الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / حِوْارِيّات / هُوَ يُبَرِّرُ فَشَلَهُ فِي تَحْرِيكِ الشّارِعِ! / 5

حِوْارِيّات / هُوَ يُبَرِّرُ فَشَلَهُ فِي تَحْرِيكِ الشّارِعِ! / 5

السيمر / الثلاثاء 26 . 07 . 2016

*نصّ الحوار الذي أجراهُ الزّميل محمود الحسناوي، في إطارِ تحقيقٍ صحفيٍّ موسّع يُنشر في عدّة وسائل إعلاميّةٍ.
السّؤال الخامس؛ هل فعلاً يسعى السيّد الصّدر من خلال حراكهِ الآن الى تشكيل قطبٍ سياسيٍّ واجتماعيٍّ يكون الأَقوى في المعادلة؟ مُستفيداً من شعار الحربِ على الفسادِ؟!.
الجواب؛ لا ضير في ذلك اذا نجح في إقناع الاغلبيّة من الشّارع العراقي بصحّة مشروعهِ الاصلاحي الذي يدعو اليه ويعمل عليه.
كما انّهُ لا ضيرَ على ايِّ زعيمٍ او سياسيٍّ او حزبٍ او كتلةٍ ان تفعل الشيء نَفْسَهُ، شريطة؛
١/ ان لا يُمارسون التّرهيب لفرضِ أجنداتهِم السّياسية!.
٢/ ان يكون المشروع واضحاً وصريحاً وشفّافاً!.
٣/ ان تكون مصادر التّفكير والتمويل والتحريك واضحةً للعيانِ ليس فيها أَيّة أَجندات سريّة او خارجيّة.
٤/ ان لا يتجاوز ايّ مشروعٍ من هذا النّوع، الدّستور والقانون، ولا يعتدي على الآخرين او على المال العام والخاصّ.
٥/ ان يسعى للصّالح العام وإِنجاز كلّ ما من شأنهِ إصلاح الحال وتحقيق أهداف الشّعب، آخذاً بنظر الاعتبار الظّرف الحسّاس الذي يمر بهِ العراق وهو يبذل الدّماء الطّاهرة لِتَحْريرِ آخرِ شبرٍ من ارضهِ الطّاهرة من دنس الارهابيّين.
ولا اكشفُ سرّاً هُنا او أُجانب الحقيقة اذا قلتُ بانّ التّجربة أَثبتت ان السيّد الصّدر هو الاقدر من بين كل السياسيّين على تحريك الشّارع، من جهةٍ، وعلى تحديث حركتهِ بما تنسجم ومتطلّبات كلّ ظرفٍ من الظّروف السّياسية المختلفة حدّ التّناقض التي تمرُّ بالبلد، من جانبٍ آخر، من خلال تمتّعهِ بالقدرة الاستثنائيّة على اقتناص الفُرص! طبعاً بغضّ النّظر عن مدى صحّة او خطأ حركتهِ او مدى ثباتهُ او تردّدهُ فيها او حتّى مدى تأثيرها الإيجابي من عدمهِ، فذلك كلّهُ متروكٌ للشّارع الذي يُراقب ويقيّم ويحكُم!.
امّا موضوع توظيف الحرب على الفساد لبناءِ كيانٍ سياسيٍّ او تقويةِ آخر، فهو أَمرٌ تسعى اليه جميع الاطراف والكُتل والزّعامات والأحزاب السّياسية بلا استثناء، فهي اذا تختلف في كلّ شيء الا انّها لا تختلف فيما بينها على هذا الثّابت! ولذلك نُلاحظ كيف انّهم جميعاً يحاولون توظيف مشروع الاصلاح والحرب على الفساد في حملاتهِم الانتخابيّة من الآن، ولهذا السّبب فانا اعتقد انّ شعار الاصلاح والحرب على الفساد سيكونُ القاسم المشترك في كلِّ الحملات الانتخابيّة القادمة بنفسِ الأسماء والوجوه والواجهات!
ومن أَجل ان لا يُخدع النّاخب العراقي مرّةً أُخرى فيُعيد استنساخ نفس الوجوه الكالحة والأسماء المحروقة التي لم تجلب الخير للعراق بعد تجربةٍ مريرةٍ دامت لحدّ الان اكثر من (١٤) عاماً، عليه ان يفتح عينَيهِ جيّدا وينتبه الى حِيَلِهم الجديدة فلا تخدعنهُ الشّعارات البرّاقة الفارغة ولا يُصدّق ادّعاءاتهم المتكرّرة، وعليه ان يضع من الآن علامة (❌) واسعة وكبيرة على كلّ الأسماء الفاشلة والفاسدة والكذّابة والدجّالة والمُراوغة والمُخادعة.
على سُنّة العراق تحديداً ان يُحسنوا خياراتهم فلا يجدّدوا للزّعامات والأحزاب التي أَوردتهم {الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} وقادتهم الى نهايات مأساويّة بائِسة، عندما سلّموهم للارهاب الذي اغتصب أَرضهم وانتهكَ عِرضَهم ودمَّر مُدنهم وقضى على كلِّ أسباب الحياة الكريمة حتّى حين.
على النّاخب العراقي ان يحذر تجّار الدّم والحروب الذين يتلفّعون بأسماء مُقدسة وشعارات مُحترمة واهداف يتطلّع اليها المواطن، ولكنّهم يوظّفون كلّ ذلك بما يخدم أجنداتهم المرتبطة بخيوطٍ رفيعةٍ مع قوى خارجيّة بشكلٍ أَو بآخر!.
سيعودون إليكم بأسماءٍ وجبهاتٍ وتحالفاتٍ وعناوينَ جديدةٍ، امّا المحتوى والفحوى والجوهر فواحدٌ، زُمَرٌ من الفاشلين والفاسدين واللصوص! وقطيعٌ يتعامل معهُ زعيم الكتلة كراعٍ يَهُشُّ على غنمهِ في حضيرة الدَّوَابِّ أو في المرعى!.
سيقدّمون أنفسم بعناوينَ وديعةٍ، حملانٌ بريئةٌ، امّا الحقيقة فهي هي لم يتغيّر منها شيءٌ، ذئابٌ مفترسةٌ تنهشُ بخيراتِ البلادِ وبجسدِ العبادِ ثم ترمي للنّاخب العِظام والفُتات!.
وعلى ذكرِ مُحاولات توظيف الشّارع لبناءِ كياناتٍ جديدةٍ، فلشدّ ما أَثار استغرابي حديث زعيم [ائتلاف دولة القانون] الاخير بشأنِ تقييمهِ للحَراك الشّعبي، عندما سمعتهُ يقول بانّهُ لا يفكّر في تحريك الشّارع كالتيّار الصّدري، لانّ الذين انتخبوهُ هم شيوخ العشائر واساتذة الجامعات، وهؤلاء لا يخرجون للشّارع للتّعبير عن مواقفهِم! وأردف يُعرّفهم بالقول [انّهم الاغلبيّة الصّامتة]! فهو بهذا الكلام يُراهن على الذّاكرة الضّعيفة لبعضِ المُغفّلين للتستّر على فشلهِ في تحريك الشّارع! ناسياً او مُتناسياً الجهود العظيمة والكبيرة والواسعة التي كان يبذلها أَيّام كانَ رئيساً للحكومة لتحريك الشّارع لدعمهِ في تحقيق نظريّة (بعد ما ننطيها) لضمان الولاية الثّالثة وكيف انّهُ كان يُنفق المال العام ويسخّر إِعلام الدّولة وكل أَجهزتها وأدواتها وامكانيّاتها ليُرَغِّب النّاس للتّظاهر فلم يكُن ليشترك في أعظمِها عُدَّةً وعدداً اكثر من (٢٠٠) مُتظاهر يرفعون (٣٠٠) صورة ملوّنة للزّعيم الأوحد والقائد الضّرورة (مُختار العصر) كما هو حال التّظاهرة التي خرجت مرَّةً تجوبُ شوارع (معقل) الحزب القائد مدينة كربلاء المقدّسة!.
اذن، هو ليس لا يُرِيدُ وانّما لا يقدرُ! ولو قدرَ لفعلَ!.
امّا وصفهُ لهم بالاغلبيّة الصّامتة فذلكَ دليلٌ صارخٌ على جهل الموما اليه بأَلف باء علوم السّياسة، فمن المعروف والواضح انّ هذا المصطلح لا ينطبق على مَن يشترك في الانتخابات! فكيفَ يُسمّي من اشترك في انتخابِ قائمتهِ بالاغلبيّة الصّامتة؟! كيف يُسمّي من ساقهُ الى صندوق الاقتراع ليُدلي بصوتهِ لصالحهِ، المال العام وسندات قِطَع الاراضي الوهميّة وتذاكر الرّحلات المجّانيّة لزيارة المشهد المقدّس وافتتاح مئات المشاريع الوهميّة وتوزيع الدّرجات الوظيفّة وغيرها الكثير الكثير من شعارات وخطوات الدّجل والشّعوذة، كيف يُسمّي كلّ هؤلاء بالاغلبيّة الصّامتة؟! انّهُ الجهل المركّب والتّضليل المقصود والمتعمّد!.
أَجزم لو انّ باستطاعتهِ ان يحرّك الشّارع كما يفعل الصَّدر لما تردّد لحظةً في تحقيق ذلك للضّغط على بقية الشّركاء لضمان الولاية الثّالثة التي سكنت في عقلهِ حدّ الهَوس أَو المرض! ولكنّهُ حاول مرّات وجرَّب كرّات ولكنّهُ فَشَلَ فشلاً ذريعاً فبرّر ذلك بهذا النّوع من التفسير الخاطئ!.
أَم نَسِيَ مجالس الاسناد التي أنفقَ عليها الملايين من المال العام كما أَهدى زعماءها السّلاح والعتاد، ليحرّكوا الشّارع لصالحهِ متى أرادَ ذلك؟! ومع هذا فَشَلَ فشلاً ذريعاً!.

*يتبع

اترك تعليقاً