متابعة السيمر / الاثنين 21 . 11 . 2016 — فضحت سبورة من داخل مقر لتدريب القناصة بتنظيم “داعش” في جنوب شرق مدينة الموصل، مركز نينوى شمال العراق، أماكن المعسكرات الخفية للتنظيم في العالم التي يتجهز فيها العناصر لعمليات إرهابية، ومنهم من يسلك الأراضي التركية نحو العراقية والسورية.
وحملت السبورة عنوان “الكتلة الخاصة” لتنظيم “داعش”، في المقر داخل منزل بقضاء الحمدانية الذي تسكنه غالبية من المكون المسيحي في نينوى، وحررته القوات العراقية نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي من قبضة الدواعش.
وحصلت مراسلة “سبوتنيك” في العراق على صورة للسبورة من مصدر من وحدات حماية سهل نينوى التي تضم المقاتلين المسيحيين، عند تفتيش المنازل لتطهيرها من “داعش” في قضاء الحمدانية. وتضم كتلة “داعش”، زعامة الأمير على تسعة مفاصل هي: فرع المعسكرات، وفرع يحتوي على “التحصين والمتابعة، والطبابة”، أما الفرع الثالث يضم: الذاتية، والدواري، والمالية، والتجهيز، والبريد. وكشفت السبورة مواقع معسكرات تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، والعالم، وأولها في الرقة التي يتخذها التنظيم عاصمة لخلافته المزعومة في شمال الأراضي السورية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات. والمعسكر الثاني في القوقاز المنطقة الجبلية في حدود قارتي أوروبا وآسيا. وموقع المعسكر الثالث لتنظيم “داعش” في عدن جنوب اليمن، وهي ثاني أهم مدينة يمنية بعد العاصمة صنعاء، على الساحل في خليج عدن وبحر العرب. ومع الأراضي العراقية وسوريا، جمع تنظيم “داعش” مناطق منها القائم بغرب الأنبار مع محافظات سورية، أطلق عليها ما يسمى بـ”ولاية الفرات” تشمل مساحات صحراوية واسعة فيها معسكر “الفرات” وهو الرابع من نوعه للتنظيم في مخطط السبورة.
وحسب المخطط، يقع المعسكر الخامس لتنظيم “داعش” في مدينة الطبقة قرب مطار عسكري للقوات السورية، على بحيرة الفرات، على بعد نحو 50 كلم عن مدينة الرقة في شمال سوريا. وخصص تنظيم “داعش” معسكر الطبقة لعناصره الذين يُطلق عليهم “الانغماسيون”، وهم مقاتلون مزودون بأحزمة ناسفة وأسلحة خفيفة يستخدمونها في الهجمات التي يحددها لهم التنظيم، وبعد نفاذ الذخيرة من أسلحتهم يفجرون أحزمتهم. وفي الحجاز، المنطقة التاريخية وأحد أقاليم شبه الجزيرة العربية، غرب المملكة العربية السعودية، يقع المعسكر السادس لتنظيم “داعش”، وفقاً للرسم التخطيطي في السبورة. وفي منتصف السبورة، حوط تنظيم “داعش” ملاحظة بخط عريض نصها: “يتدرب في كل معسكر “84” وافداً “أي منتمياً للتنظيم”، على شكل سبعة سرايا باستثناء معسكر الانغماسية”. وعن وجود هذه المعسكرات، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في تصريح لمراسلتنا في العراق، اليوم الاثنين، صحة المعلومات ومواقع مقار التدريب المذكورة في السبورة. وقال الهاشمي “نعم صحيحة مواقع هذه المعسكرات السرية لتنظيم “داعش” في البوادي والصحاري والمناطق الجبلية، في الحجاز وعدن والقوقاز، بعيداً عن أنظار القوات الأمنية والأجهزة الاستخباراتية”. وما يجري في معسكرات “داعش”، أوضح الهاشمي، أن دورات يقيمها التنظيم تبدأ بخمسة مجاميع، كل واحدة منها تضم ما لا يزيد عن خمسة أشخاص يقومون بثلاث مهام تدريبية هي: عقائدية شرعية، وعمليات قنص ورمي قذائف مضادة للدروع، والثالثة هي اختيار الأهداف وكيفية صناعة الأحزمة الناسفة والعبوات. ويصف الهاشمي دورات التدريب في معسكرات “داعش”، بالمهمة تعطى لكل العناصر في 13 فرعا في صفوف التنظيم. وكشف الهاشمي، مرجحاً أن تكون معسكرات تنظيم “داعش” البعيدة عن العراق وسوريا، ومنها التي في الحجاز والقوقاز وعدن، لتنفيذ عمليات إرهابية في تلك الدول، ملمحاً إلى بعض من العناصر المتدربين يتم نقلهم منها إلى الأراضي العراقية والسورية وبالتأكيد ليس هناك طريق آخر يسلكونه نحوها، إلا عبر تركيا. ويلفت إلى أن القوات العراقية استطاعت استعادة مساحات واسعة من سيطرة تنظيم “داعش” في محافظة نينوى، وتوغلت في مناطق الساحل الأيسر من مركزها الموصل وقتلت المئات من عناصر التنظيم منذ اليوم الأول لانطلاق المعركة في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وخسر تنظيم “داعش” أغلب مدن الأنبار التي تشكل ثلث مساحة العراق غرباً، بتقدم القوات العراقية وأبناء العشائر، وما تبقى له فيها سوى ثلاثة أقضية محاذية للأراضي السورية وهي القائم وعانة وراوة.