الرئيسية / الأخبار / مُمثلُ المرجع الحيدريِّ: “الأحزاب الدينيَّة والعلمانيَّة أجهضت المشروعين الإسلاميَّ والمدنيَّ عبر فشلهم في إدارة مؤسَّسات الدولة” :: ويتَّهم السعوديَّة وقطر بتنفيذ المخطط الأمريكيِّ الرامي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة

مُمثلُ المرجع الحيدريِّ: “الأحزاب الدينيَّة والعلمانيَّة أجهضت المشروعين الإسلاميَّ والمدنيَّ عبر فشلهم في إدارة مؤسَّسات الدولة” :: ويتَّهم السعوديَّة وقطر بتنفيذ المخطط الأمريكيِّ الرامي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة

السيمر / السبت 11 . 02 . 2017 — ناشد مُمثِّل المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 10/2/2017 المرجعيَّات الدينيَّة والمُثقَّفين وجموع الجماهير العراقيَّة إلى الدخول في نقاشاتٍ مستفيضةٍ وإجراء الدراسات الميدانيَّة؛ من أجل الخروج بالعراق من “هذا النفق المظلم” مُعرباً عن خيبة أمله بقيادات الأحزاب الدينيَّة والعلمانيَّة التي أجهضت المشروعين الإسلاميَّ والمدنيَّ من خلال تجربتهما الفاشلة في إدارة مؤسَّسات الدولة بعد سقوط الطاغية صدام.
الشيخ علي قاسم انتقد بشدةٍ، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَت في جامع الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، انتقد تسرُّب ظاهرة الفساد الإداريِّ والماليِّ لسلكي التعليم والصحَّة، مُستنكراً ما تقوم به بعض الملاكات التدريسيَّة لإجبار الطلبة على اللجوء للدروس الخصوصيَّة بأساليب رخيصةٍ تربأ مهنة التعليم بنفسها عنها، فضلاً عن قيام الأطباء برفع أجور الكشوفات على مرضاهم والتواطؤ مع أصحاب الصيدليات والمختبرات، مطالباً المجتمع للتصدِّي لظاهرة الفساد والقيادات الفاسدة من خلال برنامجٍ مدروسٍ يُولَّى فيه الصالحون ويُستبعَدُ الفاسدون.
وفي سياقٍ آخر، اتَّهم قاسم السعوديَّة وقطر بتنفيذ المخطط الأمريكيِّ الرامي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة العربيَّة والإسلاميَّة؛ وصولاً إلى تجزئة كلٍّ من العراق واليمن وليبيا وسوريا كما فُعِلَ بالسودان من قبل، مُستهجناً ما تقوم به السعوديَّة من إشعالٍ للحروب بدعوى محاربة “نشر التشيع الذي تدعي أنَّ الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة تقوم به” فضلاً عن مسارعتها ودويلة قطر لعقد اتفاقياتٍ سريةٍ مع إسرائيل على حساب القضيَّة الفلسطينيَّة في محاولةٍ لشغل أنظار العالم الإسلاميِّ عن عدوه الحقيقيِّ المُتمثِّل بالكيان الصهيونيِّ.
ولفت مُمثِّلُ الحيدريِّ إلى أنَّ العالم الإسلاميَّ يواجه خطرين مُحدقين به، أولهما الفكر التكفيريُّ المُتطرِّف المبنيُّ على أفكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، والآخر العلمانيَّة الفكريَّة التي استثمرت معطيات العلم التكنولوجيَّة الحديثة بشكلٍ خاطئ يرمي للقضاء على الأفكار الدينيَّة حتى المعتدلة منها، مُبيِّناً أنَّ الإسلام الحقيقيَّ هو دين الحب والسلام والعدل والمساواة والصدق ولا علاقة له بالأفكار والممارسات الهجينة المستهجنة التي يقوم بها إرهابيو داعش والنصرة والقاعدة.
وبدأ الشيخ علي قاسم بحث الإيمان والإسلام لافتاًرإلى أنَّ “الإيمان هو التصديق القلبي أو الإقرار بالإسلام والعمل بالفرائض” وهو أعلى مرتبة من الإسلام، إذ إنَّ الإسلام كما يقول الإمام الصادق هو ما عليه ظاهر الناس من التشهُّد بالشهادتين والقيام بالفرائض كالصلاة والصيام والزكاة، موضحاً أنَّ الإيمان يشارك الإسلام في الظاهر والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن، مُعرِّجاً على تفسير قوله تعالى : ” قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم” مستعرضاً بعض الروايات الشريفة عن الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق في تفسير الآية المباركة والتفريق بين الإيمان والإسلام.
وحذَّر قاسم من الخروج عن روح الإيمان باقتراف الكبائر أو الصغائر التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها، مُنبِّهاً إلى أنَّ الفرد الذي خرج عن الإيمان باقترافه الذنوب لا يدخل في دائرة الكفر بل يبقى مسلماً، إلا إذا تعدَّى هذه المرحلة وجحد بالله أو أمر باقتراف المعاصي وتحليل الحرام وتحريم الحلال، بخلاف المرجئة الذين لا يذهبون إلى أنَّ اقتراف الكبيرة يوجب الخروج من الإيمان، مؤكداً أنَّ إطلاق لفظ (مؤمن) لمرتكب الكبائر هو انتهاك لحرمة الإيمان، فالإيمان “هو إقرارٌ قلبيٌّ مرتكزٌ في قرارة النفس” الذي يأتي ويتحقَّق بعد مرحلة الإسلام، كما أنَّ التقوى مرحلة متأخِّرة تأتي بعد تحقُّق صفة الإيمان.
واستعرض آراء المذاهب الإسلاميَّة في مسألة فصل الإيمان عن العمل، مشيراً إلى أنَّ الأماميَّة يذهبون إلى خروج الإنسان عن صفة الإيمان وبقاء صفة الإسلام باقترافه للكبائر، بينما ترى المرجئة بقاءه على صفة الإيمان، أما الخوارج فيذهبون إلى كفر من يقترف الكبائر، بينما المعتزلة والزيدية وجمعٌ من الخوارج يرون أنَّ مرتكب الكبيرة فاسقٌ لا هو بمؤمنٍ ولا مسلمٍ، مبيِّناً أنَّ الإيمان يأتي في القرآن مرتبطاً بالعزة والرفعة والنصر كقوله تعالى : (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) وقوله ” ولا تهنوا ولا تحزنون وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” موضحاً أنَّ الحالة التي تعيشها أغلب الدول العربية والإسلاميَّة هي حالة الإسلام ولما “يدخل الإيمان في قلوبكم” إذ لو كانت تحمل صفة الإيمان لما تخلَّف وعد الله لها بالنصر والتمكين في الأرض ” إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْولَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَتِلُونَ فِي سَبيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقَّاً فِي التَّوْرَيةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” ولما كان للكافرين عليهم سبيل كما هو الواقع اليوم من تسلُّط الدول الكافرة المستكبرة.

اترك تعليقاً