متابعة السيمر / السبت 27 . 08 . 2016 — شكلت ظاهرة ازدياد العنف وانتشار القتل العشوائي في البصرة، قلقا متزايدا لدى السكان في المدينة، داعين الى ضرورة ايقاف هذه الفوضى التي تديرها شبكات واسعة من احزاب وعشائر لبسط النفوذ ومحاولة السيطرة على الموارد الاقتصادية.
وازدادت ظاهرة القتل منذ ظهور تنظيم داعش في الموصل، اذ خرجت حركات واحزاب تحاول بسط نفوذها بدافع الجهاد، مبتعدة عن الهدف الاساس الذي انطلقت منه، واستغلت تلك الحركات الحشد الشعبي لتحقيق اهدافها، اذ بات المشهد واضحا في ظهور سيارات في اللون العسكري وسط المدينة او اشخاص يرتدون زيا عسكريا في كل الاوقات دون ان توقفهم السلطات المحلية.
وتمثل البصرة رئة العراق الاقتصادية، فهي تشكل نسبة عالية من ابواب موارد البلاد، لكن المدينة لا تزال في فقر مدقع ومستوى خدمات لايليق بما تقدمه للبلد.
وتكشف /بابل24/ عن خارطة انتشار المسلحين في المحافظة، وبحسب مصدر أمني فيها، أن “انتشار العنف والقتل ازداد في البصرة بعد ظهور داعش”، موضحا ان “الاحزاب وبعض الفصائل المسلحة من الحشد تبتز الناس والمؤسسات الحكومية من اجل فرض سطوتها”.
ويفصل المصدر تلك الفصائل في البصرة حسب المناطق وسيطرة نفوذها، ومدى قوتها في المناطق التي تتحدث بها بالاتي “في مناطق شمال البصرة، هناك تواجد كبير لمنظمة بدر والعصائب وسرايا السلام، لكن بشكل اقل، الا ان النفوذ والقوة والسيطرة للعشائر هناك، ولعل ابرزها الحلاف والكرامشة، فهم يشكلون قوة لا تصطدم بها تلك الفصائل المسلحة”.
ويضيف “في وسط البصرة، النفوذ يمكن تقسيمه بين، منظمة بدر والعصائب بشكل واضح، انتشار لعناصرهم وتواجدهم تقريبا يغطي على ابرز المناطق، ويؤثرون احيانا على صناعة القرار السياسي، وتتواجد فصائل مسلحة اخرى لكن بشكل اقل، مثل رساليون التابع للفضيلة، والفصائل التابعة للمجلس الاعلى، وهذه يتم تغطية شرعيتها من قبل المحافظ”.
ويتابع “في المناطق الشعبية، مثل الحيانية او خمسة ميل والقبلة، فهناك تواجد بشكل واضح لسرايا السلام، وفي ابو الخصيب ثمة تواجد للعصائب ومنظمة بدر، وفي الموانئ، النفوذ والاتاوات تنقسم بين منظمة بدر والمجلس الاعلى والعصائب”.
ويستدرك “العلاقة تبدو متشنجة نوعا ما بين تلك الفصائل التي لديها كم هائل من الشباب، ولديهم القدرة على خوض المعارك في اي مكان، وهم بمثابة شرارة فيما لو انفجر الوضع الامني في البصرة سيكون من الصعب السيطرة عليه مرة اخرى”.
واشار الى ان “كل تلك الفصائل ثمة عناصر فيها غير منضبطة، تقوم بأعمال تسليب وقتل بشكل متكرر، ويبتزون اصحاب الاموال واصحاب المشاريع، بأخذ حصص من الاموال لهم ولمكاتبهم الخاصة”.
اما من جانب المواطنين، فقد رووا لـ/بابل24/ بعض ما تعرضوا له من مشاكل العنف في المدينة وازديادها، إذ يقول زيد الصفار بأنه قد شهد امام عينيه حادث سرقة “حينما وقفت سيارة تحمل ثلاث اشخاص امام سيارة اخرى فيها شخص واحد، نزلوا وقاموا بطعنه اكثر من مرة بالسكاكين”، مضيفا “حينما تدخلت واطلقت النار عليهم اضطروا للهرب، اسرعت باتجاه الشخص المصاب، كان رجل صاحب مكتب، “كي كارد” ومعه رواتب بقيمة 55 مليون، اخذوا نصفها وهربوا”.
فيما اشار زين الانصاري لـ/بابل 24/ كيف تم تسليب اخيه وقتله في منطقة الجبيلة وسط البصرة الساعة 12 ظهرا وهو سائق تكسي، كما بين احمد الحمداوي، ان مشاجرة حصلت في احدى مناطق المحافظة بين عائلتين، قتل واحد من العائلتين، فقاموا اقرباء القتيل بلبس زي عسكري واعتقلوا القاتل وعلقوه على عمود ومثلوا بجثته”.
وفي اغرب حالات السرقة التي حصلت، قال المهندس صفاء من البصرة، لـ/بابل24/، انه تعرض الى محاولة سرقة فاشلة في منطقة الخطوة قرب الزبير، وكذلك سرقوا حقيبة والدته، وايضا سرقوا بيته في منطقة الرباط وسط البصرة “سرقوا كل شيء تقريبا”.
ومثل هذه الاحداث الكثير، التي تحصل بشكل يومي في البصرة، دون ان تكون هناك اجراءات حكومية رادعة لايقافها.
الرئيسية / الأخبار / البصرة البصرة بحاجة لصولة فرسان جديدة :: خارطة النفوذ “المسلح” في البصرة… احزاب وميليشيات تعبث بأمنها