الدّينية في تحقيق الانتصارات.
انّها وقفت اولاً وقبل كلّ شيء بوجهِ الانهيار الذي أَصاب العراقيّين عندما اجتاح الارهاب البلاد واحتلّ نصف الاراضي العراقيّة.
فلقد كان لفتوى الجهاد الكفائي قبل أَكثر من عامَين الدّور الاوّل والاهمّ والمفصلي في إيقاف الانهيار، والذي بُني عليها، الفتوى، فيما بعد كل شيء لينتج الانتصارات المتلاحقة.
كما انّ المرجعيّة الدّينية هي التي وضعت حدّاً للصّراع على السّلطة قبل عامين في أوج الهجمة الارهابيّة، عندما اصرّ رئيس الحكومة السابق على (الولاية الثّالثة) والذي كاد ان يتسبب اصرارهُ وعنادهُ بانهيار الدّولة والعمليّة السّياسيّة، لولا ان ووجهَ بموقفٍ حازمٍ وحاسمٍ من قبل المرجعيّة الدّينية التي قضت على احلامهِ المريضة التي كادت ان تأخذ البلاد الى المجهول.
وسيكشف لنا التّاريخ الكثير من الخبايا والخفايا والأسرار التي لعِبت فيها المرجعيّة الدّور الأَبرز والأَهم في انقاذ العراق من مختلف المخاطر التي ظلّت محدقةً بهِ منذ سقوط نظام الطّاغية الذليل صدّام حسين ولحدّ الآن!.

اترك تعليقاً