السيمر / الأربعاء 28 . 09 . 2016 — بيان حركة انصار 14 فبراير بمناسبة عاشوراء 1438 هـ ، كما تلقته ” جريدة السيمر الإخبارية ” :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ) “60 سورة الزمر” صدق الله العلي العظيم
«هيهات منّا الذّلة»
ونحن نستقبل شهر محرم الحرام، وعلى أعتاب عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، ها نحن نشهد حال الأمة الاسلامية وما تعانيه من ظلم وإستبداد وإضطهاد من قبل قوى الشر والإستكبار العالمي وفي مقدمتهم أمريكا أم التكبر والتجبر والغطرسة، التي تستهدف الأمة في وجودها من خلال إشعال الحروب والفتن ومن خلال عملائهم في المنطقة ، وفي طليعتهم نظام آل سعود، هذه الشجرة الخبيثة والملعونة التي تفتك بالمدنيين في أكثر من بلد من بلادنا الإسلامية.
إن هذه الشجرة المروانية والأموية والسفيانية التي لا زال يعاني شعبنا المضطهد والمظلوم في البحرين منها الأمرين، كما لا زال شعبنا اليمني العظيم والشقيق يعاني منها هو الآخر الأمرين بما قامت ولا تزال تقوم به من مجازر إبادة جماعية وإستخدام الأرض المحروقة من أجل تقويض الثورة اليمنية الكبرى التي إنتصرت على قوى العدوان الظالم كما سجلت إنتصاراتها المدّوية على الإستبداد والعبودية والوصاية الأمريكية والسعودية.
كما نحن نستقبل شهر محرم الحرام لهذا العام والشعب المؤمن في العراق يتعرض إلى مجازر يومية عبر السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة على يد أيتام صدام المقبور والدواعش الوهابيين التكفيريين عملاء أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والشجرة الخبيثة الملعونة آل سعود والحكومات القبلية في المنطقة، ونراه يوميا يقدم الشهداء والقرابين وأنهار الدماء من أجل حريته وإستقلاله وعزته وكرامته.
إن رأس الشر والإستكبار في العالم أمريكا تقف بشكل فاضح وسافر وراء كل جرائم القتل وسفك دماء المدنيين في كل بلادنا الإسلامية، إستكباراً وتجبراً لإرغام شعوب العالم الإسلامي على الخضوع وللهيمنة والسيطرة على الموارد والثروات.
إن مسلسل القتل والتدمير الشامل الذي تقف وراءه أمريكا لا يستهدف فقط بلد من بلادنا الإسلامية المترامية الأطراف وإنما تستهدف عمليات التدمير إما الإخضاع الكامل أو التدمير الشامل.
أن سوريا المقاومة تتعرض هي الأخرى كما العراق واليمن والبحرين وأفغانستان ولبنان وفلسطين لحرب تستهدف تدمير الدولة المدنية من أجل فرض السيطرة والهيمنة.
وبعد أيام قلائل سيطل علينا موسم عاشوراء الحسين عليه السلام وهذا هو حال الأمة تغطيها أشلاء الدماء وضحايا الإستكبار والغطرسة.
ونحن إذ يطل علينا عاشوراء الإباء والفداء، إيذاناً باحياء ذكرى ثورة السبط الشهيد ضد الطاغية يزيد الذي أسس أساس الظلم والقهر والعسف والجو، والذي قاوم السبط الشهيد غطرسته وإستكباره ليضع حداً لظلم وإضطهاد الشجرة الأموية الملعونة التي جعلت من الحكم ملكاً عضوضاً ، كما يجعله اليوم آل سعود وآل خليفة.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين تطالب جماهير شعب البحرين المسلم الموّحد والموالي بأن يتخذ من شهر محرم الحرام، ومن ذكرى عاشوراء منطلقا له للثورة على الظلم والإستعباد والإضطهاد، ولتصدح حناجره بشعارات الحرية والعدالة ومقارعة الظلم والظالمين والمطالبة بحق تقرير المصير لشعبنا الحسيني الثائر، ولتصدح حناجر جماهيرنا البحرانية الحسينية في عاشوراء بالدفاع عن مظلومية الشعب اليمني ورفع الحصار البري والبحري والجوي عليه من قبل قوى العدوان والشر بزعامة أمريكا وإسرائيل والإنجليز، والذي تنفذ أجندته المشؤومة الشجرة الملعونة لآل سعود.
إن الاستكبار العالمي بزعامة واشنطن وحلفائها يريدون أن يركعوا شعوبنا الحرّة والكريمة في سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين، وها نحن في كل يوم نشهد جريمة قتل وإبادة وعنف موجه يستهدف الإنسان والدولة في هذه الأراضي الطاهرة من بلادنا الإسلامية، وهيهات أن تقبل شعوبنا العزيزة خيار الذّل والخنوع وهي تستلهم من ملهمها الحسين العظيم عليه السلام معاني الصمود والإباء والإيثار والتضحية.
إن علينا كشعب في البحرين والشعوب العربية والإسلامية وسائر الشرفاء في العالم أن نقف إلى جانب الشعوب التي تحاول قوى الشر والإستكبار العالمي تحطيمها وإستضعافها بما نستطيع من إرادة وعزيمة.
في هذا العام تحديداً علينا أن نستقبل عاشوراء الحسين بشعار هيهات منا الذلة، ولبيك يا حسين، وأن ندافع عن الشعوب المظلومة والمقهورة التي تتعرض الى حملة إبادة وقتل وذبح ومجازر في أكثر من منطقة من بلادنا الإسلامية وعلى رأسها شعوبنا الأبية في اليمن وسوريا والعراق الذي تريد لهم قبيلة آل سعود الفناء من أجل نزواتها الشيطانية ومن أجل بقائها في الحكم والدفاع عن مصالح أمريكا والصهيونية العالمية التي فقدت نفوذها وهيمنتها فيها.
يا جماهير شعبنا البحراني الحسيني ..
يا شباب ثورة 14 فبراير المجيدة ..
إننا في البحرين الكبرى نمر بحالة مشابهة لما كان عليه عهد الطاغية يزيد الأموي من ظلم وإستعباد وديكتاتورية ، حيث يعيش شعبنا الأبي ظروفا قاهرة وظلم فاق التصور، ويواجه شعبنا سياسة ظالمة بالتجنيس السياسي وتغيير الخارطة الديموغرافية لشعبنا، ويريد الطاغية حمد الفاسق والفاجر وشارب الخمر، ويزيد العصر، وفرعون البحرين بمحاولاته اليائسة لإخضاع شعبنا بالقبول بسلطته الفاشية والغاشمة، تحت وقع أساليب القمع والإكراه بالقوة، ولذلك فإن علينا أن نستلهم من السبط الشهيد الإمام الحسين عليه السلام معنى الصبر والمقاومة ورفع صوتنا بصوت عال من حناجرنا بشعار “هيهات منا الذلة” و”مثلي لا يبايع مثله” .. و”لبيك يا حسين”. وبكلمات سيد الشهداء «فوالله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد، وإنّي أحامي أبداً عن دينيّ»..
إن رسالة شعبنا كانت وما تزال واضحة كل الوضوح خلال الخمس سنوات الماضية من عمر الثورة الشعبية العظيمة بأنه شعب لن يستسلم للطاغية حمد وكيانه الخليفي المحتل ، ولن يستسلم للإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة ، ولن يستسلم لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وسيرفع شعاراته الحسينية برفضه للتواجد العسكري والأمني لهم، وسيطالب بتفكيك قواعدهم العسكرية في البحرين.
إن شعار هذا العام، «هيهات منّا الذّلة» تعني ألّا تغفو جفوننا وعيوننا ولنا حقوق مضيعة ووطن مغتصب وكرامة مسلوبة.. ولنا معتقلين فاقوا الـ 4000 شخص ، نساءً ورجالا وشيوخا وأطفالا ، وقادة للثورة غيبهم الطاغية حمد وأزلامه ومرتزقته في غياهب السجون.
«هيهات منّا الذّلة» تعني أنّ مثل شعبنا لا يبايع مثل حمد الساقط، قاتل النفس المحترمة، ومنتهك الأعراض، وشارب الخمر، ومعاقر الفساد والفجور.
«هيهات منّا الذّلة» تعني أنّنا سنظلّ على العهد والوفاء لدماء شهدائنا الأبرار الذين قضوا بسبب بطش السلطة وقمعها وإستهتارها بالأرواح الأبيّة.
«هيهات منّا الذّلة» تعني أنّنا لا نضيع دماء شهدائنا الأبرار لأي حسابات كانت، وأنّنا ثابتون على النهج حتى القصاص العادل من القتلة المجرمين والسفاحين وعلى رأسهم الطاغية حمد ، وألّا نرضى عن ذلك بدلًا.
«هيهات منّا الذّلة» تعني ألّا نترك حرائرنا وأسرانا بالسجون من أبناء وطننا الغالي الذين يذيقهم النظام الديكتاتوري المجرم سوء العذاب.
«هيهات منّا الذّلة» تعني أن ننتصر للحقّ والعدالة والحريّة، وأن نرفض الباطل مهما تسلّح بالظلم والجبروت والبطش والانتقام.
ولنتذكر قوله تعالى: «إنّا من المجرمين منتقمون».
«ونصر من الله وفتح قريب»
هذا وإننا في حركة أنصار ثورة شباب ١٤ فبراير ندعو شعبنا الأبي إلى تبني شعار وتوجيهات القوى الثوريّة الست «إئتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير، تيار الوفاء الإسلاميّ، حركة حق، حركة الأحرار الإسلاميّة، حركة خلاص، تيار العمل الإسلاميّ» التي أصدرت بيانها المشترك بمناسبة قرب حلول عاشوراء الكرامة والتي أعلنت فيها عن تدشين شعارها الموّحد لهذا العام «هيهات منّا الذّلة» للعام الهجريّ الجديد ١٤٣٨ هجريّ.
“وإن تنصروا الله فلا غالب لكم” .
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
27 سبتمبر 2016م