الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الحشد الشعبي يجتمع “سرا” في بيروت ويخرج واثقا.. (تفاصيل)

الحشد الشعبي يجتمع “سرا” في بيروت ويخرج واثقا.. (تفاصيل)

متابعة السيمر / السبت 20 . 08 . 2016 — امسى فندق صغير في وسط بيروت العاصمة اللبنانية، محلا لعدة لقاءات سرية جدا، وقعت بين تاريخ 8-11 من الشهر الحالي، جمعت عدة اطراف، كان الرئيسي منها، قادة من الحشد الشعبي العراقي، مع ممثلي دول غربية معروفة على الساحة العراقية، وبعض المنظمات غير الحكومية العالمية.
الاجتماعات لم يتم تغطيتها من قبل الاعلام، ولم يصدر بشانه بيان رسمي من اي طرف مشارك، بكل حال، هذا لم يمنع بعض وسائل الاعلام من الوصول الى الاطراف المشاركة في الاجتماع، والحصول على معلومات اساسية بشانه، ومن تلك كانت “المونيتر” التي نشرت تحقيقا بهذا الخصوص.

الاحداث..
حصلت وسائل الاعلام على الحق للتحدث الى بعض القادة المشاركين في هذا الاجتماع السري، رغم انهم فضلوا ان تبقى هوياتهم سرية بسبب طبيعة الاتفاق، الا ان المعلومات التي قدموها انساقت مع رواياتهم المنفصلة، حيث اكدوا، بان الاجتماع اختير بان يكون سريا لعدة اسباب، اهمها، ضمان سلامة المشاركين في الاجتماع، من المبعوثين الغربيين، الى قادة الحشد الشعبي وقادة امنيين عراقيين اخرين، بالاضافة الى كون اعلان هكذا اجتماع لا ينساق مع طبيعة العلاقة الرسمية التي تجمع الاطراف المشاركة.
المختصر البسيط، ان اعضاء قيادة الحشد الشعبي المجتمعين في بيروت، غادروا قاعة الاجتماعات وهم اكثر ثقة بشان مستقبلهم في العراق، حيث وعد القادة المقابلين، بان العلاقات بين الحشد الشعبي، والدول الغربية، ستشهد انتقالة ايجابية نوعية، عقب عملية تحرير الموصل التي تم الاتفاق على اسسها خلال الاجتماع، حيث اكد احدهم، بان تحرير الفلوجة هو ما جاء بهم الى بيروت ولفت انظار القادة الغربيين اليهم كحلفاء للتباحث، متسائلا عما ستقدمه لهم الموصل ان تحررت في ذات الاطار.

كيف اتى الاجتماع ؟
احد قادة الحشد الشعبي المشاركين، شرح الالية التي تم خلالها عقد اللقاء، والاحداث التي قادت اليه في النهاية، ليوضح بانهم كقادة، تعرضوا الى ضغط كبير جدا بعد تحرير الفلوجة خلال شهر حزيران من وسيط، هذا الوسيط اعلن عن كونه قوة فاعلة في داخل الامم المتحدة العاملة في العراق، دون بيانها بالاسم، الضغط حصل من الامم المتحدة على قادة الحشد لعقد لقاء مع قادة ودبلوماسيين غربيين.
الحشد رفض في بداية الامر مقابلتهم، لكن الضغط المتزايد عبر الوساطة ادى في النهاية الى تحول الرفض الى نوع من القبول، مؤكدا بان كل ما تبقى حينها كان فقط تحديد الزمان والمكان الصالح لذلك، وهذا ما اتى بهم الى بيروت.
في تفاصيل الاجتماع، فقد بين المصدر، بان الفريق الذي مثل الحشد الشعبي كان مؤلفا من قادة معروفين، لفصائل وكتائب وسرايا، بالاضافة الى ساسة ومسؤولين، يبلغ عددهم بالمجموع 12 شخص، اما الفريق الاخر، فكان يتالف من عدة ممثلين لمجموعة من الدول الغربية، منها “النروج، اسبانيا، هولندا، كندا، استراليا، ايطاليا والمانيا”.
الحاضرين لم يقتصر وجودهم على فريقين فقط، فقد حضر بالطبع الوسيط الاممي التابع للامم المتحدة، فكل طرف كان ممثلا بمسؤول واحد اواكثر من وزراء الخارجية للدول المذكورة او ممثلي سفاراتها في بيروت.

لم تحضر الولايات المتحدة ولا بريطانيا
المصدر اكد ايضا، بان المحور الاساسي الفاعل في العراق الممثل ببريطانيا والولايات المتحدة لم يحضروا الاجتماع المذكور، حيث سأل قادة الحشد في وقت سابق على حد تعبيره، ان كانوا يمانعون وجود ممثلي الدولتين، حيث ردوا بعدم الممانعة، لكن بكل حال، كما اكد المصدر، لم تحضر الولايات المتحدة او بريطانيا.
السبب الذي ابلغ به الوفد، بان كلا البلدين ينويان “جس نبض” الحشد حول مشاركتهم في اجتماعات لاحقة، حيث فضلوا ان يكون الممثلين عنهم دولا غربية اخرى غيرهم، بغية استحصال معلومات عبر هذه الدول، ان كان قادة الحشد يشاؤون فعلا اقامة حوار مباشر مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

ما الذي ارادوه ؟
حسب المعلومات الواردة من قادة الحشد الذين تم تباحث الامر معهم، واكبرهم رتبة، فان الاجتماع دام لعدة ساعات كل يوم، وغطى تقريبا “كل شيء”، فكان المحور الاساسي الذي اراد الغرب معرفته هو، مستقبل الحشد الشعبي، وعلاقته بالحكومة المركزية في بغداد، بعد انتهاء داعش، وبيان طبيعة تلك العلاقة المؤسساتية او الانية.
الممثلون الغربيون كانوا يرومون معرفة موقف قادة الحشد الشعبي من قرار الحكومة المرقم بــ “91”، والمتضمن دمج قوات الحشد الشعبي مع قوات الامن العراقية والجيش، حيث اكد القائد العراقي، ان اجابة نظرائه من الحشد كانت واضحة جدا، فهم على اتم الاستعداد للاندماج مع القوات الامنية العراقية، والعمل تحت سلطة الحكومة المركزية، لكن بالتاكيد بانها ليست جزءا منها.
قادة الحشد، اكدوا للمبعوثين الغربيين، بان السبب الاساسي لرفضهم الاندماج في قوات الجيش العراقي بالكامل، هو الفاسد الاداري المستشري في مؤسسات الدولة، حيث اوضحوا لهم بان الحشد الشعبي سيكون جيش “رديف” داعم للجيش الاساسي، وللدولة”، مشيرا الى ان الغربيين فهموا وجهة نظرهم واقتنعوا بها على حد تعبير المصدر.
الجزء الاخر مما اراد المبعوثون الغربيون معرفته، هو ان كان للحشد الشعبي خطط للانخراط في العملية السياسية، حيث اكد الوفد لهم، بانهم انهوا الخطط للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة في عام 2017، مشيرا الى ان النظراء الغربيين، يتوقعون من الحشد الشعبي ان يحصل على نسبة عالية جدا من الاصوات، وهذا احد الاسباب الرئيسية التي دفعتهم الى الضغط امميا على قادة الحشد للاجتماع بهم على حد تعبيره.
الاضافة الاخرى اتت باستفسار الوفد لقادة الحشد حول موافقهم، من مناهج الادارة التي قد يتبعوها اذا ما فازوا في الانتخابات القادمة، مواقفهم من الاحزاب الداخلية في العراق، وكذلك القوى الدينية والمذهبية والعرقية للداخل العراقي والدول الاقليمية.
اجابات قادة الحشد حسب المصدر، كانت واضحة، وصارمة، فالعدو الوحيد للحشد الشعبي هو الارهاب والتعصب الديني ممثلا بتنظيم داعش على حد تعبيره، لا عداوة للحشد مع اي حزب داخلي، وايضا موقف الحشد من بقية اطياف ومكونات الشعب العراقي هي لا موقف، لكون الحشد ولد من هذه الاطياف والاعراق والمذاهب، حيث اكد المصدر بان النظراء الاجانب لاحظوا وجود التنوع في الوفد المرسل، حيث تالف من قادة شيعة، اثنين من قادة الفصائل السنية المنضوية ضمن الحشد، بالاضافة الى قائد مسيحي.
اما بخصوص العلاقات الاقليمية، فاكد المشاركون برغبتهم ان يكون العراق موحدا، مستقرا، ومستقل، بالاضافة الى كونه منفتح على محيطه الاقليمي، لكون هذا الهدف الاساسي من وجود الشق السياسي للحشد.

الالمان..
احد اهم الامور التي عبر قائد الحشد عن كونها قد لفتت نظره، او اعدها مميزة خلال سلسلة الاجتماعات التي حصلت، هي التوافق الحاصل مع الوفد الالماني، حيث حرص الوفد الالماني على مقابلة وفد الحشد الشعبي بشكل خاص لمدة يوم كامل، بعيدا عن الاجتماعات المعتادة.
المحاور اعيد مناقشتها مع الوفد الالماني بصيغة خاصة عن تلك مع بقية الوفود المشاركة، حيث صرح الوفد الالماني للحشد بعد ساعات من المباحثات بالقول، “نحن نعي بانك ستفوزون في الانتخابات القادمة، وتكونون شركاء مهمين في ادارة العراق، وعليه، فان على كل من الالمان والحشد الشعبي ان يعوا اهمية النصر القادم وتحالف الطرفين لتحقيق المستقبل الافضل للعراق”.
المصدر اكد بان اصرار الالمان على مقابلة وفد الحشد على حدة، ومناقشة المحاور من جديد بصيغة خاصة، جعل قادة الحشد يستنتجون، بان الالمان يمثلون الولايات المتحدة، التي غابت عن الاجتماعات، وان الاجتماع هو خطوة اولية لتمهيد الطريق، لعلاقات مباشرة وغير مباشرة، مع الولايات المتحدة.

وان نيوز

اترك تعليقاً