السيمر / السبت 01 . 04 . 2017 — الكلّ يُجمع هنا في المدينة القديمة للموصل، أن الناس يموتون جوعاً لانهم لم يتلقوا طعاماً منذ ثلاثة اسابيع بسبب توجيه فوهات قناصي داعش لكل مدني يحاول الهرب او الخروج للمدينة.
وفي مقابلة اجرتها صحيفة الاندبدنت البريطانية مع مجموعة مدنيين كان من بينهم كريم سائق الأجرة البالغ من العمر 28 عاماً ويعيش في مركز مدينة الموصل القديمة يقول إن “العديد من الناس بمن فيهم الأصدقاء، توفوا بسبب سوء التغذية”.
وأضاف “هذه المناطق وتحديداً القديمة في الموصل، لم يأتِ اليها الطعام منذ 20 يوماً، وانفق المدنيون هناك جميع مدخراتهم على الغذاء”. ولفت كريم الى عدم وجود ماء ولا كهرباء ولا أحد يستطيع مغادرة منزله، لان تنظيم داعش وجه فوهات قناصيه الى المدنيين “لايمكننا الخروج، فالمسلحون الارهابيون يضربون المدنيين بالرصاص”.
وينقل كريم عن ما يعيشه في المدينة القديمة، هو ضعف الاتصال والتنقل بين أحياء مدينة الموصل ولاسيما القديمة ذات الأزقة الضيعة والحارات، إضافة الى محاصرة القوات الامنية هذه المدينة.
وتقدر وكالات الأغاثة أن هناك 400 الف شخص يعيشون في تلك المناطق الضيقة، و 200 آخرين لا يُعرف وضعهم من حيث السلامة والغذاء. كما لا أحد يستطيع الهرب الى المناطق التي استولت عليها القوات الامنية والانضمام الى عشرات الآلاف من الهاربين من جحيم داعش.
وأعطى كريم صورة حية عن الإرتباك والرعب في المدينة القديمة، فالأزقة الضيقة لا يمكن ان تسير سيارة، وهذا ما أستفاد منه تنظيم داعش في حرب العصابات الجارية هناك.
ويسير مسلحو داعش بما فيهم القناصة من ذوي الخبرة العالية بالقتال وصانعو القنابل، في الأزقة الضيقة فضلاً عن رؤية الثقوب التي تمتلأ بها المنازل لتخرج منها فوهات القناصة.
وعلى الرغم من أن كريم لايزال في الحي الذي تحتله مجموعة داعش الارهابية، فإن قوات الأمن العراقية وحتى فصائل من الحشد الشعبي لسيت بعيدة عنهم قائلاً “أمس سمعت بعض الأغاني الشيعية. وعندما نسمع هذه الاغاني ندرك فوراً ان الحشد والجيش اقتربا من المنطقة”.
وعادةً ما يرفع مقاتلو الحشد الشعبي اغانيهم عالياً التي يمكن سماعها بوضوح في الليل. ويعتقد كريم على إثر هذه الاغاني الحماسية للحشد الشعبي، ان مسلحي داعش تحركوا الى الجزء الشمالي من البلدة القديمة بعيداً عن خط المواجهة.
الناس الذين يعيشون بالقرب من المستشفيات، إن سيارات داعش تنقل جرحى التنظيم ولاسيما في حي 17 تموز. ويتعرض مسلحو التنظيم لضغوط شديدة هذه الايام من الهجمات الجوية والقوات البرية التي تفوق عددهم بكثير. ولقد تمكنت الشرطة الاتحادية ووحدات اخرى في الطرف الجنوبي من تحقيق تقدم ادى الى وقوع خسائر في تنظيم داعش.
وعيّرت القوات العراقية تكتيكاتها في عملية تحرير مدينة الموصل، مما ادى الى تعرض مسلحو داعش على يد قوات النخبة الذهبية التي يبلغ قوامها 10 الاف جندي خسائر كبيرة في الارواح والمعدات.
ومن الواضح ان خطة الفرقة الذهبية، شن هجمات متعددة على داعش في المدينة القديمة، ونشر جنود يسهلون دخول القوات المقاتلة الاحياء دون التعرض للاعتداء على يد تنظيم داعش.
وكان الجيش العراقي أعلن قبل ثلاثة اسابيع الاهالي في الموصل بعدم تغطية سياراتهم وممتلكاتهم بقطع قماش او اي مواد اخرى، لانها مستهدفة من الطائرات بدون طيار. والسبب في ذلك، هو أن الضباط العراقيين والقوات الخاصة دعت طيران التحالف الدولي الى استهداف هذه المواد المغطاة لانها تخفي تحتها اسلحة وذخائر.
وأبلغت السلطات في شرق الموصل الاهالي بتبليغ ذويهم في الجانب الايمن بالالتزام بهذه النصائح لتجنب وقوع اصابات بين المدنيين.
وكان جاسم الذي يقطن بالقرب من نهر دجلة ويمر عبر الموصل، مخاوف من عدم ايجاد وسيلة للوصول لامه عبر النهر، وغم سيطرة الحكومة على ذلك الجانب.
ترجمة وان نيوز