متابعة السيمر / الخميس 29 . 09 . 2016 — تناولت صحيفة “إيزفيستيا” العلاقة بين الولايات المتحدة والأكراد، مشيرة إلى أن واشنطن تدعمهم في سوريا، وفي الوقت نفسه تدعم تركيا التي تحاربهم.
جاء في مقال الصحيفة:
قال رئيس مجلس منظمة الحكم الذاتي الثقافي لأكراد سوريا فرحات باتييف لـ “إيزفيستيا” إن أكراد سوريا يتلقون مساعدات مختلفة من الولايات المتحدة. ومع ذلك تثير بعض خطوات واشنطن الشكوك في أن تكون هذه المساعدات صادقة، وأنها تهدف إلى دمج الجيبين الكرديين بمنطقة فيدرالية موحدة في شمال سوريا.
وأضاف أن “الأمريكيين يقدمون لنا المساعدات، ولكن هذا يجري وفق استراتيجيتهم. فمن جانب هم يعلنون عن دعمهم للأكراد في محاربة “داعش”، ومن جانب آخر يغضون الطرف عن اقتحام تركيا لمدينة جرابلس، رغم نظرة الأكراد السلبية جدا إلى هذه العملية”. وأشار إلى أن الأيام ستكشف عن هدف الولايات المتحدة الحقيقي. و”الأكراد في جميع الأحوال لا يريدون أن تنظر إليهم واشنطن كقوة يمكن استخدامها في مكافحة الإرهاب، من دون الاعتراف بحقهم في إنشاء فيدرالية في شمال سوريا، والذي يتطلب دمج الجيبين الكرديين”.
هذا، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم الولايات المتحدة في تصريح لقناة “بلومبيرغ”، بتوريد الأسلحة إلى أكراد سوريا الذين تعدُّهم أنقرة إرهابيين.
وقال أردوغان إن طائرتين محملتين بالأسلحة هبطتا قبل ثلاثة أيام في كوباني. وسأل: لمن؟ لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” وفصائل “وحدات حماية الشعب” الكردي؟ وأكد أن الأمريكيين يقترفون خطأ كبيرا على مرأى من العالم كله؛ مشيرا إلى أن “الحزب والوحدات هما فرعان لـ”حزب العمال الكردستاني” الإرهابي الذي ينشط في تركيا”.
ويذكر أن وحدات من الجيش التركي أُدخلت ليلة 24 أغسطس/آب الماضي إلى مدينة جرابلس والمناطق المحيطة بها، وأعلنت أنقرة أن هذه العملية موجهة ضد “داعش” والوحدات الكردية. وبحسب رأي الخبراء، فقد اتخذ أردوغان هذه الخطوة إثر تمكن الوحدات الكردية من استعادة السيطرة على مدينة منبج يوم 12 أغسطس/آب وطرد مسلحي “داعش” منها. حينها، صرح ممثل “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي في روسيا عبد السلام علي لـ “إيزفيستيا” بأن هدف الوحدات الكردية هو “إغلاق الحدود”. وأضاف، أن الأكراد يستطيعون التوجه بعد هذا غربا باتجاه عفرين.
ومن الواضح أن العملية التركية في سوريا خلطت أوراق الأكراد. والشيء الملفت هنا أن العملية تمت بغطاء جوي أمريكي. وهذا ما أكده البنتاغون باعتبار أن الولايات المتحدة حليفة لتركيا في الناتو. لكن الأمريكيين في الوقت نفسه يوردون الأسلحة إلى أكراد سوريا. ويبدو من الوهلة الأولى وكأنهم يفعلون كل شيء من أجل التخاصم مع أولئك وهؤلاء.
ولكن، وبحسب رأي المستشرق فياتشيسلاف ماتوزوف، تنفذ واشنطن مهماتها في سوريا، والأكراد الذين يأملون بإنشاء منطقة فيدرالية على أقل تقدير وبدولتهم المستقلة مستقبلا، ليسوا إلا أداة بيدها.
لقد سقط الأكراد مع الأسف في الشرك الأمريكي. فالولايات المتحدة لن تدخل أبدا في نزاع مع تركيا، ولن تساعد الأكراد في إنشاء دولتهم. صحيح أن لدى الأكراد رغبة قوية في توحيد شعبهم، ويبدو أنهم عولوا على مساعدة الولايات المتحدة في تحقيق هدفهم. بيد أنهم تحولوا إلى أداة بيد واشنطن، التي تهدف إلى إسقاط القيادة السورية، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة عموما.
روسيا اليوم