السيمر / السبت 18 . 03 . 2017 — أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حتمية التأكيد على إنتصار “المقاومة وإستراتيجياتها في سوريا منطلقاً هذه المرة من وقائع لم يتطرق اليها سابقاً.
جاء ذلك خلال لقاء خاص اجراه “السيد” بعيداً عن الاعلام وخصصه لافراد التعبئة التربوية في حزب الله ليلة الجمعة حيث خصصه بنسبة كبيرة للمسائل الدينية والثقافية وبعض الامور الداخلية التي اتت من باب النصح والتوجيه.
وعرج نصرالله على الشأن السياسي قليلاً في شقيه الاقليمي والمحلي مورداً مقارنة لتطورات الوضع الراهن في سوريا، حيث اتى ذلك تزامناً مع الذكرى السادسة لبدء الازمة في هذا البلد، مستعرضاً جوانب من مشاركة حزب الله في سوريا والغرض منها.
ولم يمر نصرالله مرور الكرام على ما يتعرض له حزب الله من محاولات لضربه تارةً من خلال حجج طائفية واخرى من بوابات اتهامات بالارهاب ونشر الشائعات التي تستهدفه هنا وهناك، ملمحاً إلى ما يدور بفلك العالم الافتراضي، رابطاً ذلك في سياق عجز القائمين على التكفير عن الرد على النكسات المتلاحقة في سوريا وإنفراط عقد المشاريع وسقوط المراهنات السياسية.
وأشار نصرالله إلى أن نجاح المقاومة في تجاوز هذا القطوع ياتي من إمتلاكها البصيرة والوعي وهذا ما ترجم من خلال الذهاب إلى سوريا حيث كانت المقاومة منتبهة لما يحاك هناك حتى قبل أن تدرك الدول ذلك والتي إلتفتت في وقتٍ متأخر إلى خطورة الوضع في سوريا والكارثة الناتجة عن تحولها إلى دولة فاشلة تتمظهر فيها المجموعات الارهابية بابشع الصور.
وكان من أهم من تطرق إلى السيد نصرالله خلال اللقاء “الطلابي” عن قرب افول ظاهرة تنظيم “داعش” مقدماً رؤية خاصة مرتبطة بكيفية إنقلاب التنظيم على مشغليه وإنقلابهم هم عليه حيث ان تولد هذا الصراع نتج عنه تغير في الاستراتيجيات والتكتيك اوصلنا إلى تضارب مصالح بين الجهتين وهو ما ادى إلى بدء افول نجم التنظيم الارهابي بالاضافة إلى عوامل اخرى مرتبطة بالانتصارات التي حققتها المقاومة والحلفاء في سوريا والعراق والتي كانت ثمرة اساسية في تغير التكتيكات لدى القوى التي كانت تدعم “داعش”.
وإنطلاقاً من ما تقدم، خلص نصرالله إلى توصيف ما تحقق في سوريا بـ”المعجزة الالهية” حيث ان الوقائع ادت إلى إنقلاب المعادلات رأساً على عقب مشيراً إلى أن المخطط كان أن “اتوا بداعش لاحتلال البقاع فأصبحت المقاومة في سوريا، وارادوا ان يصبح داعش في بيروت فأصبحنا اليوم في الجولان”، وهكذا املينا عليهم سقوط المشاريع وبدل ان يغزونا الارهاب ومن خلفه بعقر دارنا في بيروت ذهبنا اليه ونقلنا المعركة إلى الجولان التي بات علامة خوف ونقطة ارتباك بالنسبة إلى العدو الاسرائيلي، وتمكننا من الوصول الى هناك اوصل من كان يقف خلف دس داعش في لبنان الى التراجع تكتيكياً.
كذلك لفت نصرالله إلى إنعكاس ذلك على موقف كل من السعودية والاردن ودول الخليج التي بات تدرك الخطر الداهم عليها نتيجة تغير الاستراتيجيات وانقلاب المشهد في سوريا لصالح الدولة في دمشق مع ما ترافق من تلاشي الدول المتورطة بالحرب هناك والتي افرزت أربع دول رئيسية تجلس على طاولة المفاوضات اليوم حيث ادركت تلك الدول ان حرب 6 سنوات لم تجنِ على سوريا وحدها الخراب بل على من دعم منذ اليوم الاول تلك الجماعات.
ليبانون ديبايت