متابعة السيمر / الاحد 21 . 08 . 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مفتوح من بعض اللبنانيين من طائفة المسلمين الموحدين الدروز إلى متزعم تنظيم عصابة البدري ورئيسها، المدعو أبو بكر البغدادي وجميع من معه ويسانده ويدعمه ويشابهه في غيه وضلاله ومروقه وخروجه عن دين الإسلام والتوحيد، ومشاركته طواغيت الأمم في الطعن على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه في تخويف الناس وترويعها والتهديد، جرأة على دين الرحمة، دين الإسلام، وكذبا على الرسول المبعوث بالكتاب والنعمة، شفيع الأنام.
السلام على من اتبع الهدى، وخاف الله في قوله والعمل، وعمل لدار القرار ولم يوسع في دار الدنيا الأمل، ورحمة الله وبركاته على من سلك الحق سبيلا، ودعا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحقن الدماء وراحم ورحم.
أما بعد، فقد تناهى إلى مسامع اللبنانيين عبر وسائل الإعلام معلومات أن ما يعرف بقيادة العمليات الخارجية في تنظيمكم البائد الزائل عن قريب إن شاء الله في خلافتكم المزعومة، قد أصدرت أوامر إلى جماعة من الخونة العملاء في بلادنا الآمنة المطمئنة المباركة، بأن تقوم باستهداف مناطق تقطنها غالبية مسيحية، وأخرى من التي يسكنها المسلمين الموحدين الدروز.
وورد في المعلومات أيضا نية زمرتكم الإرهابية، وعصابتكم الإجرامية، إستهداف نواب ووزراء وشخصيات درزية لبنانية، لتدفع المواطنين إلى هجرة بلداتهم ومناطقهم، أسوة بما جرى مع الأيزيديين في إقليم سنجار والمسيحيين في العراق وغيره.
وقد سببت هذه المعلومات بعض الضيق، والحنق والغضب العنيف العميق، لدى من قرأها وسمعها، فإهانة الكرام من شيم اللئام، والتعرض لأهل الدين والفضل خسران وخذلان وكفر وعهر، فقد أخبر جدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عن جبريل عليه السلام عن ربه تعالى وتبارك قوله :”من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة. ومن بارز الحق تعالى بالمحاربة فقد ضادده بالمعصية، وكذب وتكبر عليه، ومن تكبر على الله ، فقد استوجب سخطه وعذابه جلا وعلا وهو القائل عن نفسه المقدسة تعالى وتبارك: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في أحدها أدخلته ناري ولا أبالي”، وقوله تعالى وتقدس في مسطوره المبين: ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين”.
أيها البغداديون ومن خلفهم ومن معهم ومن يمولهم ويسلحهم، إسمعونا جيدا، إنا قوم يشهد التاريخ أنا كنا ولا نزال سيوف الإسلام، منذ تصدينا للغزاة الفرنجة في معركة الأقحوانة، إلى الصمود الأسطوري لأبطالنا في وجه عصابات الأرغون التي تدربكم، وبقاء أهلنا المواطنون في فلسطين المحتلة في أرضهم وبلادهم، مواطنون عرب على أرض محتلة.
قبل أن تجربوا، إسألو الفرنجة، والمماليك، وسلاطين بني عثمان، وباشوات مصر، والفرنسيين، وكل من سولت له نفسه العبث مع بني سلمان، المكرم المعظم الممجد، وسلالة من صلى وعليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الرحمن، نبينا أبا القاسم محمد، وأحفاد فارس الإسلام المسداد، أسد الله المقداد الكندي من بني الأسود ، وبضعة الوصي الصفي الرضي، أمير المؤمنين إبن أبي طالب علي، ورجال الصادق في العلن والسر، إبن جنادة أبي ذر، وأحباب عمار، من بشر بالجنة، وحرمت عليه وعلى من نهج نهجه النار…
ويحكم يا أرذل خلق الله، يا بؤس وجوهكم أيها المعتدون المفسدون في الأرض، يا أعداء الله، يا فراعنة العصر، يا طواغيت الزمان، يا شياطين الفترة، يا أكذب أهل الأرض والسماء.كفى كذبا على الله ورسوله يا ذاذة الكفر وأنصار الشيطان.
لم يحصل في تاريخ الإسلام أن أصابته فتنة أكبر من فتنتكم، ولم يتيسر لأعداء الإسلام تفخيخا أفضل من ذلك الذي تقومون به، ويحكم ماذا تقولون غدا في يوم القيامة وحضرة الإله العظيم الجبار، القادر على كل الأشياء القهار، ويحكم إذا سألتم بماذا تجيبون؟ وقد أضلكم ما أنتم عليه من زيف القوة، وزعم القدرة. فأنتم ذاهبون عن قريب إلى جهنم وبئس المصير، لما ارتكبتم من الموبقات والآثام، وما روعتم وقتلتم يا قتلة أرجاس ظلام.
إتقوا الله في عباده، وعودوا من حيث أتيتم، ولا تعتدوا فإن الله لا يحب المعتدين، وإسألوا التاريخ، وتعلموا ممن سبقكم، فوالله إنا أحفاد أولئك الذين سدوا المدافع بعمائمهم، وقلبوا المصفحات بأكتافهم، ودمروا المدرعات بفؤوسهم، وإذا عدتم عدنا إن شاء الله، عودوا إلى رشدكم وامتنعوا عن غيكم، ولا تجربوا أهل التوحيد، فوالله الذي لا إله إلا هو، إنا أقوام يحبون الموت من أجل الكرامة والعزة كما تحبون النكاح ونشر الفتن. ولا تجربونا واتقوا الله، فنحن لسنا بحربيين ما لم نقاتل، أما إذا ابتدأتم العدوان، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى الله التكلان، وبه عليكم المستعان.
نحن لسنا طلاب حروب، نحن لسنا محبي قتال، نحن شعب مسالم مهادن، لكننا نأبى الظلم، ونرفض العدوان، وندافع عن أنفسنا ووجودنا بكل ما أوتينا من قوة من الله الرحمن، وأي محاولة للمساس بوجودنا ووحدتنا ووطننا، سنجعل التاريخ يشهد مجددا على معجزة تحول الحملان إلى ضياغم وسباع وأسود، وكيف تثور الحمية المعروفية، وتنتضى سيوف الكرامة الإسلامية، وتدافع عن أرضها وعرضها ودينها وموطنها العشيرة التوحيدية المحمدية. تلك التي تعلم رايات الطغاة الشاحبة أن تخاف الغضبات الوطنية على أسنة رماح الجبل.
إسمع يا ابراهيم هذا الكلام، وارتدع عن ظلمك وارعوي، قبل جفاف الأقلام…
اللهم هل بلغنا؟ اللهم فاشهد.
غسان بو دياب
بانوراما الشرق الاوسط