الرئيسية / الأخبار / مُمثل المرجع الحيدريِّ يُحذِّر من عودة الاحتلال وتحوُّل العراق إلى” لعبةٍ بيد المُحتلِّ وأذنابه” الشيخ علي قاسم يصفُ القمةَ العربيَّة بالفاشلة، والربيعَ العربيَّ بــ”الربيع الدمويِّ”

مُمثل المرجع الحيدريِّ يُحذِّر من عودة الاحتلال وتحوُّل العراق إلى” لعبةٍ بيد المُحتلِّ وأذنابه” الشيخ علي قاسم يصفُ القمةَ العربيَّة بالفاشلة، والربيعَ العربيَّ بــ”الربيع الدمويِّ”

السيمر / الجمعة 31 . 03 . 2017 — أعرب مُمثِّلُ المرجع الدينيِّ السيد كمال الحيدريِّ اليوم الجمعة الموافق 31/3/2017 عن خشيته من عودة ما أسماه احتلالاً حقيقياً للأرض والمال والنفط، مُنبِّهاً إلى أنَّ البلد سيتحول إلى ” لعبةٍ بيد المُحتلِّ وأذنابه وسيكون عبداً لغيره”.
ودعا الشيخ علي قاسم، في خطبة صلاة الجمعة التي أُقِيْمَتْ في مسجد الشيخ الوائليِّ بشارع فلسطين في العاصمة بغداد، دعا المرجعيَّات الدينيَّة والمُثقَّـفين والأكاديميِّين ممَّن يجدون في أنفسهم الكفاءة وحسن الإدارة إلى ضرورة أن يدلوا بدلوهم وأن يقولوا قولتهم بوضع حلولٍ حقيقيَّةٍ للوضع العراقيِّ، مُحذِّراً من النتائج الكارثيَّة التي ستحلُّ بالبلد إن استمر الفاشلون وسرَّاق المال العام وأصحاب مؤتمرات المؤامرة بإدارة مؤسَّسات الدولة ووزاراتها.
واستنكر قاسم الصراعات السياسيَّة والسيناريوهات التي يعدُّها الخصوم السياسيُّون، مُنبِّهاً إلى أنَّها صراعاتٌ؛ من أجل المغانم الانتخابيَّة تنتهي بعدد المقاعد البرلمانيَّة التي ستحصل عليها هذه الكتلة أو تلك وعدد الوزراء في الكابينة الوزاريَّة ولا علاقة لها بمصلحة المواطن وتقديم الخدمات له، داعياً إلى معاضدة الجيش والحشد الشعبيِّ للإسراع في تحرير الموصل والذهاب لمناطق تأوي الإرهابيِّين وتشكِّل حاضنة لهم وخطراً على محافظات العراق كافة.
ووصف القمم العربيَّة بالفاشلة؛ لأنَّها تنظر إلى نفسها داخل قاعة المؤتمرات ولا تعبأ بالواقع المرير الذي تعيشه العشوب، مُنتقداً إغفالها المطالبة برفع الحيف والظلم عن الشعوب المضطهدة، مطالباً الشعوب العربية بالوقوف بقوةٍ أمام الطائفيَّة ومشاريع التقسيم التي تحوكها غرف الاستكبار العالميِّ، كما حثَّهم على التخلُّص من الأفكار التي تصدرها مُؤسَّساتٌ دينيَّةٌ مُنحرفةٌ.
وعزا مُمثِّلُ الحيدريِّ المآسي التي تعيشها الأمَّة بما فيها مسلمو العراق وسوريا واليمن وليبيا ونيمار إلى الفكر السلفيِّ الوهابيِّ المُتمثِّل بتنظيم القاعدة الإرهابيِّ وجبهة النصرة وداعش، واصفاً الأحداث التي مرَّت بها الدول العربيَّة بعد 2011 بــ” الربيع الدمويِّ” مُتهماً الحكام العرب بالإسهام فيما آلت إليه أوضاع الشعوب العربيَّة من فقرٍ وجهلٍ وإرهابٍ.
الشيخ علي قاسم أكَّد أنَّ مرجعية السيد كمال الحيدري داعمةٌ للأصوات المخلصة والعمل الجماهيريِّ والاجتماعيِّ والثقافيِّ الداعي للوحدة والتكاتف والنابذ للطائفية والإرهاب، مُحذِّراً من الأصوات التي أصبحت أبواقاً للآخرين ودخلت في فئة الطالبين للشهرة والرغبة والدعاية الانتخابيَّة، داعياً لتوحيد الصفوف مع الشخصيَّات الواعية النزيهة المُخلصة وتكوين مجموعةٍ تحت منظورٍ مرجعيٍّ يؤسِّس لهم ويُقوِّمُ أهدافهم ويُوضِّح غاياتهم ويُسدِّد خطاهم لخدمة الشعب والوطن، لافتاً إلى وجود مثل تلك الشخصيَّات، بيد أنَّها مُتفرِّقةٌ تحتاجُ منَّا أن نجمعها، مُوضحاً أنَّ جمع الشخصيَّات المُخلصة للبلد تحت مجموعةٍ وإطارٍ مُوحَّدٍ هو من مسؤوليَّة النخبة الجماهيريَّة الواعية.
واستكمل قاسم سلسلة بحوثه عن اليقين ومراتبه، لافتاً إلى أنَّ الموقنين الذين تلبَّسوا بهذه الصفة الملكوتيَّة سيغدون كالكواكب الزاهرة التي تضيء لكلِّ الناس، مُبيِّناً أنَّ تلك الأنفس هي التي تعيش لتخدم لا لتُخدَم فهي خادمةٌ للجميع دون النظر لمقابلٍ أو خدمةٍ يتلقونا، مُوضحاً بعض المراحل التي يمرُّ بها أهل السير والسلوك إلى الله، مُشدِّداً على ضرورة التخلِّي عن الرذائل التي تشتمل على الذنوب والأخلاق السيِّئة ووجوب التحلِّي بالفضائل التي منها الإتيان بالطاعات الواجبة والمستحبة والتخلُّق بالأخلاق الفاضلة، مُؤكِّداً أنَّ أهل اليقين ذائبون بالتحلِّي فتحلِّيهم هو تخلٍّ فلا تخلِّيَ عندهم وإن كان عندهم فمن عالمهم ومن كينونتهم.
وتابع أنَّ الموقنين يلتذون بتقديم الخدمة للآخرين ويجدون السعادة في ذلك، لأنهم يقدمون الخدمة من أجل الله، وتجاوزت أفكارهم وأرواحهم الدنيا وما فيها وباتوا ينظرون لخدمة الآخرين كخدمة أنفسهم فيسرون إذا سعد الناس، مُشبِّهاً حياتهم بحياة الشهداء وحالتهم التي تغمرها السعادة والفرح وهم تنزف أجسادهم دماً؛ لأنهم ضحُّون ويقدِّمون ذلك من أجل حياة الأمة وسعادتها وعزِّها.
وفي ختام الخطبة تلا مُمثِّلُ المرجع الحيدريِّ خطبة أمير المؤمنين في وصف المتقين بدءاً بقوله ” عِبَادَ اللهِ، إِنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللهِ إِلَيْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَاسْتَشْعَرَ الْحُزْنَ، وَتَجَلْبَبَ الْخَوْفَ” معرِّجاً على قوله(ع) “فَزَهَرَ مِصْبَاحُ الْهُدَى فِي قَلْبِهِ، وَأَعَدَّ الْقِرَى لِيَوْمِهِ النَّازِلِ بِهِ، فَقَرَّبَ عَلَى نَفْسِهِ الْبَعِيدَ، وَهَوَّنَ الشَّدِيدَ، نَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَذَكَرَ فَاسْتَكْثَرَ، وَارْتَوَى مِنْ عَذْبٍ فُرَاتٍ سُهِّلَتْ لَهُ مَوَارِدُهُ، فَشَرِبَ نَهَلاً وَسَلَكَ سَبِيلاً جَدَداً قَدْ خَلَعَ سَرَابِيلَ الشَّهَوَاتِ، وَتَخَلَّى مِنَ الْهُمُومِ، إِلاَّ هَمّاً وَاحِداً انْفَرَدَ بِهِ، فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى، وَمُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَى، وَصَارَ مِنْ مَفَاتِيحِ أَبْوَابِ الْهُدَى، وَمَغَالِيقِ أَبْوَابِ الرَّدَى” مُختتماً بــ” قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ الْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ، لاَ يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلاَّ أَمَّهَا وَلاَ مَظِنَّةً إِلاَّ قَصَدَهَا، قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ، يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ وَيَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ”.

اترك تعليقاً