السيمر / الجمعة 17 . 02 . 2017 — دعا مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 17/2/2017 رئيس الوزراء إلى إجراء إصلاحاتٍ حقيقيّةٍ على المحكمة الاتحادية والمُفوَّضيَّة العليا للانتخابات ومناقشة قانون الانتخابات، مُحذِّراً إياه من “اللوبيات” المنتشرة بين أوساط النخب السياسيَّة المرتبطة بالخارج وما أسماهم أتباع الحكومة السابقة والبعثيِّين وضرورة تطهير مُؤسَّسات الدولة منهم، ومن الذين يتاجرون بتضحيات أبناء الحشد الشعبيِّ لغايات انتخابية.
وناشد الشيخُ علي قاسم، في خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَتْ في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، ناشد المُتظاهرين في ساحة التحرير ضرورة الحفاظ على سلميَّة التظاهرات وعدم الانجرار إلى أيِّ عملٍ يُعرِّض أرواحَ الناس للقتل، مُنبِّهاً إلى وجود مُندسين يرغبون بحرف مسار التظاهرات والمراهنة على حماسة المتظاهرين ومحاولة استغلال الحالة الانفعاليَّة للإيقاع بينهم وبين القوات الأمنيَّة، لافتاً إلى وجوب حمل التظاهرات شعاراتٍ مناهضةٍ للفساد والمُفسدين وسُرَّاق المال العامِّ والمطالبة بمحاسبتهم والتثقيف باتجاه عدم انتخاب أيِّ شخصيَّةٍ شاركت في الحكومات السابقة لا سيما من ثبت فشلهم وسرقتهم لقوت الجماهير.
وحثَّ قاسم النخبَ المُثقَّـفة من أساتذةٍ وأطباء ومُهندسين ومحامين وإعلاميِّين وأدباء إلى النزول للشارع والاضطلاع بمسؤوليَّتهم الوطنيَّة في تثقيف الجماهير ورفع مستوى وعيهم؛ من أجل المطالبة بحقوقهم المسلوبة، مُعرباً عن أسفه لسكوت تلك النخب وتركها المسيرة النضاليَّة أو الركون إلى أحزاب السلطة والتزلُّف إليهم.
وحضَّ مُمثِّلُ الحيدريِّ من يتاجرون ببيع السيَّارات والدراجات الناريَّة وأصحاب (البسطات) على الالتزام بالقانون وعدم ممارسة البيع والتجارة في الأماكن غير المُخصَّصة لذلك، مُنتقداً إياهم لعدم اعتبارهم من تكرار العمليات الإرهابيَّة التي هم ، بحسبه، أحد الأسباب في وقوعها؛ لاستحالة توفير القوات الأمنيَّة الحماية للمواطنين في كلِّ شبرٍ خارج الأماكن المحميَّة.
الشيخُ علي قاسم أكمل بحثه الموسوم (الإسلام والإيمان) الذي ابتدأه الجمعة الماضية، مُوضحاً أنَّه إذا كان الإسلام إقراراً باللسان والعمل بظاهر الأركان فإنَّ الإيمان يُضاف إلى ذلك هو التصديق والإقرار القلبيَّان، مُؤكِّداً أنَّ الإسلام يختلف عن الإيمان بتعدُّد درجات ومراتب الثاني واختلافها شدَّةً وضعفاً بخلاف الأول (الإسلام) وهما كمفهومي المُتواطئ والمُشكِّك، فالأول غير قابل للزيادة في أفراده بخلاف الثاني فيزداد شدَّةً وضعفاً كالعلم والمعرفة والعمل الصالح.
وبيَّن قاسم مراتب الإيمان التي عدَّ منها التقوى وأعلاها اليقين، مستعرضاً الروايات الصادرة عن أهل البيت (ع) في هذا المجال كقول الصادق عليه السلام : « إنَّ الإيمان عشر درجات، بمنزلة السُلّم، يُصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولنَّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لَستَ على شيءٍ ، حتى ينتهي إلى العاشرة .. » كما عرَّج على الآيات القرآنيَّة التي تناولت زيادة الإيمان كقوله تعالى : ” الذين قال لهم الناس إنَّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل” (173)( آل عمران :173) و( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ الله وجلت قلوبهم وإذا تُلِيَتْ عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون (2) (الأنفال:2) وقوله : (وإذا ما أُنزِلَت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون (124)( التوبة:124) فضلاً عن قوله : (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليما (22)( الأحزاب:22) وقوله : (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً (4)( الفتح:4) وقوله : (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا)(المدثر:31)، مسلطاً الضوء على مراتب السير والسلوك إلى الله وارتباطها بمراتب الإيمان والمعرفة، من خلال تبيانه لقوله تعالى في مطلع سورة البقرة ” الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون”.
واختتم مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ خطبته بإيصال شكر سماحة المرجع إلى جميع مٌقلديه الواعين الذين يسهمون من خلال كتاباتهم وردودهم العلميَّة في مواقع التواصل الاجتماعيِّ إلى توعية المجتمع ووقايته من خطر البدع والخرافات وقنوات التجهيل الأخرى.
الرئيسية / الأخبار / ممثل المرجع الحيدريِّ يدعو رئيس الوزراء إلى إجراء إصلاحاتٍ على المحكمة الاتحادية ومُفوَّضيَّة الانتخابات ..مُحذِّراً إياه من “اللوبيات” المرتبطة بالخارج