الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / حقائق عن تورط البعثيين بسقوط الموصل وقيادتهم لـ”داعش”

حقائق عن تورط البعثيين بسقوط الموصل وقيادتهم لـ”داعش”

متابعة السيمر / الخميس 25 . 08 . 2016 — كشف تقرير عن حقائق صادمة لمدى تورط حزب البعث المنحل في أحداث سقوط مدينة الموصل في حزيران 2014 وانخراط قادة الحزب في قيادة عصابات داعش الارهابية والجرائم التي ارتكبتها.
ويشرف على شبكة مخابرات داعش ضباط سابقون بالجيش والمخابرات كثيرون منهم ساعدوا في بقاء صدام حسين وحزبه البعث في السلطة لسنوات.
وكان هؤلاء الضباط قد عملوا في عهد صدام عاملا قويا في صعود داعش وبخاصة فيما حققته من استيلاء للاراضي بالعراق العام الماضي.
وعكف البعثيون بحسب تقرير لوكالة رويترز على تعزيز شبكات جمع المعلومات التابعة لداعش وعززوا من التكتيكات على ساحات المعارك وهم عنصر رئيسي في بقاء هذا التنظيم التي أعلنها زعيمه ابو بكر البغدادي وذلك وفقا لما ورد في مقابلات أجريت مع عشرات من بينهم قياديون سابقون بالحزب وضباط سابقون بالمخابرات والجيش ودبلوماسيون غربيون و35 عراقيا فروا في الآونة الأخيرة من الحويجة إلى اقليم كردستان.
ويقول الخبير الامني هشام الهاشمي إن “من بين الملفات التي تعزز وجود داعش وادارها ضباط سابقون عملوا في نظام صدام هي الأمن والجيش والمالية”.
وقال وزير المالية هوشيار زيباري، إن “البعثيين السابقين الذين يعملون مع داعش يقدمون للتنظيم إرشادات قيمة فيما يتعلق بالمتفجرات والاستراتيجية والتخطيط” مضيفا “انهم على دراية بالأفراد والعائلات أسماً أسماً”.
ويوافقه الرأي مسؤول أمني كبير سابق في حزب البعث قائلا “بصمات نظام صدام واضحة في عمل داعش ويمكنك أن تحسها”.
لكن كثيرا من البعثيين السابقين الذين يعملون مع داعش تدفعهم رغبة في الحفاظ على النفس وكراهية مشتركة للحكومة ، وهناك آخرون مؤمنون بفكر التنظيم بعد أن سلكوا طريق التشدد في السنوات الأولى التي أعقبت الإطاحة بصدام وبعد أن آمنوا بذلك النهج في ساحات المعارك أو في السجون العسكرية الأمريكية.
وقال قائد أمني سابق عمل في جهاز المخابرات العامة من عام 2003 إلى عام 2009 إن “بعض البعثيين السابقين الذين أبعدتهم حكومة العراق عن أجهزة الدولة كانوا في منتهى السعادة لمجرد أنهم وجدوا مظلة جديدة تظلهم” مبينا ان “داعش تدفع لهؤلاء”.
وتأمل قلة قليلة من النواب السنة في إقناع ضباط صدام السابقين بترك حلفائهم في داعش، لكن مسؤولا كبيرا قريبا من رئيس الوزراء حيدر العبادي قال إن “التعامل مع هؤلاء صعب لأن البعثيين منقسمون بشدة بين مؤيد لداعش ومعارض لها”.
وتساءل “من هم؟ بعضهم يلوح بغصن الزيتون والبعض يلوح بالسلاح”.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي إن “الحكومة تعارض التفاوض مع البعثيين” مضيفا “لا مكان لهم في العملية السياسية، هم محظورون بموجب الدستور”.
وبعد الإطاحة بصدام في نيسان عام 2003 بدأ سريعا بعض البعثيين في التعامل مع تنظيم القاعدة في العراق والذي كان البذرة التي انبثق عنها ما أصبح يعرف بتنظيم داعش.
وكان صدام قد أدار دولة بوليسية قمعية، وحل الاحتلال الأمريكي حزب البعث ومنع مسؤوليه من المستويات العليا بل والمتوسطة من العمل في الأجهزة الأمنية الجديدة، وغادر بعضهم البلاد وانضم بعضهم للتيار المناهض للولايات المتحدة.
وبحلول 2014 عاد البعثيون والمتشددون لعقد تحالف فيما بينهم، ومع اجتياح مقاتلي داعش لوسط العراق انضم إليهم جيش رجال الطريقة النقشبندية وهي جماعة تضم مقاتلين بعثيين تتحدث التقارير ان نائب الرئيس السابق عزت الدوري يقود هذه الجماعة.
ويقول شيوخ عشائر سنية وبعثيون وقائد أمني عراقي إن معظم المقاتلين خلال المراحل الأولى من الحملة العسكرية في العام الماضي كانوا من رجال الطريقة النقشبندية ومن مجموعات أصغر من ضباط صدام.
وقال مسؤولون عراقيون وعبد الصمد الغريري المسؤول الكبير في حزب البعث إن “رجال الطريقة النقشبندية هم الذين جمعوا سكان الموصل في الانتفاضة على بغداد وهم الذين خططوا وقادوا جانبا كبيرا من الزحف العسكري في العام الماضي”.
وبعد قليل من سقوط تكريت في حزيران 2014 التقى زعماء فصائل التمرد السني الرئيسة في منزل أحد أعضاء حزب البعث، وقال المسؤول الأمني الكبير وشيوخ عشائر من تكريت ومسؤولون بعثيون إن داعش خيرت البعثيين: إما أن تنضموا إلينا وإما أن تنتحوا جانبا، وبالفعل تخلى بعض البعثيين عن التمرد وبقي آخرون ليملأوا صفوف داعش الوسطى بذوي الخبرات الأمنية.
وعلق قيادي مسلح سني بارز قال “تكتيكات داعش مختلفة عن القاعدة هؤلاء أناس تعلموا في كلية أركان حرب، هم قادة سابقون في الجيش وليسوا من ذوي العقول البسيطة، هم أصحاب خبرة حقيقية”.
وقال كل من الغريري وخضير المرشدي الناطق الرسمي بلسان حزب البعث لرويترز إن الجناح المسلح للحزب في حالة جمود بعد هزيمته، وقالا إن تنظيم داعش قتل حوالي 600 من أنصار البعث ورجال الطريقة النقشبندية”.
وقال المرشدي “سياستهم هي قتل كل شخص وتدمير كل شيء، يبثون الخوف والموت في كل مكان ويسيطرون على مناطق، كثيرون انضموا إليهم الآن، في البداية كانوا بضع مئات أما الآن فتجاوزوا الالاف”.
وترى إيما سكاي المستشارة السابقة بالجيش الأمريكي أن داعش أبتلعت البعثيين فعليا وقالت “الضباط ذوو الشوارب المنمقة أطلقوا لحاهم”.
وقال المسؤول الأمني البارز في صلاح الدين وعدد من شيوخ العشائر إن من أبرز البعثيين المنضمين لداعش أيمن السبعاوي ابن أخ صدام ورعد حسن ابن عم صدام، وكلاهما كانا طفلين أيام صدام لكن الصلات الأسرية تحمل دلالة رمزية قوية”.
ومن الضباط الكبار في داعش الآن وليد جاسم الذي يعرف أيضا باسم أبو أحمد العلواني وكان نقيبا في المخابرات في عهد صدام وكذلك فاضل الحيالي المعروف باسم أبو مسلم التركماني والذي يعتقد البعض أنه كان نائبا لأبو بكر البغدادي زعيم التنظيم إلى أن قتل في ضربة جوية هذا العام.
وتشرف الوكالة الأمنية لداعش على أجهزة الأمن والمخابرات بالتنظيم في الموصل أكبر مدن شمال العراق، وللوكالة ستة أفرع كل منها مسؤول عن الحفاظ على جانب من جوانب الأمن المختلفة.
وعلى رأس الوكالة الأمنية في العراق وسوريا ضابط مخابرات سابق من الفلوجة عمل في عهد صدام هو إياد حامد الجميلي الذي انضم للتنظيم السني بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ويعمل الآن تحت إمرة البغدادي مباشرة وفقا لما ذكره المحلل العراقي هشام الهاشمي.
ويقول الفارون من التنظيم إن داعش حولت بيوت ضباط الجيش العراقي السابقين إلى قواعد وأقامت شبكة من المخبرين.
وكثفت الحكومة العراقية جهودها للتضييق ماليا على داعش بمهاجمة منشآت نفطية والضغط على رجال الأعمال الذين ساعدوا المتشددين ووقف رواتب موظفي الحكومة في المناطق الخاضعة لحكم داعش.
وقال وزير المالية زيباري إن داعش في الموصل ما كان منها إلا “ابتزاز مزيد من المال من الناس، وهم يتحركون أكثر باتجاه الأعمال الإجرامية والخطف”.

اترك تعليقاً