السيمر / الخميس 22 . 09 . 2016 — وصل الارهابي السعودي عبدالله المحيسني إلى سوريا في تشرين الأول من عام 2013 لحل الخلاف الذي نشب بين جماعة «داعش» وبين عدد من الفصائل، ولا سيما «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
ولدى وصوله، كان أول ما طلبه لقاء زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، لكنّ قادة في التنظيم اعتذروا، وأبلغوه أن بإمكانه الاجتماع إلى صاحب القرار في الشام، وهو أبو علي الأنباري. لم تُفلح وساطة المحيسني في إصلاح ذات البين بين «إخوة الجهاد». رفض بعدها المحيسني عرض الأنباري بالانضمام إلى صفوف «داعش» كقاضٍ شرعي.
في بداية عام ٢٠١٤، تحوّل المحيسني إلى رأس حربة في المواجهة مع تنظيم «داعش». وخاض العديد من المعارك الدائرة في الجنوب السوري. ذاع صيته ليصبح أحد أبرز قادة الجماعات المسلحة في سوريا. شكل تنظيم «جيش الفتح» الارهابي ، الذي يضم «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» وتنظيمات أخرى، وتحوّل إلى قوة مقاتلة في الداخل السوري. يتولى اليوم منصب ما يسمى القاضي الشرعي العام في «جيش الفتح». في المقابلة التي أجرتها «الأخبار» على مرحلتين، تحدث عن معركة حلب، مشيراً إلى أنها لم تنته حيث انه بحسب تقديراته ستستمر المواجهة لأشهر وذلك بعد ان منيت الغزوات المتتالية لفك الحصار عن حلب بالفشل.
واعترف بوجود مشاكل بين الجماعات المسلحة وقال: في مسألة فصل «جند الاقصى» عن «الفتح»، أنا أعدّه خطأ استراتيجيا لأنهم في نهاية الأمر موجودون على الساحة. وأنا أدعوهم، كما ندعو كل فصائل الساحة، إلى الانخراط في جيش الفتح لإكمال المسيرة لقتال النظام .
وحاول المحيسني مخاطبة الوجدان الشيعي في مقابلته، لكنّ موقفه من الشيعة بقي حمّال أوجه قبل أن يتضح في القسم الأخير من المقابلة. فقد ادعى وجود أسرى جدد من حزب الله في قبضة «الفتح»، لكنه ردّ على سؤال إن كان يملك هويات وأدلة تثبت وجود أسرى لبنانيين بالقول: «في فن التفاوض بمجرد إخراج صورة الأسير أو صوته أو أي معلومة، تكون كمن يعطي العدو هدية. هذه المعلومة لا تُدفع إلا بثمن».
وذكر المحيسني ثلاثة أسماء لأسرى لبنانيين، تبيّن أن اثنين منهم سبق أن أجريت معهما مقابلات بثتها قناة «أم تي في» اللبنانية قبل أكثر من 9 أشهر. أما عن وجود أسرى سوريين، فقال: «الأسد لا يهتم بأسراه من الطائفة العلوية، لذلك كنّا بمجرد أن نأسر منهم نقتلهم..
أما عن موقفه من الشيعة، فزعم المحيسني ان الشيعة هم عشرات الآلاف من الشعوب الذين استغلتهم إيران لأجل استعادة مملكتها بحسب وصفه محاولا كسب ود الشيعة بقوله، ان كل المجاهدين والثوار وكل من في سوريا وغيرهم لا يساوون شعرة في جسد علي (سلام الله عليه) .. انا اعتبر هؤلاء مغررا بهم .. لقد زُجّ الشيعة في محارق قتالية تريدها ايران. وبهذه الإجابة أهدر المحيسني دماء الشيعة.
وعن علاقة المحيسني بالنظام السعودي وبيعته لأحد التنظيمات، فردّ بالقول إنّه لم يبايع أحداً بعد. ولمّا سئل إن كان في رقبته بيعة للملك السعودي أجاب بأنّه لن يدخل في الأسماء.
وعن ارتباطه بعمل خارج سوريا، سواء بتنسيق مع شبكات في لبنان أو غيره؟ طلب المحيسني حذف السؤال.
ولم يعلّق الشيخ المحيسني عن سؤال حول الدور السعودي والقطري في سوريا. ورفض ايضا إبداء رأيه في قتال السعوديين في اليمن. أما محاولة الانقلاب التركي، فقال إنّه ضدها ليعترف بشكل صارخ بان الحكومة التركية تدعم وتمول الجماعات المسلحة حين قال: إفشال الانقلاب أفرح المسلمين، لأنه لو نجح لكان سيلحق ضرراً كبيراً بالمتعاطفين مع الثورة السورية. الدور التركي كان ولا يزال أفضل دور دولي قُدِّم لأرض الشام.
ظروف إجراء المقابلة
طلب المكتب المسؤول عن تنسيق لقاءات المحيسني الصحافية الاطلاع على الأسئلة مسبقاً. هذا الطلب كان بمثابة الشرط المسبق لإجراء المقابلة المصوّرة. أُرسِلت الأسئلة، ثم جاء الردّ بعد نحو أسبوع. أُعيدت الأسئلة التي وافق عليها المحيسني، فيما حُذِفت باقي الأسئلة. أما الأسئلة المشترط عدم طرحها، فكانت تلك التي تتعلق بالمملكة السعودية. تحديداً مسألة بيعته للملك السعودي أو علاقته بوالده . لا يُريد المحيسني أن يُظهر أي انتقاد لآل سعود. كذلك الأمر في ما يتعلقّ بتنظيم «القاعدة». يحرص على عدم ربطه بأي من التنظيمات، ولا سيما تلك التي تُصنّف إرهابية دولياً. كذلك كان من بين الأسئلة المحذوفة سؤال: «كُثُر يأخذون عليكم أنكم تسيطرون على جبهة محاذية للعدو الإسرائيلي، لكنكم لم تُطلقوا طلقة ضدهم… لم تفتحوا معركة… وتسمحون لجرحاكم بالتطبّب في الداخل الإسرائيلي.. ماذا تقولون؟». حُذِف هذا السؤال أيضاً.