السيمر / السبت 22 . 10 . 2016
وداد عبد الزهرة فاخر*
اثار تشكيل الحشد الشعبي مخاوف عدة لدى أعداء العراق الحقيقيين بدءا من طائفيي الداخل المعادين لكل ماهو ديمقراطي وما يشيع المساواة بين العراقيين اجمع ، وفريق القوميين الانفصاليين الذين يريدون ان يتلاعبوا بارض العراق وخيراتة كيفما يشاؤون ودون أي حسيب او رقيب ، مع حلب الدولة العراقية واستنزافها لجيوبهم الخاصة .
لكن الخوف الأعظم جاء من بعض دول إلاقليم الذين احسوا بنمو قوة عسكرية شعبية مستقبلية في العراق والمنطقة سوف تكون حاميا للعراق وأهله ، ورادعا لاعداءه . لذلك زاد سعار السلطان العثماني اردوكان بدفع من ” اخوة ” يسمون ظلما وزورا بـ ” عرب ” كدولة آل سعود التي تنادي وبطريقة تثير السخرية بمباديء العدل والديمقراطية وهي لا تعترف بحق شعبها بكل ما تنادي الاخرين وتطلب ذلك منهم ، كونها مثال للتخلف والدكتاتورية ، وليس لديها دستور او قوانين ، ولا أي عدالة اجتماعية ، مع مشيخات لا تملأ كل شعوبها شاحنة نقل كبيرة . ووفق نمط طائفي عنصري برزت من خلالهم مقولة ” حماية اهل السنة ” ، وجندوا لهذا الغرض وبعد سقوط نظام العهر الفاشي في وادي الرافدين تنظيم ارهابي جاء كبديل عن ارهاب وقمع البعث الفاشي ، وبجهود امريكية ودولية ، ولكن باسم جديد خلط الدين بالخرافة والتاريخ المزور باسم ” داعش ” .
ولم تكن جهودا دولية أخرى ببعيدة عن المشاركة بالجهد الإرهابي ووفق نظرية الصهيونية العالمية ، واداتها الناعمة وعراب ” ربيعهم العربي ” برنارد هنري ليفي الذي خطط ، ونفذ ” ربيعهم الدامي ” .
لكن تشكيل الحشد الشعبي بعد مؤامرة تسليم المدن والبلدات السنية للتنظيم الارهابي ” داعش ” لاقى تقبلا شعبيا عراقيا واسعا ، لكن لم يجد طريقه الى السعي الحثيث لتفعيل وتقوية دور الحشد الشعبي لتخليص العراقيين من داء ” داعش ” الذي تمدد ونخر الجسد العراقي بفضل عوامل عدة يأت في مقدمتها الحواضن التي فتحت صدورها للارهاب وشخوصه لا لشئ سوى الانتقام الطائفي ، ووفق نظرية ” علي وعلى اعدائي ” وبالفعل كانوا هم او لنقل أبناء طائفتهم اكثر الناس ضررا من تواجد الإرهاب الداعشي ، الذي انتهك حرماتهم وخرب ديارهم ، وحط من قيمتهم الاجتماعية والعشائرية ، وهدم اثار حضارات مدنهم ، وسرق خيراتهم النفطية .
ولو قارنا الجيش الرديف الذي تشكل في الجارة ايران بعد سقوط النظام الشاهنشاهي ، أي الحرس الثوري ” سباه پاسدران ” ، الذي حمى الثورة الإيرانية ، وقمع كل المعادين لها ، وشارك بتحرير أراضيها عند العدوان الصدامي عليها ، نشاهد الدور الكبير له والانجازات العظيمة التي قام بها في الحرب والسلام . فهل يتعظ من بيديه مقاليد الأمور في عراقنا الجريح بكل ما حصل ويحصل من تجاوز على العراق والعراقيين ، ويفكر بكل جديه بان يفسح المجال للحشد الشعبي لكي يأخذ دوره الحقيقي في عمليات حماية الأرض والعرض والخيرات العراقية بعيدا عن الضغوط الداخلية والإقليمية والخارجية ، وخاصة دولة الاحتلال الأمريكي التي تخضع الحكومة العراقية الهجينة والمشكلة وفق توافقات وتحصصات سياسية وقومية لم تجلب للعراق والعراقيين سوى المصائب؟ ، وان يشارك بعد سقوط داعش في عمليات اعادة اعمار المدن التي خربها ” داعش ” . ويتم تسخيره لكري الانهار واصلاح الاراضي البور ، والاستفادة من خبرات ونشاط اعضاءه خاصة الشباب منهم بدل ان تلفهم البطالة ، والتسكع في المقاهي والطرقات!!!.
ننتظر ان يكون ذلك لكي يحفظ من بيده الامر وهو رئيس الوزراء للأجيال القادمة انه وقف مواقف وطنية مشرفة ولم يخاف لا الداخل الطائفي او الانفصالي ، ولا الاقليم المعادي كتركيا وعربان السعودية والخليج من شذاذ الآفاق ، او المحتل الأمريكي .
ونود ان نردد : إن الانسان يعيش مرة واحدة ويموت مرة واحدة ، ولكن شتان ما بين الحياتين والميتتين ، حياة العز والشرف والكرامة ، وعيشة الذل والهوان .. وميتة الفخر والشهادة ، وميتة الخزي والخنوع..
بقي ان نذكر رئيس الوزراء بان هناك معاهدة للصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفياتي السابق ، فلماذا لم يستفد من هذه النقطة ويفكر بتفعيل المعاهدة ، او حتى عقد معاهدة جديدة مع الدولة الروسية ، لكي يضع له سندا دوليا بعيدا عن نفاق امريكا والغرب الذين اذا قرروا الدفاع عن العراق قصفوا ابناءه بحجة القصف الخطأ !!!!!.
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج